«التحكيم ظالم ومافيش عدل».والدة الطفلة أمانى صاحبة المركز الرابع عشر فى مسابقة الطائرات الورقية الثامنة، تسجل اعتراضها فى حوار مع سيدة أخرى. وسط عشرات الطائرات الورقية الملونة فى مدرجات استاد نادى الترسانة، على نغمات الموسيقى. تقول أمانى، 13عاما، فى ضيق إن مؤمن الحاصل على المركز الأول «طيارته قديمة دخلت مسابقة السنة اللى فاتت». أمانى تعشق صنع الطائرة بيدها بداية من رحلة شراء «البوص والجلاد الملون والدبارة»، وبتكلفة وصلت إلى 30 جنيها. شاركت أمانى بطائرتها الخضراء متوسطة الحجم، وذيل صغير يأخذ شكل طائرة ورقية أخرى بألوان علم مصر، مع عشرات الأطفال المصريين، وبعض الأطفال من الصين وبنجلاديش، تجمعوا الجمعة الماضية من الثانية ظهرا تحت أشعة الشمس الحارقة فى انتظار نسمة هواء، ترتفع معها الطائرات الورقية لتنطلق نحو السحاب. «بحب أنسق الألوان بتاعت طيارتى»، لكنها لا تستطيع عمل الميزان إلا بمساعدة أخوها الطالب الجامعى.«أول مرة عملت طائرة من 3 سنين» مؤمن محمود الفائز بالمركز الأول، الطفل النحيف صاحب الطائرة الكبيرة التى يصل طولها إلى متر ونصف المتر، يشارك فى هذه المسابقة منذ ثلاث سنوات، «بعدها بخزن الطائرة فى البيت أو أرميها». حصل مؤمن على جائزة مالية قدرها 300 جنيه، وحصل أخوه مصطفى على مائة جنيه.يهوى مؤمن الذى حصل على مجموع 78% فى الإعداية هذا العام، وأخوه مصطفى الأصغر بثلاث أعوام لعب كرة القدم فى الشارع عند منزلهما فى إمبابة. أما صناعة الطائرات فهى فقط من أجل المسابقة «كل سنة نعمل اثنين بس مش بنستعملهم»، أحد أقارب مؤمن يعمل فى المؤسسة الراعية للمهرجان «وهو اللى قالى اشترك».المهرجان مبادرة من مجلة «علاء الدين» للأطفال التى تصدرها الأهرام، وشارك فيه قطاع الطيران المدنى بنماذج لطائرات لاسلكية. وساهم فى التنظيم المركز القومى لثقافة الطفل، والمجلس القومى للشباب والرياضة والمركز الثقافى الصينى. عند طاولة لجنة التحكيم المكونة من رئيس تحرير المجلة الراعية للحدث، وبعض المسئولين من السفارة الصينية. يقف أطفال الصين فى طابور لتسلم الجوائز، بعضهم لم يتجاوز عمره الثالثة تقول إحدى الفتيات المشاركات فى التنظيم «دول جايين تبع السفارة ولازم تديهم جوايز»، بالرغم من أنهم لم يشاركوا فى المسابقة. أما الأطفال المصريون فيقفون أمام الطاولة فى تزاحم وهتاف «أنا ما خدتش جايزة». عدد المشاركين فى تقدير الفتاة المنظمة 500 طفل، من مصر والصين وبنجلاديش. حصل أصحاب المراكز العشرون الأولى فقط على جوائز مالية، وقالت إحدى المشرفات إن «المفروض كل الأطفال هايخدوا جوايز عينية»، البعض حصل على ساعات حائط، وكتب تعليمية ملونة. لكن الجوائز نفدت فجأة، واضطرت منسقة الحدث أن تقول «ألف مبروك للأطفال اللى خدوا جوايز دول الشاطرين، والباقى حظ أحسن السنة الجاية». هنا بكى الطفل محمود صاحب التسعة أعوام، «اشمعنى أنا ما خدتش جايزة وأنا عامل طيارة حلوة». والدته ردت فى هدوء «دا كتاب عبيط هجيبلك واحد زيه». لكن محمود المستمر فى البكاء شعر بالإحباط من كلمات المنسقة «الميس قالت إن أنا مش شاطر إزاى هتجيبى لى هدية».