وافق المحتجون المناهضون للحكومة في تايلاند اليوم الثلاثاء، على المشاركة في محادثات يتوسط فيها رئيس مجلس الشيوخ لإنهاء أعنف أزمة سياسية في البلاد منذ 18 عاما، لكن بعض المحللين أبدوا تشككهم في أن توقف المفاوضات موجة العنف. وأحاطت القوات بآلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة في الموقع الذي يعتصمون فيه منذ ستة أسابيع بوسط بانكوك، في حين دارت مناوشات بين جنود مسلحين ببنادق ومحتجين في عدد من الطرق الرئيسية بالعاصمة. وقال ناتاوت سايكوا أحد زعماء المحتجين "ذوي القمصان الحمراء" في مؤتمر صحفي: "وافقنا على جولة جديدة من المحادثات التي اقترحها مجلس الشيوخ لأننا لو تركنا الأمور تسير على هذا النحو فلا أحد يعلم كم من الأرواح الأخرى ستزهق." وكانت مجموعة من 64 عضوا بمجلس الشيوخ المؤلف من 150 عضوا، قد اقترحوا إجراء المحادثات وعرضوا الوساطة مع المحتجين وحثوا على وقف إطلاق النار بين الجانبين. وقال محللون إن الاقتراح إيجابي لكنه لن يؤدي على الأرجح إلى اتفاق سلام. وحثت مجموعة أخرى تضم 40 عضوا بمجلس الشيوخ لهم اتجاهات أكثر ميلا للحكومة، المحتجين أصحاب القمصان الحمراء على الاستسلام والدخول في الحوار. وقال سومجاي باجاباسفيفات أستاذ العلوم السياسية بجامعة تاماسات في بانكوك: "هذه مجرد بداية وهي مجرد عرض لا يحمل ثقلا كبيرا لأن أعضاء مجلس الشيوخ لا يتحدثون بصوت واحد". لكن بونياكيات كارافيكبان المحلل السياسي بجامعة رامكامهاينج قال إن الاقتراح بداية واعدة. وقال "الجانبان وصلا إلى طريق مسدود والسبيل الوحيد للخروج منه هو العودة للمفاوضات". ولا يزال ما يقدر ب5000 محتج من أصحاب القمصان الحمراء محتشدين في منطقة تسوق راقية على مساحة 3 كيلومترات مربعة في إطار تحرك بدأ في مارس بهدف الإطاحة بالحكومة وإجراء انتخابات. وأنذرتهم السلطات بمغادرة المنطقة أمس الاثنين لكن المهلة انقضت دون اتخاذ أي إجراء, وأعلنت عطلة عامة حتى يوم الجمعة القادم. واحتمت مئات النساء والأطفال بمعبد داخل منطقة الاحتجاج لكن بعض المحتجين اشتبكوا مع الجنود في مناطق محيطة بالموقع. وكان زعماء "ذوي القمصان الحمراء" قد اقترحوا وقف إطلاق النار وإجراء محادثات تشرف عليها الأممالمتحدة وهو ما رفضته الحكومة, وقالوا أمس الاثنين إنهم سيقبلون الدخول في محادثات إذا شارك فيها طرف تحكيم محايد وانسحبت القوات. وقال سانسيرن كايوكامنيرد المتحدث باسم الجيش إن بعض "الإرهابيين" يحاولون تأجيج الاضطرابات من خلال القتل العشوائي واستهدف الأبرياء في التجمعات الحاشدة وكذلك عمال الإنقاذ والصحفيين. وأضاف أن أحد هذه الحوادث وقع أمس الاثنين شمالي موقع الاحتجاج الرئيسي في مبنى سكني تحت الإنشاء. وقال في تصريحات للتلفزيون "اختبأت مجموعة من القناصة يرتدون زى الجنود في الطوابق من الرابع والعشرين إلى السابع والعشرين مستهدفين الناس بشكل عشوائي وألقي باللائمة في ذلك على الجنود". وذكرت وسائل إعلام أن حريقا نشب في مجموعة من المتاجر المهجورة في نفس المنطقة اليوم الثلاثاء، وأن عمال الإطفاء يكافحون لدخول المنطقة التي سدها المحتجون بمتاريس. وقال مركز إيراوان لخدمات الطوارئ اليوم الثلاثاء، إن 38 شخصا لقوا حتفهم في تفجر العنف منذ 13 مايو، وإن 67 قتلوا منذ بدء الاضطرابات في أبريل.