كشف البنتاجون عن رسالة وجهها إلى رجل، قدم نفسه على أنه محامي موقع ويكيليكس، يبلغه فيها استعداد الجيش الأمريكي للتحاور معه بشأن مسألة وثائق سرية جديدة يعتزم الموقع نشرها، محددا موعدا لإجراء هذا الحوار هاتفيا وهو ما لم يحصل بسبب تغيب المحامي. والرسالة المؤرخة بيوم الاثنين 16 أغسطس تحمل توقيع جاي تشارلز جونسون رئيس الجهاز القانوني في البنتاجون وموجهة إلى تيموثي جاي ماتوشيسكي الذي يكشف عنوانه أن لديه صندوق بريد في هاتيسبرج في الميسيسيبي (جنوبالولاياتالمتحدة). وقال جونسون في الرسالة: أفهم أنكم تمثلون ويكيليكس قانونيا وأنه باسم هذه المنظمة حاولتم الاتصال بمسئول في الحكومة الأمريكية (لتقليل المخاطر) الناجمة عن 15 ألف وثيقة عسكرية سرية جديدة يعتزم ويكيليكس نشرها كما أعلن جوليان اسانج مؤسس الموقع. وقال المسئول في البنتاجون إنه كان مستعدا للتحاور مع (ماتوشيسكي) وإبلاغه بموقف وزارة الدفاع، ورغم الموافقة التي أبداها للمشاركة في المحادثة الهاتفية إلا أننا لم نتمكن من الاتصال به. ورفض براين ويتمان المتحدث باسم البنتاجون أمس الأربعاء الإفصاح عن كيفية علم الوزارة بوجود ماتوشيسكي، واكتفى بالقول إن اسمه ظهر في تحقيق أجري لمعرفة كيف تمكن موقع ويكيليكس في يوليو من نشر 77 ألف وثيقة عسكرية سرية عن الحرب في أفغانستان. وقال ويتمان إن الاتصال الهاتفي، لو حصل، كان هدفه توضيح موقف البنتاجون لهذا الشخص، ومفاده أن البنتاجون لن يتفاوض للوصول إلى نسخة منقحة من الوثائق السرية وأنه يطالب بعدم نشر وثائق جديدة. وأضاف أن البنتاجون لم يجر أي اتصال مباشر مع هذا الشخص أو مع ويكيليكس. وأوضح ويتمان أن البنتاجون قرر نشر الرسالة للتصدي للتصريحات الخاطئة التي أوردها مسئول في ويكيليكس أمس الأربعاء وأكد فيها أن الجيش الأمريكي قال إنه ينوي فتح حوار بشأن قرار نشر وثائق سرية جديدة. وكان موقع ويكيليكس أكد أمس الأربعاء أن الجيش الأمريكي أبلغه استعداده للتباحث معه بشأن المساعدة التي طلبها منه الموقع المتخصص في المخابرات لسحب معلومات حساسة من آلاف الوثائق التي يعتزم نشرها حول حرب أفغانستان، وهو ما سارع البنتاجون إلى نفيه. وقال كريستين هرافنسون العضو الأيسلندي في الموقع المتخصص في المخابرات في تصريح لوكالة الفرنسية إن الجيش الأمريكي أعرب عن نيته فتح حوار بهذا الصدد، قالوا إنهم مستعدون للبدء بمباحثات. إلا أن ويتمان سارع إلى نفي هذا الخبر وقال للصحفيين لم يحصل أي اتصال مباشر مع ويكيليكس. وكان جوليان اسانج مؤسس ويكيليكس أكد يوم السبت الماضي أنه يعتزم "خلال أسابيع" نشر حوالي 15 ألف وثيقة عسكرية سرية حول النزاع في أفغانستان، رغم تحذيرات البنتاجون والمخاطر المترتبة على ذلك. وكان الموقع نشر في يوليو نحو 77 ألف وثيقة سرية تلقي الضوء على النزاع وتكشف سقوط ضحايا مدنيين في النزاع وعلاقات مفترضة بين باكستان والمقاتلين. ولاستبعاد المعلومات التي قد "تضر بأطراف بريئة تواجه خطرا معينا" كما قال اسانج، طلب ويكيليكس -عبثا حتى الآن- مساعدة البنتاجون على تحليل تلك الوثائق الجديدة وإزالة المعلومات الحساسة منها. وكان البنتاجون حذر يوم الجمعة الماضي من أن نشر الوثائق السرية الجديدة "سيلحق ضررا اكبر" من ذاك الذي تسبب به نشر ال77 ألف وثيقة.