«تخيل أنك استيقظت من نومك لتجد بجوارك الملك خوفو يأمرك بالإبحار به فى رحلته الأبدية إلى عالم الخلود». دعوة وجهها متحف جاير اندرسون، لحضور ندوة يوم الخميس المقبل، الساعة السابعة مساء بعنوان «مراكب الشمس فى رحلة إلى عالم الخلود». استخدم الفراعنة 5 أنواع من المراكب للأغراض الجنائزية والدينية والدنيوية والحربية والشمسية، كما يشرح أحمد مطاوع مشرف النشاط الثقافى بالمتحف للمراكب الشمسية أهمية خاصة فى الديانة المصرية القديمة، والحديث ما زال لأحمد فقد استخدم الإله رع الذى يرمز له بقرص الشمس، مركبا شمسيا لرحلة النهار. أطلق عليها المصرى القديم اسم «معنجت». وآخر لرحلة الليل عرفت باسم «مسكتت». وتميزت مراكب رع بالمجاديف المدببة ذات السنون لقتل الحيوانات والأرواح الشريرة، بهدف القضاء على الشر ليعترف الشعب بفضل الإله ويعبده. أحد أشهر المراكب الشمسية هو مركب خوفو، التى عثر عليها عام 1954 أثناء التنقيب جانب قاعدة هرم خوفو. وتولى الأثريون إعادة تركيب المركب المفكك المصنوع من خشب الأرز، من عائلة أشجار الصنوبر، وإعادته لحالته الأصلى، ليصل طوله إلى 40 مترا، وهو معروض الآن فى متحف يحمل اسمه جانب الهرم الأكبر. محاضر ندوة الليلة هو الأثرى عفيفى رحيم، المشرف العام على بعثة الكشف عن مركب خوفو الثانى، المشتركة بين جامعة وسيدا اليابانية والمجلس الأعلى للآثار بمنطقة الهرم. وتقام الندوة بمتحف جاير أندرسون بميدان أحمد ابن طولون فى منطقة السيدة زينب، الذى يصفه أحمد مطاوع بأنه من الآثار الإسلامية الثمينة، التى ترجع إلى العصر العثمانى. ويضيف أن الأثرياء تنافسوا على السكن بالمبنى لانفراده بالزخارف المعمارية الفريدة. يتكون المتحف من بيتين يرجع إنشاؤهما للعصر العثمانى، متصلين بعضهما البعض من أعلى بممر محمول، ويوجد بين البيتين دهليز يعرف «بعطفة الجامع» لأنه يؤدى إلى الباب الشرقى لجامع أحمد بن طولون. جاير اندرسون ضابط إنجليزى، سمى المتحف باسمه عقب وفاته عام 1940، بعد أن عاش فى المكان ستة عشر عاما بعد تقاعده بموافقة لجنة الآثار العربية، ليسكن فى هذين البيتين، على أن يقوم بتأثيثهما على الطراز الإسلامى العربى، ويعرض مقتنياته الأثرية فى المكان. ووفقا للشروط، التى اتفق عليها أندرسون مع لجنة الآثار، أصبح هذا الأثاث والمجموعة النادرة ملكا للشعب المصرى بعد وفاته.