يختلف دور زوجة لاعب كرة القدم فى مصر عن زوجات نجوم الساحرة المستديرة العالمية بحكم اختلاف الثقافات. فالغربيات جزء مكمل للمظهر الاجتماعى داخل المدرجات، والمصريات تفضلن غالبا البقاء فى الكواليس لصد هجمات المعجبات. على الرغم من حبها الشديد للأحمر، فهى ابنة لعائلة أهلاوية حتى النخاع، إلا أن بوسى قد اضطرت للتخلى عن عشقها للنادى الأهلى من أجل خاطر زوجها إسلام الشاطر. ففى اللقاء الأخير والحاسم فى نهائى كأس مصر بين نادى حرس الحدود الذى ينتمى إليه إسلام وبين النادى الأهلى، بدت بوسى ممزقة بين رغبتها ألا يضيع الجهد الذى بذله زوجها فى المران لأكثر من أسبوعين وبين عشقها للقلعة الحمراء. فقد تحولت التسعون دقيقة زمن المباراة بالنسبة لها إلى دهر بأكمله. «رفضت أن أشاهد المباراة، كنت متوترة للغاية، أبدى تعاطفا مع الأهلى وإن كنت أتطلع أن يفوز حرس الحدود لأن ذلك سيكون فى صالح زوجى وأسرتى»، هكذا تقول بوسى، ابنة مدينة الإسكندرية التى اضطرت أن تترك مسقط رأسها وأن ترحل إلى مدينة الإسماعيلية حتى تشجع زوجها وهو يلعب مع الدراويش. شأن بوسى شأن الكثيرات من زوجات لاعبى كرة القدم فى مصر اللاتى يحسم عقد زواجهن قضية انتماءاتهن الكروية أو كما تلخص منى زوجة حارس المرمى السابق نادر السيد والذى لعب لكل من الأهلى والزمالك : «أشجع نادر أينما كان. أعلم أن قلبه يميل للأبيض، لكننى أرى أن انتمائى يتلون حسب مكان عمله الذى يفتح بيتنا». قضية انتماء الزوجة كثيرا ما يثير لغطا، وهو ما حدث مؤخرا فى بطولة كأس العالم. فقد خطفت الجزائرية وهيبة بلهامى زوجة نجم المنتخب الفرنسى «فرانك ريبيرى» الأضواء خلال المباراة الأولى ل«الديوك» فى البطولة التى تستضيفها حاليا جنوب أفريقيا. وذكرت قناة «العربية» أن رفع بلهامى للعلم الجزائرى فى المدرجات أثار استياء الجماهير الفرنسية (وقد عبر عن ذلك العديد من القراء فى المنتديات والمواقع الإلكترونية). وظهرت بلهامى بين جماهير المنتخب الفرنسى التى تابعت المباراة أمام منتخب الأوروجواى فى ثانى مباريات المجموعة الأولى للبطولة، وعلى الرغم من هتافها المستمر للمنتخب الفرنسى، وخصوصا لزوجها ريبيرى، فإنها لم تحمل العلم الفرنسى واستبدلته بعلم الجزائر. شريكة حياة اللاعب قد تلعب دورا كبيرا فى صعود أسهمه أو هبوطها، فالبرازيلى كاكا، الذى يعد من أفضل لاعبى العالم وصانع ألعاب فريق إيه سى ميلان السابق وريال مدريد الحالى، يعتبر مثالا حيا على ذلك. فلقد كان لزوجته كارولين اليد العليا فى تجديد تعاقده مع النادى الإيطالى «الروزا نيرى» على الرغم من رغبته الشخصية فى الانضمام لصفوف ريال مدريد (النادى الملكى الإسبانى)، وذلك لأصولها الإيطالية إضافة إلى أن مدينة ميلانو لها مكانة خاصة لديها. ولعب بيرلسكونى الذى يرأس أيضا النادى الإيطالى دورا مهما فى بقاء كاكا ضمن صفوف فريقه، بعد أن أغرى كارولين بالعديد من المزايا التى تتناسب مع كونها مصممة أزياء. أما الألمانى بيرند شوستر، المدير الفنى السابق لفريق النادى الملكى ولاعب وسط المنتخب الألمانى وأندية برشلونة وريال مدريد وأتليتكو مدريد الإسبانية فى فترة الثمانينيات، فقد شاءت الأقدار أن يلتقى مع الجميلة «جابى» التى تسببت فيما بعد فى إنهاء حياة «الملاك الأشقر» سريعا بعد 21 مباراة دولية. فجابى لم تتوان عن التدخل فى كل كبيرة وصغيرة فى حياة زوجها، وبات الأخير يعتمد عليها اعتمادا كليا فى معظم قراراته لدرجة أنه كان لا يستطيع أن يوقع على أى شىء حتى فاتورة المطعم الذى يتناول فيه الطعام بدون موافقتها، لذا أطلقت عليها الصحافة لقب «الرئيسة التنين لشوستر». وفى مصر تلعب زوجة اللاعب دورا مهما لكن فى الظل أو بشكل أقل فجاجة. فمسئولية الأولاد من الألف إلى الياء ملقاة على عاتقها لأن الأزواج دائمو التغيب فى معسكرات الفريق التى قد تدوم لفترات طويلة، وهو ما يدفع الكثيرات منهن للتخلى عن حلم الانصياع للحياة العملية، فعمل زوجة اللاعب «مستحيل» على حد تعبير منى، زوجة نادر السيد التى تؤكد أنها كانت دائمة التجوال مع زوجها بين محافظات مصر، فضلا عن أنه كان من المحتمل فى كل لحظة أن يحترف فى الخارج. الأجندة المشحونة لنجوم الكرة سواء فى المنتخب أو الأندية المحلية هو ما دفع بوسى أن تضحى بحلمها فى أن تكون مذيعة على الرغم من دراستها للإعلام، وذلك حتى تتولى شئون قبيلة الشاطر المكونة من أربعة أطفال. وقد يحتاج لاعب الكرة لنظام غذائى معين يجب أن تراعيه الزوجة، وهو الأمر الذى قد لا يتوافر إلا إذا كانت الزوجة متفرغة. فمنى مثلا لا تستخدم المسلى أبدا أثناء الطبخ، خصوصا أن أبناءها الأربعة يمارسون الرياضة مثل أبيهم. صد هجمات المعجبات وأحيانا أخرى يستوجب الأمر على الزوجة أن تبقى متفرغة حتى تستطيع أن تشمر عن سواعدها لتواجه سيل المعجبات. وتروى بوسى أنها عندما كانت تعيش مع الشاطر فى الإسماعيلية، كان أهل المدينة محافظين إلى حد كبير: «حدثت لى الصدمة عندما جئت إلى القاهرة وفوجئت ببعض المعجبات يطلبن التقاط صورة مع زوجى، فتضع يدها على كتفيه بجرأة شديدة. كنت فى البداية أغار لكننى رفضت أن أهدم بيتى بسبب تصرفات غير مسئولة للفتيات». تتفق معها منى وتضيف: «هناك بنات مستفزات تسعين لغيظ الزوجات»! لذا فهى تحاول أن تحافظ بشكل دائم على رشاقتها وجمالها حتى يراها زوجها أجمل من كل هؤلاء. وترى جاكلين مروه باحثة بريطانية من أصل لبنانى أن الزواج من الرياضيين المشهورين أصبح موضة لدى الفتيات الغربيات والعربيات حتى لو كان ذلك على أنقاض حياة البعض الزوجية، فهناك فتيات تتخيلن حب رياضى مشهور، ويصدقن فى عقلهن الباطن أن لهن علاقة معه. وتقول الباحثة فى مقال لها على الإنترنت «إن المريضات تنتابهن تخيلات عن علاقة عاطفية مع رياضى مشهور، إحدى المريضات أكدت أنها تزوجت اللاعب ماجنوس هيدمان فى الخفاء رغم أن هذا لم يحدث مطلقا. وترجع أسباب ذلك إلى الإعلام والمال اللذين يلعبان دورا مهما فى حياة لاعبى كرة القدم المشهورين، مما يسيل لعاب الكثيرات من الباحثات عن الشهرة». ربما تكون الرغبة فى أن تسير الحياة بمنأى عن عبث المعجبات هو ما دفع زوجة لاعب شهير فى المنتخب للتخلى عن حجابها عقب احتراف اللعب فى الخارج، الأمر الذى أثار حفيظة بعض المواقع الإلكترونية. بل ودخل «إسلاميون» على الخط فى الجدل الدائر حول هذه المسألة، فقد أصدرت حركة المقاومة الإلكترونية «حماسنا» بيانا فى اليوم العالمى للحجاب، وتوجهت بعدة رسائل لزوجة اللاعب تدعوها للعودة لارتداء غطاء الرأس، على أساس أن هذه الزوجة لابد وأن تكون قدوة للأخريات. واعتبرت الزوجة ذلك تدخلا فى شأن يندرج تحت إطار الحرية الشخصية. وعلى الرغم من هرولة زوجات اللاعبين وراء أزواجهن من أجل الحفاظ على استقرار الحياة الزوجية، إلا أن مجتمع لاعبى الكرة فى مصر محافظ جدا عندما يتعلق الأمر بالنساء. يلخص أحد لاعبى المنتخب رأى قطاع لا بأس به من اللاعبين، موضحا دون ذكر اسمه: «زوجتى لن تجرى أحاديث صحفية هى ليست فرجة للإعلام!». تشاركه فى الرأى زوجة لاعب آخر، إذ ترى أن الزوجة إذا خطفت الأبصار فى المدرجات قد لا يقدر زوجها على التركيز فى الملعب. ويتعارض ذلك مع ما يحدث فى الخارج، فكأس العالم هو بمثابة كرنفال يستعرض فيه نجوم الكرة جمال زوجاتهم وصديقاتهم، فعلى سبيل المثال تحدثت صحيفة (آس) الإسبانية عن رغبة إحدى المجلات الأمريكية فى استغلال اقتراب كأس العالم فى جنوب أفريقيا، وقامت بدعوة العديد من زوجات وصديقات اللاعبين كى يرسمن أجسادهن ويتصورن على صفحات المجلة. وتعتبر فيكتوريا زوجة ديفيد بيكهام نجم المنتخب الإنجليزى صيدا ثمينا للمصورين، إذ أتقنت اللعبة سواء من خلال ملابس الإغراء التى ترتديها أو حركات الدلال التى ترافق مشيتها. وبلغ جنون المعجبين بهما إلى درجة أن المعارض صنعت ثنائيا شبيها بفيكتوريا وبيكهام، أما صورتهما مع أولادهما روميو وبروكلين فقد فاقت فى شهرتها صورة أسرة الملكة إليزابيث. ونجح الباباراتزى (مصورو المشاهير) فى التقاط صور نادرة لخطيبة واين رونى الملقبة بذات العيون الخلابة وألين ريفز خطيبة فرانك ليمبارد المشهورة بلقب «الساحر» وشيرلى تويدى خطيبة أشلى كول الملقبة ب«خاطفة القلوب». بحكم اختلاف الثقافة يختلف الوضع فى مصر، خصوصا أن أغلب نجوم الكرة لهم أصول قروية، كما يفرض المجتمع قيودا عدة على زوجات اللاعبين، كما تقول منى: «على الرغم من أننى لا أرتدى الحجاب أسعى ألا أكون منتقدة من قبل زملاء زوجى وزوجاتهم، أراعى ذلك فى اختيار ملابسى خلال تجمعات اللاعبين سواء فرحا أو عقيقة لأننى لا أحب أن أكون مثار حديث البعض. أعترف أيضا أننى بحكم تركيبتى لا أستطيع التعايش طيلة الوقت مع هذه القيود. فعالمى الذى ارتاح فيه بعيدا عن دائرة نجوم الكرة وإن كنت أحتفظ بصداقة خاصة مع زوجتى كل من أبوتريكة ووائل جمعة. ثم توضح منى أن زوجات لاعبى الكرة مصنفات لنوعين: نوع بعيد تماما عن الأضواء، وهن فى راحة من الضغوط الخارجية. ونوع آخر من الزوجات يصاحب اللاعب فى كل تحركاته ويحاول اللحاق بإيقاع تطوره ومتغيرات وضعه كنجم.