«الزراعة»: استقبال 31 ألف أضحية في المجازر خلال عيد الأضحى    زلزال نتنياهو يهز إسرائيل ويشعل غضب أمريكا    تشاد: انفجار مستودع الذخيرة يسفر عن مصرع وإصابة 55 شخصا    الرئيس الإيطالي: على الاتحاد الأوروبي أن يزود نفسه بدفاع مشترك لمواجهة روسيا    موعد مباراة إسبانيا وإيطاليا في يورو 2024.. المعلق والقنوات الناقلة    الروماني إشتفان كوفاتش حكماً لمباراة سلوفينيا وصربيا في«يورو 2024»    عيد الأضحى 2024.. "اليخت والبانانا والبارشوت" أبرز الألعاب المائية بشواطئ مطروح    حج عن أمه وترك أبيه وحيدًا في مكة.. «صيدلي كفر شلشلمون» يلحق بأخيه المتوفى أثناء «المناسك»    فيلم ولاد رزق 3 يحقق إيرادات 270 مليون جنيه بعد أسبوع عرض بالسينما    الكعبي والنصيري ورحيمي يتنافسون على المشاركة مع المغرب في أولمبياد باريس    3 أبراج فلكية تكره النوم وتفضل استغلال الوقت في أشياء أخرى.. هل أنت منهم؟    رسالة ماجستير تناقش رضا العملاء وتطبيقات البنوك: أهم وأكثر التطبيقات الرقمية المستخدمة إنستا باي    تنسيق الثانوية العامة 2024.. تعرف على درجات القبول في جميع المحافظات    في رابع أيام عيد الأضحى.. توافد الزوار على بحيرة قارون وغلق شواطئ وادي الريان    زي النهارده.. عودة مركبتى الفضاء 6 و Vostok 5 إلى الأرض    رابع أيام عيد الأضحى.. استمرار الاحتفالات والمسابقات بمراكز شباب مطروح    يسرا تعود للمسرح بعد غياب 22 سنة    ما هي علامات قبول الحج؟.. عالم أزهري يجيب    طريقة عمل المخ بالبيض.. وصفات جديدة سهلة التحضير    في اليوم العالمي له.. وزارة الصحة تقدم معلومات عن مرض الأنيميا المنجلية    محافظ الجيزة: ذبح 3067 أضحية للمواطنين بالمجازر خلال عيد الأضحى    التحالف الوطنى بالأقصر: استمرار توزيع لحوم الأضاحى على الأسر الأكثر احتياجا    اشتباكات وفوضى ولقطة مثيرة للجدل.. أبرز مشاهد الجولة الأولى في يورو 2024    إعلام: صفارات الإنذار تدوى مجددا فى موقع كرم أبو سالم العسكرى جنوب غزة    ذكرى ميلاد الفنان حسن حسني.. 500 عمل فني رصيد «الجوكر»    في رابع أيام عيد الأضحى.. جهود مكثفة لرفع مستوى النظافة بشوارع وميادين الشرقية    تعليمات مهمة لحل امتحان مادة اللغة العربية لطلاب الثانوية العامة 2024    أنشطة رياضية وترفيهية للمتعافين من الإدمان| صور    جولة تفقدية على مخزن الأدوية الاستراتيجي بالريسة ووحدات الرعاية الأولية بالعريش    أكلات هامة لطلاب الثانوية العامة.. لتعزيز الذاكرة والتركيز    تعرف على خريطة 10 مشروعات نفذتها مصر لحماية الشواطئ من التغيرات المناخية    علي جمعة ينصح: أكثروا في أيام التشريق من الذكر بهذه الكلمات العشر    غياب 4 نجوم عن الأهلي أمام الزمالك وثنائي مهدد    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج التخطيط والتنمية الزراعية بزراعة سابا باشا جامعة الإسكندرية    قومي المرأة: العمل على إعداد دليل عن "تمكين المرأة المصرية"    بعد واقعة الصفع.. عمرو دياب يتألق ضمن حفلات عيد الأضحى بدبي (صور)    صحة الشرقية تعلن تنظيم قافلة طبية بالفرايحة غدا    بعثة الحج السياحي: 14300 حاج مصري يقيمون بمنطقة العزيزية    سعر كيلو السكر في السوق اليوم الأربعاء 19-6-2024    "رياضة الشرقية": مليون مواطن احتفلوا بالعيد في مراكز الشباب    إعلام حوثي: القوات الأمريكية والبريطانية استهدفت المجمع الحكومي في الجبين    عائلات الأسرى الإسرائيليين يحتجون داخل مقر الكنيست    المالية: إسقاط ضريبة القيمة المضافة على آلات ومعدات الصناعة المستوردة    ننشر أسماء الحجاج المتوفين في المستشفيات السعودية    حماية المستهلك بالبحيرة يشن حملات على المحلات والمخابز خلال إجازة عيد الأضحى    أجر عمرة.. مسجد قباء مقصد ضيوف الرحمن بعد المسجد النبوي    وكالة الأنباء السورية: مقتل ضابط جراء عدوان إسرائيلي على موقعين في القنيطرة ودرعا    ما هي الأشهر الحرم وسبب تسميتها؟    محمد رمضان يعلن غيابه عن دراما رمضان 2025 للموسم الثاني على التوالي    فعالية «توظيف مصر» برعاية «التحالف الوطنى»    أول تعليق من اللاعب محمد الشيبي على قرار المحكمة الرياضية الدولية | عاجل    عاجل.. مفاجأة صادمة في تقرير حكم مباراة الزمالك والمصري.. «جوميز في ورطة»    استشهاد 7 فلسطينيين فى قصف إسرائيلى على شمال غربى مخيم النصيرات وغزة    ناقد فني: أعمال عادل إمام توثق مراحل مهمة في تاريخ مصر    الحكومة الجديدة والتزاماتها الدستورية    لبيك يا رب الحجيج .. شعر: أحمد بيضون    «بايدن» يستنجد ب«المستنجد»!    احتفالية العيد ال 11 لتأسيس ايبارشية هولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ شلتوت عالم إسلامى نحتاجه الآن
نشر في الشروق الجديد يوم 14 - 04 - 2009

هل تجوز الصلاة بالبرنيطة؟ وهل سيبعث الحيوان ليحاسب؟، هل الصعود للقمر حلال؟ وما علاقة الإسلام بالشيوعية؟ لماذا نعارض نظرية التطور؟ وإلى أى مدى نقبل وظيفة السمسار؟ التلقيح الصناعى حل أم التبنى؟ ولماذا لا نصلى فى مخازن التبغ والدخان؟
ما حقيقة رفع «عيسى عليه السلام» إلى السماء وعلام يتغذى الآن؟ لماذا خلق الله الغرائز؟ وهل يطالب الإسلام بنزعها وإماتتها؟
كل هذه الأسئلة الجدلية وغيرها من القضايا التى لم تشغل أيا من فقهاء الإسلام وتابعيهم فى العصور الأقدم، حيث كانت علوم الدين فى أوج ازدهارها، وباب البحث والمعرفة على مصراعيه أمام أسئلة لا نهائية وتأويلات أكثر، جمعها الإمام الأكبر الشيخ «محمود شلتوت» فى كتابه «الفتاوى»، الذى صدرت منه أكثر من ثمانى عشرة طبعة، كان آخرها عن دار «الشروق» المصرية.
وقبل أيام أثار نفى الشيخ الدكتور «يوسف القرضاوى» صدور فتوى عن الشيخ «شلتوت» بجواز التعبد على المذاهب الإسلامية الثابتة والمعروفة والمتبعة، ومنها مذهب الشيعة الإمامية «الجعفرى»، ردود فعل صاخبة، ما بين تأييد رأى «القرضاوى» بعدم انتساب الفتوى «لشلتوت» ورفضه.
لكنه لفت النظر من جديد لتفرد آراء العالم الإسلامى الذى استطاع أن يقنع مشرعى «أوروبا» والعالم بصلاحية الشريعة الإسلامية للتطور وحملهم على اعتبارها مصدرا من مصادر التشريع الحديث، بما لها من أصالة وتفرد عن غيرها من الشرائع الوضعية.
وذلك بعد اختياره عضوا فى الوفد الذى حضر مؤتمر لاهاى للقانون الدولى المقارن عام «1937»، وإلقاء بحثه حول «المسئولية المدنية والجنائية فى الشريعة الإسلامية»، الذى نال استحسان أعضاء المؤتمر.
والحق أن فتاوى «شلتوت» سواء ما تضمنها كتاب «الفتاوى» أو باقى مؤلفاته، وكذا تصرفاته وسلوكه، الذى يوسع مساحة البحث والاجتهاد اتكاء على القرآن الكريم وصحيح السنة وخالد الأصول العامة، هى قراءة تفكيكية عصرية للعالم فى إطار الفهم الأعمق والأشمل للدين الإسلامى الأحرص على سعادة البشرية واتساقها مع معطيات الكون وأسراره التى أمر فى أكثر من موضع باكتشافها واستغلالها والتمتع بكل ما فيها.
على أن أهم ما يميز هذا الكتاب ليس فقط اعتماده الشديد على الاجتهاد بالرأى، والتحرر بحسب تصدير الكتاب من الالتزام بتقليد رأى فقيه سابق عليه، وإنما أيضا لاحتوائه على فتاوى تمزج بين الشمول الواعى لقواعد الدين، والاستيعاب الكامل لأحداث العصر، والفهم العميق لروح الإسلام والإحساس القوى بتطورات الحياة.
وكان هذا الجهد العقلى الواعى والمسئول، السبب الذى جعل الشيخ «شلتوت» أول حامل للقب «الإمام الأكبر»، مثلما أنه ما يحتاجه الأزهر الشريف الآن ليستعيد مكانته السابقة، التى كانت فى أوجها أيام الشيخ الراحل وأساتذته.
لم يكتف الشيخ شلتوت بهذا الجهد العقلى فقط، بل أصدر قبل وفاته قانون إصلاح الأزهر سنة 1961م، ودخلت فى عهده العلوم الحديثة إلى الأزهر، وأنشئت عدة كليات فيه وارتفعت مكانته حتى لاقى من الجميع كل الإجلال، فضلا عن دوره الذى كان مقدمة لإنشاء مجمع البحوث الإسلامية، عندما نادى بتكوين مكتب علمى للرد على مفتريات أعداء الإسلام وتنقية كتب الدين من البدع والضلالات.
الأمر الذى جعل عديدا من الفقهاء يعتبرونه من أنبغ تلاميذ الإمام «محمد عبده»، فيقول «جمال البنا» إن الشيخ «محمود شلتوت» قد وصل إلى أقصى ما يمكن أن يصل إليه شيخ أزهرى ثقافته أزهرية خالصة، ولو نهل من الثقافة الأوروبية، فربما وصل إلى ما يماثل مستوى الشيخ محمد عبده».
يذكر أن الإمام الأكبر «محمود شلتوت» من مواليد «منية بنى منصور» بمركز «إيتاى البارود» بالبحيرة عام 1893م.
وقد حفظ القرآن الكريم وهو صغير. ودخل معهد الإسكندرية ثم التحق بالكليات الأزهرية. ونال شهادة العالمية من الأزهر سنة 1918م. وعين مدرسا بمعهد الإسكندرية سنة 1919م. وشارك فى ثورة 1919م بقلمه ولسانه وجرأته. ونقله الشيخ محمد مصطفى المراغى لسعة علمه إلى القسم العالى.
وناصر حركة إصلاح الأزهر وفصل من المنصب ثم اشتغل بالمحاماة ثم عاد للأزهر سنة 1935م، قبل أن يتوفى فى مصر عام 1963م.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.