تحدى مشجعو نادي مرسيليا الجليد ورموا بأنفسهم في مياه المرفأ القديم الباردة احتفالا بإحراز النادي المتوسطي لقب بطل الدوري الفرنسي لكرة القدم للمرة الأولى منذ 1992 وذلك اثر فوزه أمس الأربعاء على ضيفه رين 3-1 على ملعبه "فيلودروم". وبقي مئات من المشجعين في المرفأ القديم "فيو بور" حتى وقت متأخر من الليل بعدما تجمع الآلاف منهم عقب المباراة في المرحلة السادسة والثلاثين من الدوري. وانطلقت صفارات القوارب بعد صافرة النهاية وعمت الفرحة لدى الجماهير التي خرجت مسرعة من المقاهي حيث تسمرت أمام شاشات التلفاز لمتابعة المباراة. ولم يتردد بعض المراهقين في رمي أنفسهم في المياه دون أن يخلعوا ثيابهم احتفالا بالفوز، وأحدهم حمل لوني الفريق الأبيض والأزرق. وداخل هالة من الدخان الأحمر، احتشد الناس وبدأوا يقفزون ويصرخون: "من لا يقفز لا يكون مع مرسيليا... نحن الأبطال، نحن الأبطال". ومشت فتاة نحو الصحافيين ملوحة بهويتها وقائلة: "انظروا أنا مولودة في مرسيليا". وصاحت كلوي فران الطالبة البالغة من العمر 18 عاما: "الأمر ضخم. لست مشجعة كرة قدم، لكن فقط خلال مباريات مرسيليا وبسبب الأجواء الرائعة هنا". وقال جيريمي مينيان (32 عاما) وهو صاحب متجر: "انه التشويق بحد ذاته أن ترى الفريق يحرز اللقب، وأخيرا! أخر مرة أحرز مرسيليا اللقب كنت صغيرا للغاية". وأصر أكسل جامباراتشي (19 عاما) الذي نزل إلى الطريق رغم الامتحانات القريبة: "يجب أن نصنع مكانة لنا في أوروبا، يجب أن نظهر إننا الأقوى في فرنسا". وانتشر بين 500 و600 من رجال الأمن وشرطة مكافحة الشغب بين المرفأ القديم، الملعب والمناطق المجاورة لفرض الأمن. وكانت المدينة عاشت نشوة أقل أهمية هذا الموسم بتتويج الفريق بلقب كأس رابطة الأندية في مارس الماضي، وهو الأول له منذ دوري أبطال أوروبا عام 1993. وفي اليوم التالي دخل موكب اللاعبين إلى المرفأ القديم في حافلة من طابقين. وهنأ عضو مجلس الشيوخ ورئيس بلدية مرسيليا جان كلود جودان الفريق على إحراز الثنائية وضرب موعدا مع الجماهير يوم الأحد 16 مايو في المرفأ القديم ابتداء من الساعة الثالثة ظهرا "للاحتفاء بأبطالهم". وكتب السيد جودان في بيان: "بعد هذا النصر، أكد مرسيليا انه أحد أكبر الأندية في أوروبا، مع الجمهور الأكثر تميزا، انجازاته الاستثنائية التي تعود إلى 110 أعوام". واعتبر جان نويل جيريني رئيس المجلس الفيدرالي للحزب الاشتراكي في مقاطعة "بوش دي رون" ان "مرسيليا تستحق اللقب التاسع وسيتم الاحتفال به كما يجب. بعد الفوز في كأس الرابطة جلب اللاعبون الدوري تحت إشراف مدرب دخل تاريخ النادي (ديدييه ديشامب)". ووجه السيد جودان تحية إلى ذكرى روبير لوي دريفوس المالك الراحل للنادي الذي فارق الحياة عام 2009 بعد معاناته من مرض عضال دون أن يرى فريقه يحمل أي لقب، كما وجه له مشجعو المرفأ القديم تحية مميزة. ومن جانبه وجه رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون "أحر التهاني" لنادي مرسيليا ورئيسه جان كلود داسييه ومدربه ديدييه ديشان وكل اللاعبين لإحرازهم لقب الدوري الفرنسي في كرة القدم أمس الأربعاء. وقال رئيس الحكومة في رسالته: "لقد اختتم هذا اللقب الذي انتظره سكان مرسيليا منذ 1992، موسما مميزا شهد التتويج بلقب كاس الرابطة. إنها مكافأة على العمل الجاد والتزام مجموعة اللاعبين وجهازهم". ولم يتمكن رئيس مرسيليا جان كلود داسييه من إخفاء تأثره، فقال: "لقد بكيت، قليلا. كنت عصبيا أكثر من العادة هذا المساء ، هذه المجموعة تعمل ولا تتأثر حتى بحال غياب لاعبين أو ثلاثة. ديدييه (ديشامب) هو رجل الليلة. لقد بنى هذه المجموعة، وسهر على تقدمها ، يجب أن نحيي عمل هذا الشخص المحترف، وصاحب النوعية الكبيرة لأنه عرف كيف يتخطى العوائق والصعوبات. لقد وضعنا أنفسنا في خدمته. لن أنسى باب ضيوف، فهو من قام بالتعاقد مع ديشامب". وشكر دياسييه أيضا البلجيكي اريك جيريتس مدرب الهلال السعودي حاليا : "فريق الليلة هو أيضا فريق جيريتس الذي قام ديشامب بصقله. هدفي أن يبقى (ديشامب) لأطول فترة ممكنة ، وأن نقدم نتيجة أفضل في دوري الأبطال الموسم المقبل. أريد أيضا توفير الفرص للشباب. ستكتبون أنني محظوظ، لا يهم، لأن ما يهمني أننا أحرزنا اللقب. لقد انتهينا من فترة ألم امتدت 17 عاما". أما مدرب الفريق ديدييه ديشامب ، قال : "نحن الأبطال! الارتياح كبير، والفضل يعود إلى اللاعبين قبل أي شيء أخر. انها تجربة إنسانية رائعة وفوز كبير لكل أعضاء النادي. أنا فخور بوجودي هنا ولتقديم الفرحة والسعادة لجماهير الملعب التي كانت تغلي خلال المباراة".