أكد الفريق محمد عطا عباس، رئيس جهاز الأمن والمخابرات السودانية، أن السلطات الليبية منعت خليل إبراهيم، زعيم حركة العدل والمساواة الموجود حاليا بطرابلس، من ممارسة أي نشاط إعلامي ضد السودان، وطلبت منه مغادرة الأراضي الليبية. وأشار الفريق عباس -الذي عاد من زيارة سريعة للعاصمة الليبية في تصريحات للمركز الصحفي السوداني (أ س إم سي)- إلى أن السلطات السودانية تتابع توجيهات معمر القذافي العقيد الليبي، بعد اتصال هاتفي مع الرئيس السوداني عمر البشير قبل يومين، بإبعاد المتمرد خليل إبراهيم عن الأراضي الليبية والحد من نشاطه الإعلامي للدولة السودانية والسلام والاستقرار بإقليم دارفور. وقال رئيس المخابرات السودانية إن الزعيم الليبي أكد للبشير أن ليبيا لن تكون مصدرا لانطلاق أي أعمال عدائية ضد السودان، وأنها حريصة على أواصر العلاقة بين البلدين. وكان الفريق عباس قد زار ليبيا منذ أيام مبعوثا من الرئيس السوداني ونقل رسالة منه إلى القذافي تتوقع المزيد من الدعم الليبي لمواجهة التحديات أمام السودان، واحتجت وزارة الخارجية السودانية الأسبوع الماضي على لسان معاوية عثمان المتحدث باسمها لوجود خليل إبراهيم في أراضيها منذ رفض تشاد لاستقباله قبل نحو الشهر، وقالت إن الخرطوم تأمل في أن يكون وجود زعيم الحركة الدارفورية عابرا وليس كمقر إقامة. وأطلق خليل إبراهيم، زعيم حركة العدل والمساواة، من العاصمة الليبية، تصريحات نارية يهدد فيها بعودة قواته إلى دخول أم درمان مرة أخرى، وتحويل معاركه في إقليم دارفور وجنوب كردفان إلى داخل مدن رئيسية في السودان، وهو ما يزعج الخرطوم التي تطالب بإلقاء القبض عليه في قضية قتل العشرات بأم درمان عام 2008. وتطالب الحكومة السودانية جميع دول الجوار بعدم فتح أراضيها لزعيم العدل والمساواة، خاصة بعد استقرار الاتفاق الذي تم بين الرئيس السوداني عمر البشير والتشادي إدريس ديبي بعدم استخدام أراضي بلديهما في دعم حركات التمرد بكل من الدولتين. ويسعى السودان إلى تضييق الخناق على خليل إبراهيم بعد طرد قواته من مواقع إستراتيجية كانت تتمركز فيها بإقليم دارفور، وفقد التأييد من الحليف القديم (تشاد) التي كانت معبرا مهما وملجأ في بعض الأحيان للاختباء فيها. كما استطاعت الدبلوماسية السودانية، والتي يمثلها أمين حسن عمر والدكتور غازي صلاح الدين، مسئول ملف دارفور في المؤسسة الرئاسية، رئيسا وفد التفاوض بالعاصمة القطرية، إقناع الوساطة الأممية والأفريقية وحتى العربية في منبر الدوحة بعدم جدية خليل إبراهيم وحركته التي وقعت على اتفاق إطاري لوقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات سلام بشأن دارفور منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر. وحذر البشير من أن منبر الدوحة سيكون بمثابة الفرصة الأخيرة لجميع الحركات الدارفورية المسلحة، بما فيها العدل والمساواة، حتى يتم التفرغ إلى الخطط التنموية الطموحة التي ينتظرها أهالي دارفور بعد معاناة استمرت لأكثر من ست سنوات.