توقع نعمانى نعمانى، نائب رئيس هيئة السلع التموينية، حدوث زيادات جديدة فى أسعار العديد من السلع المرتبطة بالقمح، مثل المكرونة والمخبوزات والحلويات، فى مصر خلال الفترة المقبلة، بعد القرار الجديد الذى أعلنت عنه روسيا، مساء أمس الأول، بمد حظر تصدير القمح حتى نهاية عام 2011، مما سيرفع الأسعار العالمية للقمح بشكل ملحوظ. «لكن رغيف الخبز المدعوم سيبقى بخمسة قروش كما هو مهما حدث»، على حد تأكيد نعمانى، معتبرا «أن هذا الأمر التزام حكومى، فلا يمكن أن نتخلى عن المواطن الغلبان ونرفع عليه سعر الخبز المدعم، وأنا أعد بذلك حتى إذا ارتفعت أسعار القمح عالميا إلى مستويات قياسية». وبالرغم من أن نعمانى وعد بعدم حدوث أى زيادة فى سعر الخبز المدعوم، خاصة أن «وزارة المالية مُجهزة لإمدادنا بأى دعم إضافى تحتاجه الهيئة»، إلا أنه قال صراحة إنه «لا شك من أن أسعار السلع الأخرى التى تعتمد على الدقيق الحر ستشهد ارتفاعات كبيرة خلال الفترة المقبلة، وهذا طبيعى لأن التاجر سيحمل أى زيادة فى التكلفة إلى المستهلك بشكل تلقائى». وتبعا لنعمانى، تلقت الحكومة المصرية أخبارا من بعض الدوائر فى موسكو تفيد بأن روسيا تعتزم استيراد 1.5 مليون طن من القمح خلال العام الحالى، لتتحول من دول مصدرة إلى مستوردة، «وعندما سألنا الحكومة الروسية عن هذا الأمر فإنها نفت هذا الأمر، ولا نعرف أين الحقيقة، ولكن فى النهاية من غير المستبعد أن تضطر روسيا إلى الاستيراد»، بحسب تعبيره. وقد أثار القرار الروسى بمد حظر تصدير القمح حتى نهاية 2011، قلق المؤسسات الدولية من تكرار حدوث أزمة الغذاء التى اجتاحت البلاد فى عامى 2007 و2008، وهو ما دفع بمنظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة (الفاو) إلى عقد اجتماع طارىء يوم 24 من الشهر الحالى فى العاصمة الإيطالية روما، تدعو فيه الدول المستوردة والمصدرة للقمح لمناقشة كيفية مواجهة المشكلة المتوقعة. «حتى الآن لم يتم إبلاغنا رسميا بالمؤتمر، ولم يتم إرسال الأجندة إلينا، ولكن بالتأكيد مندوب وزارة الزراعة المصرية سيحضر هذا الاجتماع كممثل عن الحكومة المصرية، خاصة وأن مصر عضو فى المنظمة»، تبعا لنعمانى، مشيرا إلى أنه فور إرسال أجندة المؤتمر إلى الحومة المصرية، فإنها ستقوم بوضع تصور تقدمه فى المؤتمر. ولعل قلق الفاو من حدوث اضرابات اجتماعية فى الدول المستوردة للقمح، ومنها مصر، نتيجة للغلاء المتوقع، أهم الأسباب التى دفعتها إلى عقد هذا الاجتماع، بحسب ما ذكرته فى بيان لها على موقعها الالكترونى، مشيرة إلى أن ارتفاع أسعار القمح أدى إلى صعود أسعار الأغذية عالميا بنسبة 5 % خلال شهر أغسطس، مسجلة أكبر زيادة شهرية لها منذ نوفمبر الماضى. يذكر أن المواطنين فى دولة موزمبيق قاموا خلال الأيام الماضية بمظاهرات وأعمال شغب احتجاجا على ما قامت به الحكومة هناك برفع أسعار الخبز ب30د% نتيجة ارتفاع أسعار القمح عالميا، وهو ما أدى إلى مصادمات عنيفة بين الحكومة والمشاغبين، مما أسفر عن قتل 7 أشخاص وجرح 280 آخرين. إلا أن نعمانى يستبعد بشدة حدوث أى اضطرابات أو مظاهرات فى مصر، لأن «السلع التى قد ترتفع أسعارها بشدة مثل الجاتوه أو العيش الفينو، لن يقوم مستهلكوها بالتظاهر لأن الموضوع مش هايفرق معاهم كتير»، وبالتالى «إذا حدث فى مصر مظاهرات فستكون مصطنعة جدا»، من وجهة نظر نائب رئيس هيئة السلع التموينية. كما أن الدول التى تقوم بالمظاهرات عادة ما تكون فقيرة جدا، «ومصر وضعها مختلف، فهى آمنة، كما أن لدينا مخزونا ورصيدا كبيرا يكفينا، وبالتالى لا يوجد أى مدعاة لحدوث عدم استقرار اجتماعى».