تخوض الفنانة التونسية هند صبري مغامرة فنية اجتماعية كوميدية تنقلها إلى محطة البطولة المطلقة -لأول مرة في حياتها بعمل تلفازي- من خلال مسلسل عايزة أتجوز على شاشة MBC1 طوال الشهر الكريم، لتراهن بذلك على قدراتها كممثلة استطاعت أن تحصد أكثر من 15 جائزة محلية ودولية خلال مشوارها السينمائي. حصلت أيضا مؤخرا من الرئيس التونسي على الوسام الوطني للاستحقاق في قطاع الثقافة من الدرجة الأولى، وهو من أرفع الأوسمة في بلدها تونس، كما اختيرت سفيرة للنيات الحسنة بالأمم المتحدة لمكافحة الجوع قبل أشهر. هذه المرة تراهن هند – بحسب ام بي سي - على أن الجمهور سيشاهدها في قالب مختلف من خلال المسلسل الذي يتعرض لواحدة من أبرز مشكلات وقضايا المجتمع العربي في الآونة الأخيرة، وهي قضية العنوسة. وتدور أحداث المسلسل حول فتاة تعمل طبيبة صيدلانية تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، وتسعى جاهدة للحاق بقطار الزواج قبل وصولها إلى الثلاثين من العمر، فضلا عن ضغوط عائلتها عليها لقبول أول عريس يطرق بابها مما يعرضها لعدد من المواقف الكوميدية. وتكمن المغامرة في أن أدوار هند السينمائية التي قدمتها من قبل إلى جانب مسلسلها الوحيد الذي شاركت في بطولته في رمضان قبل الماضي بعد الفراق أمام خالد صالح جاءت بعيدة تماما عن اللون الكوميدي، الذي يبدو أنها خشيت الاقتراب منه سينمائيا، على اعتبار أن البقاء والقدرة على التعبير عن الموهبة الفنية الحقيقية يكون للألوان الأخرى. ويبدو أن التردد والخوف سيطرا عليها في بداية عرض العمل عليها، والدليل أنها استعانت بصديقات لها للحصول على نصائحهن في طريقة اختيار الزوج المناسب والمشكلات التي تواجههن وتعرقل الكثير من الزيجات كي تنجح في أداء الدور. كما حرصت على أن يتولى إخراج المسلسل رامي إمام الذي تربطها به علاقة طيبة منذ أن شاركت مع والده عادل إمام في فيلم عمارة يعقوبيان، وهو ما يفسر بأنه كان محاولة منها في أن يمنحها وجود رامي الطمأنينة ويبعث الثقة فيها، خاصة أنهما اتفقا باقتناع تام على أن الطريقة المثلى للإفلات من فخ الكوميديا المفتعلة الذي يقع فيه الكثيرون؛ هو أن تبدو تلقائية في الأداء من دون اختلاق مواقف ضاحكة. وقد استغلت هند بدهاء شديد علاقاتها الطيبة بغالبية النجوم الشباب واستعانت بهم للظهور كضيوف شرف يؤدون شخصيات العرسان الذين يتقدمون لخطبتها؛ ومنهم أحمد السقا وعمرو يوسف وأحمد رزق وعمرو واكد وإدوارد وعمرو رمزي. ساعدت الظروف هند على التخلص من نوعية الأدوار المثيرة التي كان يمكن حصرها فيها، وذلك بعد دوريها في فيلمي مذكرات مراهقة من إخراج إيناس الدغيدي عام 2001، ومواطن ومخبر وحرامي لداوود عبد السيد، وجاءت جرأتها صادمة للكثيرين. واعترفت لاحقاً بأنها تعاملت في بدايتها في مصر باعتبارات ومعايير مختلفة الأمر الذي جعلها تصطدم بالجمهور والنقاد، وهو ما لم يحدث في بلدها حين بدأت مشوارها السينمائي وهي لم تتجاوز ال15 عاما، حين شاركت في بطولة الفيلم التونسي الشهير صمت القصور للمخرج نوري بو زيد عام 1994. وقد تنوعت أدوارها في أفلامها الثلاثة التالية؛ ازاي البنات تحبك، وعايز حقي لرامي إمام، وأحلى الأوقات لهالة خليل، وأثبتت فيها موهبتها بعيدا عن الإغراء، واتضحت استفادتها من خبرات أصحاب مدارس إخراجية أخرى في أفلام ملك وكتابة لكاملة أبو ذكري، وبنات وسط البلد لمحمد خان، وجنينة الأسماك ليسري نصر الله، والجزيرة لشريف عرفة، علماً بأن أدوارها في أفلام أخرى؛ مثل ويجا لخالد يوسف، ولعبة الحب لمحمد علي، والتوربيني لأحمد مدحت مرت مرور الكرام من دون أن تحقق فيها النجاح المأمول، وهو ما تكرر في فيلميها التونسيين الكتبية وعرائس من طين، اللذين قدمتهما في محاولة منها للوقوف إلى جانب سينما بلدها. أتقنت هند اللهجة المصرية التي تختلف كثيراً عن التونسية ببراعة تحسد عليها لدرجة جعلت الجمهور العربي لا يشعر إلا بأنها مصرية خالصة، وهو ما انعكس على أدوارها بما فيها ابنة البلد الشعبية، التي تفوقت فيها حتى على بعض زميلاتها المصريات. أما من يتعامل معها خاصة من المخرجين فسيكتشف عصبيتها الزائدة، وهو ما ترجعه لعشقها لعملها والخوف عليه، وعلى رغم تصريحاتها المستمرة بأن البطولة المطلقة في السينما لا تشغل بالها، إلا أن الواقع يؤكد أنها وبعض زميلاتها يفتقدن للمقومات الشكلية والجسمانية والفنية التي يمكن أن تدفع أي جهة إنتاجية للمغامرة بهن والرهان عليهن أمام نجومية الشباك التي وصلت إلى منافساتهن ياسمين عبد العزيز ومنى زكي. طالتها الشائعات كثيراً كعادة الوسط الفني، خاصةً أنها خطبت مرتين؛ الأولى من الممثل السوري الشاب باسل خياط، والثانية من السيناريست محمد حفظي قبل أن تتزوج من رجل أعمال مصري شاب لا علاقة له بالفن، وهو أحمد الشريف. وتأخذ عليها بعض فنانات بلدها -اللاتي توافدن على مصر بعدها- تعاملها معهن بتعال كبير يصل إلى حد القطيعة؛ حيث تشعرهن بأنها النجمة التونسية الوحيدة في القاهرة، وترى أن هذه الشائعات جزء من ضريبة شهرتها ونجوميتها. أخيرا، تواصل هند رغم كل ما يقال عنها مشوار نجاحها، ولأول مرة تشارك محمد هنيدي بطولة المسلسل الإذاعي سهم الزيتون، الذي يبث على شبكة إذاعة الشرق الأوسط في رمضان.