عادت احتفالات مولد السيدة زينب لتضىء أنوار الحى العريق وسط القاهرة الإسلامية، بعد غيابها العام الماضى بسبب انتشار فيروس الإنفلونزا. الليلة الختامية مساء أمس الأول شهدت حضورا كثيفا، بدأ فى التوافد إلى رحاب «الست» منذ صباح يوم الثلاثاء إلى ما بعد منتصف الليل، وحرصت قوات الأمن على إغلاق الشوارع والمنافذ المؤدية لمسجد السيدة زينب لتأمين الحدث. ولم تسلم الليلة الختامية لمولد «أم العواجز»، من مشاكل كل الموالد، فنشبت اشتباكات عنيفة بين الزوار بسبب التحرشات، وحال الزحام دون وصول الأمن لفض هذه الاشتباكات التى شارك فيها المئات بالعصى والكراسى، الأمر الذى دفع الباعة الذين افترشوا بجوار مسجد السيدة إلى منع دخول أى سيدة فى الشارع المجاور للمسجد. ونتيجة لقرار الشيخ محمد عبدالرحمن وكيل وزارة أوقاف القاهرة بمنع إقامة أى سرادقات داخل سور المسجد، اقتحم الباعة الجائلون ساحة المسجد لبيع الأطعمة بداخله، إلى جانب قيام بعض المريدين بتوزيع الأطعمة «النفحة». وفشل الأمن فى تنفيذ قرارات وزير الأوقاف بمنع دخول المأكولات والمشروبات. «حنمنع مين ولا مين.. هى ليلة وتعدى على خير ان شاء الله». وانتشرت بميدان السيدة وشوارع بورسعيد وقدرى والسد والطرق الجانبية عشرات اللافتات التى تحمل عبارات التأييد والمبايعة لأحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب ونائب الدائرة، كما ظهرت لافتات لأناس يطرحون أنفسهم لعضوية مجلس الشعب فى الانتخابات المقبلة. وانتقد الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية استغلال الموالد فى الدعاية الانتخابية والسياسية، وضرب مثلا لذلك بزيارات أيمن نور للموالد، معتبرا أنها «بلا معنى». أبو العزائم قال إن 90% من أتباع الطرق الصوفية لا يشاركون فى الانتخابات، وأضاف: «إذا كان يريد أحد الترشح للانتخابات وضمان أصوات الصوفية فعليه أن يكون صديقا لكبار مشايخ الطرق الصوفية ويعرض عليهم برنامجه الانتخابى بشكل واضح ويظهر نواياه اتجاه الصوفية». واعتبر شيخ مشايخ الطرق الصوفية عبدالهادى القصبى السيدة زينب «رئيسة للديوان إلى الأبد، بدليل أن كل السلطات التنفيذية والتشريعية والممثلة فى مجلسى الشعب والشورى ووزارة الداخلية موجودة بحى السيدة». رغم ذلك سيطرت حالة من التوتر والعنف على مدخل شارع قدرى من جهة ميدان السيدة وحتى مسجد ابن طولون، واندفع عشرات الشبان فى معارك دامية، ظهرت الأسلحة البيضاء فى بعضها، بسبب حوادث التحرش، بينما واصل المنشدون والموسيقيون عروضهم الصوفية فى وسط الميدان القريب حتى الساعات الأولى من الصباح.