اتهم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية في لبنان القاضي صقر صقر، اليوم الاثنين، 84 شخصا بالتسبب في فتنة طائفية أدت إلى مقتل 3 أشخاص في قتال شوارع بين بعض السنة والشيعة الشهر الماضي. وكان 3 أشخاص قتلوا، بينهم عضو بارز في حزب الله وأحد أنصار جماعة الأحباش السنية المؤيدة لسوريا، في اشتباك استمر 4 ساعات، واستخدمت فيه البنادق الآلية والقذائف الصاروخية في شوارع منطقة برج أبي حيدر بالقرب من وسط بيروت. وقال مصدر قضائي: إن "مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ادعى على 84 شخصا بينهم 22 معتقلا في أحداث برج أبي حيدر". وجاء في قرار الادعاء أن المتهمين "أقدموا على قتل 3 أشخاص ومحاولة قتل آخرين وإصابة البعض بجروح مختلفة وإلحاق الضرر ببعض المباني وإحراق أحد دور العبادة قصدا؛ مما تسبب في أضرار جسيمة وإثارة النعرات المذهبية". وأثارت الاشتباكات، التي وقعت 24 أغسطس، التوتر السياسي بين سعد الحريري، رئيس الوزراء، وحزب الله بخصوص قضية حمل السلاح. وطالب العديد من المسؤولين في معسكر الحريري بأن تكون العاصمة بيروت منزوعة السلاح، لكن هذه الدعوات استفزت حزب الله، وهو التنظيم الوحيد في لبنان الذي يعترف صراحة بحيازة أسلحة، ويقول إنه يمتلكها لمحاربة إسرائيل. وقال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الجمعة الماضية، إن بعض الناس استغلوا هذا الحادث لإثارة التوتر الطائفي. ومن دون أن يسمي الحريري اتهم نصر الله بعض السياسيين "بوضع الملح على السكين وتحريكه في الجرح" خلال أحداث العنف الشهر الماضي، ورد الحريري في اليوم التالي قائلا إنه يحمل الأقلام والكتب وليس السكاكين. وتصاعدت التوترات الطائفية في الآونة الأخيرة بعدما انتقد السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله، بشدة، تحقيقات تجريها الأممالمتحدة في اغتيال رفيق الحريري، رئيس الوزراء الأسبق، عام 2005. ويعد اشتباك الشهر الماضي في برج أبي حيدر أخطر اشتباك طائفي في بيروت منذ 2008 عندما اندلعت أزمة سياسية أدت إلى قتال في الشوارع بين مسلحين من مؤيدي حزب الله وآخرين من أنصار سعد الحريري؛ ما أدى إلى مقتل 81 شخصا في 4 أيام من القتال.