السفير المصري ببوليڤيا يهنئ الأقباط بعيد القيامة    محافظ مطروح يفتتح مؤتمر "سيوة عبر العصور"    مشادة على الهواء بسبب أسعار اللحوم بين شعبة القصابين ومبادرة تخفيض الأسعار    مسئول فلسطيني: حالة نزوح كبيرة للمدنيين بعد سيطرة الاحتلال على معبر رفح    لونين أم كورتوا أمام بايرن ميونخ؟.. أنشيلوتي يحسم الجدل    "جلب السيطرة والقيادة والقوة لنا".. سام مرسي يحصد جائزة أفضل لاعب في إبسويتش    القبض على 174 متهمًا بالاتجار في المخدرات بالشرقية    إليسا تحتفل بطرح ألبومها الجديد بعد عدد من التأجيلات: الألبوم يخص كل معجب أنتظره بصبر    البورصات الخليجية تغلق على تراجع شبه جماعي مع تصاعد التوتر بالشرق الأوسط    وفد النادي الدولي للإعلام الرياضي يزور معهد الصحافة والعلوم الإخبارية في تونس    رئيس جامعة المنوفية يهنئ الأقباط بعيد القيامة المجيد    إصابة 4 أشخاص في حادث سقوط سيارة داخل ترعة في قنا    رئيس وزراء فرنسا يعرب مجددًا عن "قلق" بلاده إزاء الهجوم الإسرائيلي على رفح    جامعة القاهرة تعلن انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض الطويلة    خالد الجندي يوضح مفهوم الحكمة من القرآن الكريم (فيديو)    محافظ أسوان: تقديم الرعاية العلاجية ل 1140 مواطنا بنصر النوبة    وزير الدفاع يلتقى قائد القيادة المركزية الأمريكية    خطة الزمالك لتأمين شبابه من «كباري» الأهلي (خاص)    مواعيد منافسات دور ال32 لدوري مراكز الشباب    «مهرجان التذوق».. مسابقة للطهي بين شيفات «الحلو والحادق» في الإسكندرية    كيف يمكنك ترشيد استهلاك المياه في المنزل؟.. 8 نصائح ضرورية احرص عليها    نائب رئيس جامعة الأزهر السابق: تعليم وتعلم اللغات أمر شرعي    «الأعلى للطرق الصوفية» يدين هجمات الاحتلال الإسرائيلي على رفح الفلسطينية    محافظ قنا يفتتح عددا من الوحدات الطبية بقرى الرواتب والحسينات وبخانس بأبوتشت    وضع حجر أساس شاطئ النادي البحري لهيئة النيابة الإدارية ببيانكي غرب الإسكندرية    انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لتحلية المياه بشرم الشيخ    وزير الصحة يؤكد أهمية نشر فكر الجودة وصقل مهارات العاملين بالمجال    وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلًا غنائيًا بأمريكا في هذا الموعد (تفاصيل)    سب والدته.. المشدد 10 سنوات للمتهم بقتل شقيقه في القليوبية    الرئاسة الفلسطينية تحمل واشنطن تبعات الاجتياح الإسرائيلي لرفح    بدء تطبيق نظام رقمنة أعمال شهادات الإيداع الدولية «GDR»    9 أيام إجازة متواصلة.. موعد عيد الأضحى 2024    وزير الدفاع البريطاني يطلع البرلمان على الهجوم السيبراني على قاعدة بيانات أفراد القوات المسلحة    للأمهات.. أخطاء تجنبي فعلها إذا تعرض طفلك لحروق الجلد    انطلاق الأعمال التحضيرية للدورة ال32 من اللجنة العليا المشتركة المصرية الأردنية    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    حفل met gala 2024..نجمة في موقف محرج بسبب فستان الساعة الرملية (فيديو)    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    الضرائب: تخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية ل25 ألف جنيه بدءًا من أغسطس المقبل    75 رغبة لطلاب الثانوية العامة.. هل يتغير عدد الرغبات بتنسيق الجامعات 2024؟    بحضور مجلس النقابة.. محمود بدر يعلن تخوفه من أي تعديلات بقانون الصحفيين    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    الجدول الزمني لانتخابات مجالس إدارات وعموميات الصحف القومية    اقوى رد من محمود الهواري على منكرين وجود الله    إيرادات «السرب» تتجاوز 16 مليون جنيه خلال 6 أيام في دور العرض    المتحف القومي للحضارة يحتفل بعيد شم النسيم ضمن مبادرة «طبلية مصر»    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    هجوم ناري من الزمالك ضد التحكيم بسبب مباراة سموحة    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سماء القدس السابعة.. رحلة روائية فى التاريخ الفلسطينى القديم والحديث
نشر في الشروق الجديد يوم 26 - 04 - 2024

خفاجة انتشرت فى الآونة الأخيرة جملة مفادها أن من يستطيع أن يروى الحكاية هو وحده من يملك الحقيقة.
وبالرغم من أننا نعلم الهدف من وراء الجملة التى انتشرت بالتزامن مع الحرب الأخيرة على غزة بأن الكيان الصهيونى يجيد صنع الحكايات فيصدقه العالم حتى جاءت الأحداث الأخيرة وكشفت زيف حكاياتهم وادعاءاتهم، لكن ظلت تلك الجملة تتردد فيما بيننا، ولا نعرف سببا محددا لذلك، فهناك حتما أسباب كثيرة. لكن تظل هناك حقيقة لا تقبل التشكيك فيها، هى أننا تغافلنا عن الحكايات وتركناها حبيسة النفوس والكتب حتى استطاع مزور التاريخ أن يتشدق بحكايته فى كافة المحافل الدولية التى لم ترفض الحكاية حتى لو لم يصدقوها، ثم جاءت الأحداث الأخيرة التى أخرجت حكايتنا الحقيقية من سجوننا الاختيارية، فهذا التغافل كان خطأنا التاريخى الفادح.
هذا الخطأ هو ما أدركه يوسف بطل أحداث رواية سماء القدس السابعة للكاتب الفلسطينى أسامة العيسة الصادرة عن منشورات المتوسط فى أكثر من 600 صفحة، والتى جاءت ضمن القائمة القصيرة للبوكر العربية لهذا العام 2024. فقد أدرك يوسف هذا السائق البسيط ابن قرية العين التابعة لمدينة القدس العريقة أن الحكاية يجب أن تروى وتوثق لا من خلال الكتب فقط بل فى عقول وضمائر الأبناء من الأجيال الجديدة، كى يتعلموا توثيق ما يعايشونه يوميا ذلك أهم لهم ولوطنهم من التباكى على ما حدث، وهو ما عكف على فعله منذ اللحظات الأولى التى تبعت نكسة 1967 الطامة الكبرى التى قسمت ظهر القضية الفلسطينية وأدمت النفوس العربية حتى الآن.
تبدأ أحداث الرواية من قصة تبدو وكأنها حكاية من حكايات التراث القديمة فالراوى يحدثنا عن السبع الذى طربل أى أخفق فى زواجه الأول فكان ذلك وبالا على قريته بالكامل، فعلى العكس مما يحدث دائما فى تلك الحالة من أن يصبح مصدر سخرية وتندر أهل القرية، أصبح مصدرا لليأس والخوف، أصيبت القرية بالفزع، وشرع كل منهم يبحث عن حل لسبعهم حتى أبواب السحرة والدجالين لم يترددوا فى طرقها لعل الحل لديهم، فكيف يخفق ذلك الشاب الذى كان حديث البلدة فى الشجاعة والقوة والمثابرة وشدة البأس، وتشهد شوارع القدس على ذلك.
سرعان ما تأتى الإجابة على لسان الراوى بأنها النكسة التى كانت أملهم الأخير فى العودة، فكيف يمكن أن يستأنف الإنسان حياته الطبيعية بعد أن شهد وطنه يسرق قطعة بقطعة دون إرادة منه أو رغما عن محاولاته المخلصة فى حمايته@، فقد كان السبع وهذا هو اسمه وكنيته من الرجال الذين قاوموا فشهد الجيوش وهى تهزم وتتقهقر للخلف، وشهد المذابح والتطهير العرقى والقتل الممنهج والعشوائى أيضا، والرجال وهم يفرون دون حيلة والمنازل وهى تفقد أصحابها، فهل يمكن أن يعود كما كان بعد ذلك هل يظل شيء كما كان؟! فقد فقدت الوجوه طبيعتها والمدينة أيضا.
وهكذا على مدار أحداث الرواية لم يستطع السبع الفكاك من شراك هزيمته سوى فى لحظات يجمع فيها أهل قريته يروى لهم ما حدث خلال الحرب وبعض بطولات المقاومة ورصد أسباب الهزيمة الحقيقية، ليؤكد الكاتب من خلال هذه النقطة على المحور الأساسى للرواية وهو الحكاية حتى وإن كانت عن الهزيمة لعلنا نعيد ترتيب أوراقنا ونتجنب المزيد من الخسائر، ونوثق لجرائم المحتل وحبكة أكاذيبه.
ووسط تتابع الأحداث حتما يتساءل القراء عن مدى قدرة طفل على تقبل هذا القدر من الحكايات؟ تكمن الإجابة فى أن ذاكرة الطفولة غير مشوشة بأعباء الحياة فيمكنها تقبل الكثير خاصة إذا جاء فى ثوب حكاية، فالحكاية هى ما يؤسس هوية الطفل، لكن هناك جانب آخر فهذا قدر الطفل الفلسطينى الذى ولد وعاش وسط هذه الأحداث، وهذا ما نستشعره من رغبة الطفل كافل فى معرفة المزيد من الحكايات التى يرويها والده بل كان يذهب إلى أبعد من ذلك ويطرح العديد من الأسئلة التى تفتح الأبواب أمام المزيد والمزيد من الحكايات التى كان يشفق الأب عليه من ثقلها وقسوة أحداثها، لذلك لن نتعجب بعد الآن من قدرة الطفل الفلسطينى على احتمال ما يعانيه ونرى شواهده يوميا على شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.