أقرب مستشفى لقرية ميت يعيش (45 ألف نسمة) والعديد من القرى التابعة لميت غمر 28 كيلو مترا فأكثر، ما تسبب فى مضاعفة حالات بعض المرضى والوفاة لغيرهم فى مناسبات متفرقة، كلما وقعت تعود أهالى ميت يعيش على تذكر الوحدة الصحية التى جهزتها وزارة الصحة والإسكان وجهودهم الذاتية منذ عامين، لكن خلافا بين وزارتى الصحة والكهرباء حال دون تشغيل الوحدة الجديدة حتى هذه اللحظة. أزيلت الوحدة الصحية بقرية ميت يعيش منذ عام 1999، وحدث بعد ذلك أن قامت الجهات المعنية بإحلال المبنى وتجديده، والمكون من 3 طوابق على مساحة 3 آلاف متر.. ومنذ عامين نشب الخلاف بين المسئولين بهندسة كهرباء قرى ميت غمر، ومسئولى مديرية الشئون الصحية بالدقهلية، تحديدا فى إدارة التخطيط، ولم ينته بعد، حيث تم توصيل مرفق المياه للمبنى، ولم يتم توصيل مرفق الكهرباء، بعد أن أفاد مسئولو هندسة الكهرباء بأنه «يلزم للمبنى محول كهرباء لكبر حجم المبنى واتساعه، لأن المحول الواقع عليه المبنى لا يتحمله»، إلا أن مسئولى التخطيط بمديرية الشئون الصحية بالدقهلية أصروا على دخول عداد إنارة عادى للمبنى، لأنه سيعمل كوحدة رعاية أساسية، ولا يحوى عمليات أو مغسلة أو أشعة، بالرغم من وجود 3 غرف عمليات ومغسلة وغرفة للأشعة. وبعد أن تقدم الأهالى بشكاوى عديدة فى هذا الخصوص، تم الموافقة على عمل المبنى كمركز طب أسرة بعد تسلمه بناء على خطاب مساعد وزير الصحة للرعاية الأساسية فى 20 ديسمبر 2008، وحتى الآن لم يتم توصيل الكهرباء حتى يمكن تسلم المبنى وتشغيله ثم تحويله لمركز طب أسرة. تقرير المهندس الاستشارى المشرف على الإدارة المركزية للدعم الفنى بوزارة الصحة يقر بضرورة وجود مركز طب أسرة فى هذه القرية، لأن أقرب مستشفى للقرية هو مستشفى ميت غمر، والذى يبعد نحو 28 كيلو مترا عن القرية، وأنه لوحظ زيادة نسبة الوفيات بصورة لافتة الفترة السابقة، نظرا لبعد مستشفى ميت غمر عن القرية. وذكر التقرير الذى حصلت «الشروق» على نسخة منه أنه «تم البدء فى إنشاء المستشفى عام 1999 كمستشفى متكامل، إلا أنه توقف العمل به منذ عامين لعدم وجود تمويل، ثم تم استئناف العمل به عن طريق مديرية الإسكان والمرافق بمحافظة الدقهلية، وتمت الإفادة بأنه سيتم الانتهاء من التشطيبات الداخلية وتركيب المصعد بنهاية فبراير 2009» إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن. وأضاف التقرير أن القرى المجاورة لقرية ميت يعيش محرومة أيضا من الخدمات الصحية، حيث لا يوجد بها وحدات صحية، وهى قرى الحاكمية، كفر المحمدية، عزبة أبوعيد، عزبة رفلة، عزبة عفيفى، وعزبة أحمد عبده. وأشار التقرير إلى أن تعداد السكان لقرى الوحدة المحلية، بالإضافة إلى الأفراد المترددين من القرى المجاورة يتعدى 300 ألف نسمة، وأن المتوسط اليومى لعدد المترددين على الوحدة الحالية بما يعادل ما بين 50 و70 حالة. وبالرغم من أن عدد سكان القرية نحو 45 ألف نسمة بالإضافة إلى مئات آلاف الأسر فى القرى المجاورة بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية المحرومين من الخدمة الصحية منذ أكثر من 10 سنوات لايزال الخلاف مستمرا.