تعاقدت الحكومة المصرية مع مجموعة «بيل بوتينجر»، كبرى الوكالات المتخصصة فى العلاقات العامة والدعاية فى بريطانيا، لتحسين صورتها على الساحة الدولية. و«بيل بوتينجر»، هى الفرع المختص بالدعاية والعلاقات العامة فى مجموعة «تشيم» للاتصالات، التى يرأسها اللورد تيم بيل أحد المستشارين السابقين لرئيسة الوزراء البريطانية الأسبق مارجريت ثاتشر. وقال أبيل هادن أحد كبار المسئولين فى المجموعة ل«الشروق»: تم توقيع العقد «فى يونيو الماضى مع وزارة الإعلام المصرية للمساعدة على أن تُفهم رسائل الحكومة المصرية بشكل أفضل على الساحة الدولية». ولم يُفصح هادن عن قيمة العقد، ولكنه قال إنه سيسرى لمدة عام، وإن الأنشطة المتفق عليها فى إطاره تشمل «التنشيط السياحى والبرامج الخاصة بالتبادل التعليمى بين الدول، وإقامة المعارض» بجانب ما وصفه ب«مجموعة من الوسائل التى تستخدمها الحكومات فى مختلف أنحاء العالم» لتحسين صورتها، دون إضافة مزيد من التفاصيل فى هذا الشأن. وفى ردوده المقتضبة على أسئلة «الشروق»، كشف المسئول فى «بيل بوتينجر» النقاب عن أن فرعا آخر للمجموعة الأم «تشيم»، شارك قبل أعوام فى «خلية أزمة إعلامية» تعاونت مع الحكومة المصرية عقب الهجوم الدموى الذى وقع فى الأقصر عام 1997، وقتل فيه 62 شخصا، بينهم 59 سائحا أجنبيا. وبخصوص التعاقد الحالى، قال هادن إن الحكومة المصرية تدرك أن «العديد من الخطوات الإيجابية للغاية التى اتخذتها خلال السنوات القليلة الماضية لدفع التحول الاقتصادى والسياسى لم يتم إيصالها على النحو الكامل إلى الجمهور الدولى»، وأنها «تأمل» فى أن يتم تصحيح ذلك فى المستقبل. وفى وقت سابق من هذا العام ذكرت مصادر بريطانية أن «بيل بوتينجر» أحجمت عن تقديم خبراتها للرئيس السودانى عمر البشير، الصادر بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة المسئولية عن ارتكاب جرائم حرب فى إقليم دارفور غربى السودان. غير أن المصادر أشارت إلى أن المجموعة نفسها تعاقدت مع الحكومة السريلانكية لإطلاق حملة لتحسين صورتها، لمواجهة حملة التنديد الدولى التى كانت تواجهها حكومة كولومبو، على خلفية تقارير اتهمتها بارتكاب جرائم حرب وتنفيذ إعدامات جماعية فى آخر جولات الصراع بينها وبين المتمردين التاميل عام 2009. ولكن، وفى رده على أسئلة «الشروق»، رفض هادن الكشف عن أسماء الدول المرتبطة بتعاقدات مع مجموعته؛ بدعوى أن الاتفاقات فى هذا الشأن «تتسم بالسرية»، ولكنه أقر بأن «بيل بوتينجر» تتعامل مع «العديد من الدول فى مختلف أنحاء العالم». واللافت أن للمجموعة عددا لا بأس به من الفروع فى الشرق الأوسط، فى كل من البحرين وقطر، بجانب إماراتى أبوظبى ودبى. ومن أبرز عملاء المجموعة الذين تضع أسماءهم على موقعها الإلكترونى، شركة «إيرباص» لتصنيع الطائرات وشركة «فودافون» العالمية للاتصالات، وشركة الطيران الإماراتية «الإمارات»، وشركة موانئ دبى العالمية.