«رياض غالى» شخصية قبطية فرضت نفسها على أحاديث المجالس فى رمضان هذا العام، وذلك بعد أن قدمته الشاشة الصغيرة ضمن سياق درامى فى مسلسل «ملكة فى المنفى»، وهى الشخصية التى أثارت جدلا تاريخيا، وطرحت الكثير من التساؤلات حول ظروف زواجه من الأميرة فتحية شقيقة الملك فاروق، وموقف الملكة نازلى من هذا الزواج. وهل أشهر رياض غالى إسلامه؟، أم تنصرت الأميرة ومعها أمها الملكة كما ذكرت بعض الروايات التاريخية؟، الفنان شريف سلامة الذى لعب الشخصية فى مسلسل «ملكة فى المنفى» لم ينظر لعقد الشخصية بقدر ما التفت إلى الجانب النفسى للشخصية، حيث يقول: «أبحث دائما عن الباعث الذى يدفع الشخصية لارتكاب أفعالها، ومن هنا كان قبوله لشخصية رياض غالى الطموح الباحث عن الوصول إلى القمة، والتى يفعل من أجلها أى شىء، ومن هنا كان الدين فى مرتبة ثانية أو ثالثة فى قائمة اهتماماته». وتؤكد ذلك الكاتبة راوية راشد التى ترى أن التاريخ هو الذى فرض أن يظهر رياض غالى فى سياق الأحداث كشخصية قبطية، وهى فى سياق الدراما لم تركز كثيرا على ذلك، ولكنها اهتمت بإظهار التركيبة الخاصة لهذا الشخص الذى استطاع أن يتغلغل داخل الأسرة المالكة، وأن يتزوج الأميرة فتحية، وأن يستولى على أموال نازلى. وتقول: «رياض غالى كان تركيبة نصاب، وفى هذا تستوى جميع الأديان، ففى المسلسل تظهر أيضا شخصية صديقه فؤاد صادق الذى تزوج من الأميرة فائقة، وذلك بعد مؤامرة اتفق فيها الصديقان على الفوز بالأميرتين، ولا يهمنى هنا ديانة فؤاد صادق كمسلم، ولكن تشغلنى تصرفاته الشخصية وسلوكه، وأحب أن أقول هنا إننى حصلت على رسائل متبادلة بين الصديقين يتحدثان فيها عن الأميرات باعتبارهن صيدا ثمينا. وفيها عبارات لا تتفق مع مشاعر الحب والهيام الذى تحدث عنه البعض، وسوف أضيف هذه الخطابات التى حصلت على نسخ منها أخيرا للطبعة الثالثة من كتابى «ملكة فى المنفى». واستشهدت راوية راشد بالتركيبة الشخصية لرياض غالى فى تبرير موقفها من واقعة إشهاره اعتناق الإسلام على يد شيخ من باكستان، وقالت هذه الشخصية الوصولية لا يعنيها الإسلام أو المسيحية، ولكن يهمها فقط الوصول إلى الهدف، وفى هذه الحالة كان الهدف كبيرا جدا أميرة جميلة، وملكة لديها الكثير من الأموال. والحقيقة فإن الصيد كان سهلا لأن الأميرة كانت صغيرة فى السن ولم تخرج من القصر إلا فى أضيق الحدود وكان رياض بمثابة أول رجل تراه فى حياتها، بينما كانت الملكة قد وصلت لمرحلة سيئة فى حياتها واستطاع رياض أن يسيطر عليهما، ولكن انتهى به المطاف إلى قتل فتحية ثم الانتحار فى بلاد الغربة. وحول ما يقال عن تنصر الملكة نازلى أو الأميرة فتحية، قالت إنها لم تجد وثيقة واحدة تقول إن الملكة خرجت عن الإسلام، وأشارت إلى أن نازلى عاشت أيامها الأخيرة وسط عدد من الجالية المصرية وكان أغلبهم من الأقباط، ومنهم من تعاملت معهم كشهود عيان فى مادة كتابها، ومنهم تريز غطاس التى كانت صديقة لنازلى فى أيامها الأخيرة، ومحفوظ دوس وهو مازال على قيد الحياة وكلاهما نفى هذه المعلومة، وقال: «كانت تخرج معنا فى أيام الأحد ولما كنا نذهب للكنيسة كانت ترافقنا، ولكنها لم تتنصر» . وبررت دفن الملكة نازلى فى مقابر المسيحيين بقولها: «لم تكن هناك مدافن خاصة بالمسلمين فى أمريكا وقت وفاة نازلى، ولذلك تم دفنها فى المنطقة المخصصة لدفن الموتى، خاصة أن الأمريكان ليس لديهم فى عقائدهم أو أفكارهم ما يمنع دفن أصحاب الأديان الأخرى فى مدافنهم».