يجري اليوم 28 أبريل 2024 الإعلان عن الرواية الفائزة بالبوكر العربية في دورتها السابعة عشر لهذا العام، بعد شهر من الإعلان عن القائمة القصيرة التي ضمت ست أعمال أدبية تنتمي لثقافات عربية مختلفة منها رواية مقامرة على شرف الليدي ميتسي للكاتب المصري أحمد المرسي. وشهدت الجائزة منذ إطلاق دورتها الأولى حضور لافت للأدب المصري حيث شاركت مصر كل عام بأكثر من عمل في القائمتين الطويلة والقصيرة لشباب وكبار الأدباء. وفي الأسطر التالية سوف نرصد رحلة مصر في القائمة القصيرة للبوكر العربية منذ دورتها الأولى عام 2008 وحتى أحدث دوراتها لهذا العام 2024. واحة الغروب توجت الرواية بالجائزة في الدورة الأولى عام 2008، للكاتب الكبير الراحل بهاء طاهر، والتي صدرت عن دار الشروق عام 2007. تدور أحداث الرواية في فترة حساسة من تاريخ مصر في أعقاب الثورة العرابية وخضوع مصر لوطأة الاحتلال الإنجليزي لسنوات. كانت أول مهام تلك القوات ملاحقة رجال عرابي وكان منهم محمود عبدالظاهر بطل الأحداث، الذي قررت القوات الإنجليزية نفيه إلى واحة سيوة. تبدأ رحلته إلى سيوة وفي الطريق نبدأ في التعرف على تاريخه الشخصي والعسكري الذي يمثل ويعكس التخبطات التي مرت بها مصر في تلك الفترة، ومنه إلى ظروف واحة سيوة والانقسام الذي كانت تعانيه بين قبائلها وحروبها الداخلية وكأنهم يعيشون في عالم آخر خارج مصر، ومنهم إلى تاريخ الإسكندر الأكبر في مصر ورحلته الشهيرة إلى واحة سيوة. تغريدة البجعة جاءت الرواية ضمن القائمة القصيرة للجائزة في دورتها الأولى عام 2008، للكاتب الكبير الراحل مكاوي سعيد، الصادرة عن دار الدار عام 2007. مع حكايات مصطفى بطل الأحداث وراويها نستمع إلى أصوات وحكايات أخرى تتخلل حكايته أو تتقاطع معها، نسمع صوت أطفال الشوارع ومعاناتهم وأحلامهم أيضا جنبا إلى جنب، ليعرض الكاتب الإحباطات الاجتماعية والسياسية لجيل بأكمله تجبره على التخلي عن أحلامه وتغيير مسار حياته إلى الأبد وكأنه يعيش على هامش الأحداث ولا يستطيع التحكم بها أبدا. عزازيل توجت الرواية بالجائزة للمرة الثانية على التوالي في دورتها الثانية عام 2009، للكاتب يوسف زيدان، التي صدرت عن دار الشروق عام 2008. تدور أحداث الرواية في القرن الخامس عشر الميلادي، خاصة تلك الفترة التي تبنت فيها الإمبراطورية الرومانية الديانة المسيحية، فتسلط الرواية الضوء على ما ترتب على ذلك من اضطهادات مذهبية ودينية من خلال محاولات بطل الرواية اللحاق بركب الرهبنة. وما بين صعيد مصر والإسكندرية وسوريا تروى العديد من الأحداث التاريخية التي مزج الكاتب فيها بين الحقيقة والخيال الروائي. جوع جاءت الرواية ضمن القائمة القصيرة للجائزة في دورتها الثانية عام 2009، للكاتب محمد البساطي، الصادرة عن دار الآداب عام 2007. من خلال عائلة زغلول يعرض الكاتب صورة للقرى المصرية التي تعاني الفقر في أبشع صوره حتى يتحول إلى الشبح المسيطر على كافة الأحداث وهو الشبح الذي يختفي خلف كل معاناة ولسان حال كل حكاية تروى معاناة أحد الأبطال، لكن الكاتب سرعان ما يحول الجوع إلى فكرة ترمز إلى كل ما تفتقده القرى الريفية في أي وطن من جهل ينعكس على العادات والتقاليد وبودي بالأوطان إلى تأخر عن ركب التقدم والحضارة وتدخلهم طاحونة الحروب والنزاعات. _ كما نافست مصر في نفس الدورة 2009 من خلال القائمة الطويلة فقط برواية غرفة العناية المركزة للكاتب عزالدين شكري فشير، التي صدرت عن دار الشروق عام 2008. ما وراء الفردوس جاءت الرواية ضمن القائمة القصيرة للجائزة في دورتها الثالثة عام 2010، للكاتبة منصورة عز الدين، الصادرة عن دار العين عام 2009. تدور أحداث الرواية حول شخصية سلمى التي تعمل محررة أدبية وتنتمي إلى الطبقة المتعلمة في إحدى القرى المصرية، لكن الفتاة محملة بماضي أليم، تحاول الخلاص منه بكتابة رواية، فسرعان ما تنقسم الأحداث بين سلمى ومعاناتها اليومية وحكايات الماضي وبين شخصية الرواية التي تكتبها وإذا بنا أمام تاريخ تغير الشرائح الاجتماعية في الريف المصري وما أثر ذلك على مكوناته وجذوره التي تتمثل في العادات والتقاليد، وما يمكن أن يتغير في المجتمع وما يحول دون ذلك التغيير وما الأسباب وراء ذلك الجمود أهو الجهل أم الأصالة؟! يوم غائم في البر الغربي جاءت الرواية ضمن القائمة القصيرة للجائزة في دورتها الثالثة عام 2010، للكاتب محمد المنسي قنديل، الصادرة عن دار الشروق عام 2009. تبدأ الأحداث بفتاة تفر هاربة من ملاحقة أحد أقاربها طمعا فيها وفي أرثها، هرب يتزامن مع فترة إحتلال واكتشافات أثرية ليتقاطع مصير الفتاة وحمايتها مع العديد من الشخصيات التاريخية الذين ليوثق الكاتب لأثرهم على مصير هذا الوطن الذي تمثل في مصير الفتاة! فيأخذنا الكاتب في هذا العمل إلى جولة في التاريخ في صعيد مصر العامر بالحكايات قدر عماره بالآثار التي تشهد على تاريخه، في مكان يعلن الكاتب عنه بعنوان الرواية. بروكلين هايتس جاءت الرواية ضمن القائمة القصيرة للجائزة في دورتها الرابعة عام 2011، للكاتبة ميرال الطحاوي، التي صدرت عن دار ميريت عام 2010. تدور أحداث الرواية بين مصر والولايات المتحدةالأمريكية في رحلات تلخص معاناة بطلة الأحداث بين الغربة والوطن فتكشف العلاقة المعقدة بين الشرق والغرب والتي دائما ما تنعكس على من يعيشون حياتهم بين الغربة والوطن من تمزق ومعاناة.. معاناة الانتماء لحضارة تضرب في أعماق التاريخ لكنها أبعد ما تكون عن الواقع وبين حياة الغرب السريعة المتقدمة. رقصة شرقية جاءت الرواية ضمن القائمة القصيرة للجائزة في دورتها الرابعة عام 2011، للكاتب خالد البري، التي صدرت عام 2010 عن دار العين. تدور أحداث الرواية حول شاب مصري قرر الزواج من سيدة بريطانية تكبره سنا ثم يقرر الاستقرار نهائيا في انجلترا وعلى إثر ذلك يناقش الكاتب مشكلات الهوية والانتماء وكيف يمكن للحياة أن تتغير بشكل كامل وما يعكسه ذلك