جمال بخيت أحد الشعراء الذين خلقوا تيارا واتجاها جديدا فى كتابة الأغنية بأشكالها المختلفة، بما لديه من ثقافة خاصة، ومفردات يجيد صياغتها لخدمة أفكاره. جمال بخيت شاعر لا ينظر للأغنية نظرة احترافية لكنه هاو يعشق التجريب، لذلك كل فترة يقدم على تجربة نشفق عليه منها لكنه سرعان ما يتجاوزها بنجاح وتضاف لسجل أعماله. وهو فى رمضان المقبل يدخل تجربة جديدة مع المسحراتى بالتعاون مع الموسيقار الكبير عمار الشريعى. ورغم انه قدم المسحراتى من قبل لكنه هذا العام يقدم تجربة مختلفة. سألته عنها، وعن مدى قلقه من المقارنة مع الراحل الكبير فؤاد حداد أهم من كتب المسحراتى مع الراحل الكبير سيد مكاوى. وتفاصيل أخرى عن هذا المشروع. قال «مسحراتى مصر البهية» وهو العنوان الذى اخترته بالفعل وسيكون مختلفا لأننى أقدم أشياء جميلة وأخرى سلبية من الواقع المصرى.. ما نحبه فى هذا البلد الذى نعشقه وما نكرهه من اشياء مرفوضة. هذا كله من خلال أحداث وأماكن وشخصيات ومعانى. ففى الوقت الذى نحتفل فيه بعبقرية طه حسين أو مجدى يعقوب نرفض الرشوة فى المصالح الحكومية، ونئن بسبب مشاكل الإسكان بالنسبة للشباب. وكما نحتفل بيوم النصر والعبور فى العاشر من رمضان ننظر بعين القلق للاستخدام السيئ للإنترنت وجلوس الشباب لساعات طويلة دون فائدة فى المقاهى. كما اننا نطرح قضية العدالة من خلال شخصية سيدنا عمر بن الخطاب وما يمثله من قيم للعدالة الحقة. أيضا سوف نتطرق لأماكن مثل سيناء وقناة السويس، وحى شبرا وما يمثله من نموذج للوحدة الوطنية. والنظر لمصر على انها نسيج واحد لأننى أرفض عبارة عنصرى الأمة لأننا عنصر واحد. وهذا المعنى سوف يتكرر كثيرا معنا فى حلقات كثيرة. وأضاف جمال بخيت: المسحراتى ليس بالجديد علىّ لأننى قدمته من قبل فى تجربة مسحراتى العرب التى قدمت 10 حلقات منها على إذاعة صوت العرب. منذ 5 سنوات ونظرا لضخامة العمل تم تأجيل الفكرة تليفزيونيا، وهو عمل يضم أغانى صريحة سوف يغنيها عدد كبير من نجوم الغناء العربى لأننا من المفروض نطوف من خلاله الحارة العربية. والعام الماضى قدمت مسحراتى «يا مصراوية» مع الفنان الشاب أحمد سعد. وفكرة المسحراتى مستقرة فى ذهنى منذ سنوات. وهنا يجب أن اقول اننى عاشق لتجربة أستاذنا وعمنا فؤاد حداد، وهذا يجعلنى دائما أعود له والعام الماضى قدمت حلقة عنه وعن عمنا الشيخ سيد مكاوى لأنهما رواد فى هذا الأمر وهذا العام أيضا سوف ارجع لهما بحلقة عنهما. لأن المسحراتى على يد فؤاد حداد ومكاوى تحول إلى نمط فنى انتقل من الحارة إلى الوسيلة الإعلامية سواء إذاعة أو تليفزيون. وهو تطور لفن «القومة» وهو موجود لدينا منذ قديم الأزل. وأضاف جمال بخيت أن أول من رشح لكتابة المسحراتى كان الراحل صلاح جاهين لكنه رشح بدلا منه فؤاد حداد. وأكد وقتها أن حداد أفضل منه فى كتابة هذا الفن لذلك كان من الضرورى أن نذكر أصحاب الفضل. لذلك قلت هذا فى حلقتى الجديدة مع الموسيقار عمار الشريعى «لولا اللى راح ماكنش جاى.. لولا اللى مات ماكنش حى» لاننى اريد التأكيد على ان كل جيل يسلم الآخر ولولا السابقون ما كان الحاليون. وحول تخوفه من المقارنة وهو الأمر الذى يخشاه الموسيقار عمار الشريعى؟ قال هذه المقارنة تخوفت منها زمان عندما ولدت لدى فكرة مسحراتى العرب لأنها كانت البداية. وجلست لفترة طويلة أقول كيف أكون مختلفا عن حداد؟. وقررت أن اختلف بشىء وهو أن اجعل الغناء غناء، والإنشاد إنشادا، والشعر شعرا. لأن ما كان يقدمه حداد ومكاوى هو مزج من الغناء والإلقاء وهو ما يسمى فى علم الغناء «رستاتيف» كما ان الموضوعات عندى مختلفة وربما لم يتطرق إليها أحد فى الشعر العربى منها اننى تحدثت عن ابن بطوطة، والإمام البخارى. كما استخدم قضايا العصر الذى أعيشه. أيام فؤاد حداد كان الاستعمار قد انتهى من العالم، الآن عاد أشد قسوة بالعراق، وأيام حداد لم يكن هناك تطبيع وكان العدو معلنا وصريحا ويشار إليه. أيامه لم يكن هناك فيس بوك. نحن الآن نعيش حياة مختلفة. وعن عدم استخدام الشريعى للموسيقى فى التنفيذ معتمدا فقط على صوته ومدى تأثير هذا على انتشار العمل، خاصة أن الناس تميل للغناء المصاحب بالموسيقى؟ قال هذا ما كنت انتظره من موسيقار كبير بحجم الشريعى، هو دائما يبحث عن الاختلاف والتميز عن غيره. فهو فى هذا العمل سوف يعتمد على هرمونيات الصوت «التعدد الطبقى فى الصوت البشرى» وهو أمر بالغ الصعوبة فى الغناء. لذلك أرى أن عمار اختار الطريق الصعب. وحول مدى إمكانية التعاون بينه وبين عمار فى مسحراتى العرب.. قال المشروع قديم وبالفعل أنجز منه الموسيقار صلاح الشرنوبى 20 حلقة شارك فى غنائها بعض المطربين من العالم العربى منهم آمال ماهر من مصر وماجد المهندس من العراق، وأسماء المنور من المغرب. وقمت بتسجيل الأداء الشعرى مع الفنان الكبير عزت العلايلى. وقال نحن الآن فى انتظار الجهة المنتجة وأتمنى ان يكون التليفزيون المصرى.