حمل الناقد والكاتب الصحفي اللبناني إبراهيم العريس معه إلى مهرجان كان السينمائي الثالث والستين، نسخة من كتابه «الصورة الملتبسة: السينما في لبنان، مبدعوها وأفلامها»، الصادر قبل أيام عن وزارة الثقافة اللبنانية لمناسبة الاحتفال ببيروت عاصمة عالمية للكتاب عام 2010. الكتاب الذي يقع في 500 صفحة يعتبر الموسوعة الأولى التي تؤرخ للسينما اللبنانية منذ بداياتها إلى اليوم، رابطاً تاريخها بسياقات المجتمع اللبناني وتقلباته السياسية والاقتصادية والطائفية. يعكس الكتاب المتابعة والجهد اللذين بذلهما في جمع مادته وعرضها، وهي تجمع إلى المعرفة والمعلومات الخاصة بالسينما اللبنانية تجربته الشخصية الطويلة المميزة في هذا المجال. ويحوي الكتاب 500 صورة، من بينها صور نادرة تنشر للمرة الأولى، ويتضمن فيلموجرافيا كاملة ومفصلة حول ما يسميه المؤلف "المائة فيلم التي صنعت السينما اللبنانية". وأفرد العريس فصلاً في كتابه للسينما الفلسطينية التي أنتجت في لبنان. غير أنه ركز في عمله الموسوعي هذا على الأعمال السينمائية إبان الحرب اللبنانية، وانطلاقتها مع ظهور مخرجين مثل مارون بغدادي وبرهان علوية وآخرين. ويحمل هذا الجزء من الكتاب عنوان "الانبعاث الحقيقي للسينما اللبنانية"، كما تناول في قسم آخر الأعمال السينمائية المصرية التي صورت وأنتجت في لبنان في الستينات. وإذا كانت السينما هي الفن الأقدر على التعبير عن الانقسامات التي تخترق المجتمع اللبناني على كل الأصعدة، في رأي إبراهيم العريس، فإن هذا الرأي انعكس على تقسيم فصول الكتاب التي تتبع حركة تطور المجتمع اللبناني، وعلاقة فنونه بتكوينه، وعلاقة فنانيه بطوائفهم. وأهدى المؤلف كتابه إلى علي العريس "صاحب الخطوة الأولى في السينما اللبنانية". وفي حديث مع وكالة الأنباء الفرنسية أوضح إبراهيم العريس أنه اختار أن يتحدث عن أفضل مائة فيلم لبناني من بين الأفلام الثلاثمائة التي صورت في لبنان، وقال: تناولت مثلاً فيلم "قطط شارع الحمرا" علماً أنه ليس فيلماً مهماً من الناحية الفنية لكنه حين خرج أحدث "قلبة في السوق اللبنانية". ورداً على سؤال حول المدة التي استغرقها إنجازه هذا العمل الموسوعي، سارع إلى القول من دون أدنى تردد، "حياتي كلها، أنا ولدت في السينما. والدي علي العريس مؤسس السينما اللبنانية ووالدتي كانت ممثلة. أما إذا تكلمنا عن التحرير فقد استغرق سنة ونصف السنة". وأضاف: "ذكرياتي الشخصية تتداخل مع كلامي عن الأفلام وبخاصة خلال فترة عملي على الأفلام المصرية التي صورت في لبنان، حيث كنت مساعد مخرج في 30 فيلماً". وتضفي الذكريات الخاصة طابعاً أكثر حميمية، وتقرب القارئ من الكتاب الذي يعالج الأفلام اللبنانية وفق منطق تحليلي اجتماعي سيكولوجي ماركسي. إبراهيم العريس ناقد سينمائي لبناني، وكاتب صحفي معروف، صدر له حوالي 20 كتاباً حول النقد السينمائي، كان آخرها كتاب عن سينما يوسف شاهين، وكتاب آخر بعنوان "سينما الإنسان" - الجزء الثاني، وصدر عن مؤسسة السينما في دمشق، فضلاً عن هذا العمل الموسوعي عن السينما اللبنانية. ويتندر إبراهيم العريس أمام أصدقائه في مهرجان كان قائلاً: "أنا الشخص الوحيد الذي صدر له في أوقات متزامنة تقريباً ثلاثة كتب عن ثلاث وزارات ثقافة عربية مختلفة، في بيروتوالقاهرةودمشق". ويعمل حالياً على إنجاز كتاب سيصدر في القاهرة في الخريف المقبل ويتناول سينما نجيب محفوظ.