انتقل إلى رحمة الله تعالى الفنان التشكيلي عدلي رزق الله مساء الأربعاء وذلك بعد صراع مع المرض الخبيث وستقام الجنازة ظهر اليوم الخميس من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين. وكان رزق الله قد أصيب بوعكة خطيرة اضطرته إلى الإقامة شهرًا بمركز الدكتور محمد غنيم بمدينة المنصورة، وحينما طالب الفنان التشكيلي – حسب بعض المصادر المقربة له - وزارة الثقافة بعلاجه على نفقة الدولة، ماطله فاروق حسني وزير الثقافة إلى أن أمر - في النهاية - صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة، بأن يقوم بشراء عدد من لوحات الفنان التشكيلي مقابل مبلغ من المال حتى يتمكن من الإنفاق على مصاريف علاجه الباهظة. ولكن نظرا لتفاقم المرض وتأخر العلاج، انتقل رزق الله إلى مستشفى السلام بالمهندسين، ثم دخل غرفة العناية المركزة إلى أن توفاه الله مساء الأربعاء. وكان الفنان التشكيلي عدلي رزق الله قد ولد في 20 يناير 1939 ببلدة أبنوب الحمام بمحافظة أسيوط، وتخرج من كلية الفنون الجميلة القاهرة عام 1961، ثم درس بجامعة ستراسبورج الفرنسية من عام 1974 حتى عام 1978. وطوال إقامته بفرنسا رسم العديد من اللوحات إلى أن عاد إلى مصر عام 1980 ليتفرغ لممارسة الفن التشكيلي. ولم يكتف الفنان عدلي رزق الله بالرسم فقط، وإنما أحب الكلمة حبه للألوان، فمارس الكتابة منذ كان صغيرًا، ونشأ حريصًا على الكتابة، وبخاصة الكتابة للأطفال، فإلى جانب إقامة المعارض التشكيلية أصدر العديد من الكتب، منها: الأرقام، والورقة الأخيرة، ولعبة الألوان، وقصة شجرتين، وكتاب أشعار صلاح عبد الصبور ومائيات عدلي رزق الله الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2001، كما كتب سيرته الذاتية بعنوان: الوصول إلى البداية، وصدرت في جزأين عن الهيئة العامة للكتاب. ولعل كتابة عدلي رزق الله للأطفال كانت نابعة من اضطلاعه بالدور التربوي، فاهتم بكتب الأطفال ونال عنها عدة جوائز محلية ودولية، كما أصدر كتابًا بعنوان "كيف ترى؟" يشرح فيه لغير المتخصصين كيفية تناول العمل الفني. ونظرًا لإقامة رزق الله الطويلة في باريس تنوعت معارضه بين باريس ومصر وبعض الدول العربية، ففي العام 1973 أقام معرضًا بأتيليه (ماريان كلوزو) بباريس، كما أقام معرضًا ثانيًا بجاليري لورانلاج بباريس عام 1974، وفي العام 1975 أقام معرضًا بقاعة المركز الثقافي المصري بباريس، وآخر بالمركز الثقافي العراقي بباريس عام 1976. أما في القاهرة، فقد استمرت معارض رزق الله من العام 1981 - بمجرد عودته من باريس - حتى عام 2008، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: معارض بأتيليه القاهرة 1981، 1982، ومعرضًا بمعهد جوته 1982، ومعرضا بقاعة المعلمين 1982، ومعرضا بنقابة الصحفيين 1984، ومعرضًا بقاعة إخناتون 1985، ومعارض بأتيليه القاهرة 1986، 1987. وفي بقية الدول العربية، أقام رزق الله معرضًا بجاليري غادة الصراف - الكويت 1988، وآخر بجاليرى بوشهري - الكويت 1989، ومعرضًا بجاليري الواسطى - عمان 1989، ومعرضًا بقاعة مسرح بيروت 1994. كما شارك الفنان عدلي رزق الله في العديد من المعارض الجماعية المحلية، مثل: المعرض القومي الفنون التشكيلية - الدورة (26) 1999. والمعرض القومي للفنون التشكيلية الدورة (27) 2001، والمعرض القومي للفنون التشكيلية الدورة (29) 2005، ومهرجان الإبداعات التشكيلية الموجهة للطفل بقصر الفنون يناير 2006. ومعرض (آفاق جديدة) بقاعة جوجان بالزمالك نوفمبر 2008. أما عن المعارض الجماعية الدولية، فقد شارك رزق الله بلوحاته في بينالي القاهرة الدولي السابع عام 1998، وكان من ضمن المكرمين في بينالي الإسكندرية العشرين لدول البحر المتوسط عام 1999، وشارك في معرض الأسبوع الثقافي المصري بالشارقة عام 2000. ونظرا لدوره الهام في الفن التشكيلي والكتابة للأطفال، نال عدلي العديد من الجوائز المحلية والدولية: جائزة سوزان مبارك 1999، والجائزة الشرفية للمجلس العالمي لكتاب الطفل 2000، وجائزة معرض لينبرج الدولي - المانيا 1980، وجائزة المركز العالمي لكتب الأطفال- سويسرا. وفي العام الماضي عرضت له قاعة بيكاسو بالقاهرة -بمناسبة بلوغه السبعين- مجموعة منتقاة من أعماله المائية المميزة التي عرف بها وتميز كأحد أبرز الفنانين المتعاملين مع خامة الألوان المائية، ولقد ضم المعرض أكثر من خمسين عملا من أعمال الفنان، من بينها مجموعة كبيرة من أعماله المعروفة ب"البلوريات". وجدير بالذكر أن عديدًا من الشعراء والكتاب والفنانين تناولوا أعمال رزق الله بالنقد، كما أن أعمال رزق الله ألهمت الكثيرين منهم، فأنشد الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي في رحاب لوحات رزق الله قائلا: قطرتانِ من الصحو في قطرتينِ من الظلّ في قطرة ٍ من ندي قلْ هو اللونُ في البدء كانَ وسوف يكون غدا.. ونعرض لكم الآن مقاطع من حوار الفنان التشكيلي الراحل عدلي رزق الله مع دويتشه فيله: