اتهم النائب اللبناني عقاب صقر، المنتمي إلى كتلة سعد الحريري رئيس الحكومة البرلمانية، اليوم الاثنين، اللواء جميل السيد بتسريب "فبركات" إلى مجلة ألمانية عام 2009 حول تورط حزب الله في اغتيال رفيق الحريري. وقال صقر في مؤتمر صحفي: "كان لدينا معلومات عن الشخص الذي سرب معلومات لدير شبيجل، وتم اكتشاف اللغز". وأضاف: "الحريري قطع رأس الفتنة التي حضرها (السيد) في دير شبيجل، وظل ينفخ في نارها، وعلى الرأي العام أن يعرف الآن من سمم البلد بعد ما نشر في دير شبيجل". وتابع صقر: "أصبح واضحا للشعب اللبناني من سرب هذه الفبركات، فشكرا جميل السيد؛ لأنك أوضحت للرأي العام أنك أنت من سرب هذه المعلومات". ورفض السيد التعليق في شكل مباشر على هذا الاتهام، حيث قال: "يريدون أن يجروني إلى سجال"، مضيفًا أن قضية "دير شبيجل معروفة، ولا أستطيع أن أدخل في سجال معه (صقر)". ولاحقا، أصدر المكتب الإعلامي للواء السيد بيانا ذكر فيه أنه "يرفض الرد على حملة الشتائم والتلفيق". يذكر أن اللواء السيد هو أحد الضباط ال4 الذين سجنوا في أغسطس 2005 في إطار التحقيق في اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء السابق، الذي قتل فيه كذلك 22 شخصا في تفجير شاحنة مفخخة في بيروت في 14 فبراير 2005، وأفرج عن الضباط ال4 في أبريل 2009 بقرار من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي، التي تنظر في اغتيال الحريري بسبب عدم وجود "عناصر إثبات كافية". وذكرت "دير شبيجل" في مايو 2009 أن لدى لجنة التحقيق الدولية خيوطا تقود إلى اتهام حزب الله، مشيرة إلى أنها تستند في خبرها إلى معلومات من "مصادر قريبة من المحكمة تم التحقق منها عبر الاطلاع على وثائق داخلية"، وقالت إن "القوات الخاصة التابعة لحزب الله" هي التي "خططت ونفذت" عملية الاغتيال. وجاء اتهام صقر للسيد بعدما شن الأخير في مؤتمر صحفي قبل أيام هجوما على رئيس الحكومة، طلب بعده وزير العدل من النيابة العامة تحريك دعوى الحق العام في حق السيد بسبب "تهديده" سعد الحريري "وأمن الدولة". واليوم الاثنين اتهم صقر السيد أيضًا بأنه حصل على "هدية" خلال توليه إدارة الأمن العام بقيمة 13 مليون دولار، وأنه حاول "ابتزاز" رئيس الحكومة أخيرًا للحصول على "تعويض مالي" على خلفية اعتقاله في قضية اغتيال الحريري. وفيما يطغى التشنج السياسي مجددا على الوضع اللبناني على خلفية التصعيد المتبادل بين حزب الله وتيار المستقبل الذي يقوده الحريري، أكد صقر أن "البندقية سنواجهها بزهرة ووردة، والتحدي سنواجهه بالحقيقة". وأضاف: "ندعو حزب الله -الذي قام بانقلاب على منطق المؤسسات- إلى أن يتوقف عن ذلك وأن يلاقي (الأمين العام لحزب الله) حسن نصر الله اليد الممدودة للحريري". لكن صقر اعتبر أن "مستقبل لبنان بخير ما دام سعد الحريري على رأس حكومة لبنان، وهو لن يسمح بتمرير الفتنة، ولن تحدث فتنة في لبنان لأن ليس هناك من طرف ثان لها". غير أنه تدارك أن "الصفعة سيرد عليها وب10 صفعات".