انطلق منذ قليل مؤتمر الثقافة الاعلامية والمعلوماتية والتفاهم العالمي: "السلام للجميع"، الذي ينظمه قطاع الشئون الاجتماعية بمقر الأمانة العامة. جاء ذلك بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والبابا تواضروس الثاني- بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والدكتور إسماعيل عبد الغفار - رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ودكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، وسفير إسبانيا في القاهرة ألبارو إيرانثو. * التعليم الجيد حائط صد للمعلومات المضللة وأكد أبو الغيط، في كلمته، أن تكوين ثقافة معلوماتية بين الأفراد يرتكز علي التعليم الجيد الذي يساعد علي تكوين العقل. وأضاف أن رسالة المؤتمر تنطوي على أهمية كبيرة وهي نشر التسامح والعدل لأنها تخاطب أزمة العصر إذ لم يعد ممكنا التمييز بين المعلومات الزائفة والمضللة والحقيقة الموثقة، لذا فإن التعليم هو حائط الصد الأول الذي يعزز الدراية الإعلامية لدي المواطن. وأكد أن تنمية مهارات التواصل مع الآخر وتعزيز التسامح هو أساس التعايش الحضاري والسلمي بين الثقافات وجوهر التسامح هو قبول الآخر. وأشار إلى أن التطرف يتغذي علي الجهل لذا يقع علي عاتق المؤسسات الدينية والإعلامية نشر التسامح ودحض خطاب الكراهية خاصة في بلادنا العربية. وتابع: في مصر هناك تعايش وتسامح بين الأديان نفخر به من آلاف السنين، كما أن دور الجامعة العربية لم يقتصر علي العمل السياسي فقط بل تمكين الشباب وتكوين الكفاءات العربية لأنهم أفضل استثمار في مستقبل الأمة. من جهته، قال دكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، إن الهدف من المؤتمر هو مناقشة قضايا تمس مقدرات مجتمعات المنطقة العربية وتعزيز أواصر التعاون. كما ثمن دور الأمين العام لجامعة الدول العربية لرعاية المؤتمر، مؤكدا الدور الذي تقوم به مثل هذه النوعية من المؤتمرات في التأثير في المجتمعات، لما تتضمنه من قضايا مهمة أبرزها الأمن السيبراني وبحث سبل مكافحة الأخبار الزائفة والمضللة. وشدد على حرص الأكاديمية الإلتزام بإعداد الشباب، كما ينبغي لضمان توصيل رسالة إعلامية واضحة وصحيحة وحرص الأكاديمية أيضا على توجيه وتزويد طلابها بكافة الامكانيات بشكل موضوعي لإنتاج محتوى هادف والتمييز بين الاخبار الصحيحة والزائفة في عالم يموج بالأخبار المضللة، التي تستهدف زعزعة استقرار مجتمعات المنطقة العربية. كما أعرب عن امتنانه لدعم الأمين العام للأكاديمية لانجاز العديد من الخطوات أبرزها انشاء كلية الذكاء الاصطناعي في مدينة العلمين. * مصر نموذج يحتذى في التسامح بدوره أكد الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف أن غاية الوجود هو السلام ولا معني للحياة وللإيمان دونه. وأضاف أن مصر منذ القدم عرفت السلام فقد نجحت في تقديم نموذج يحتذي به من خلال ثقافة التسامح والسلام، للتصدي لأمراض الكراهية والعنف التي تترك آثار هدامة في المجتمعات. وشدد على أن ما من دين سماوي الا ورسالته تحمل السلام و العفو والتسامح، مشيرا أن السلام والتسامح يظل السبيل الرئيسي لاستقرار الشعوب وهو الأمر الذي تتفق حوله الأديان السماوية، وذلك باعتبار أن السلام هو الأصل والتسامح يظل مطلب ديني. * التعليم الجامعي صياغة للعقل المعرفي أما البابا تواضروس الثاني فقد ثمن بداية رسالة المؤتمر تحت رعاية الجامعة العربية والأكاديمية العربية، موضحا أن الاسهامات التي قدمتها الأكاديمية توضح المسئولية المهمة، التي تتحملها. وأضاف أن التعليم الجامعي هو صياغة جديدة للعقل المعرفي على أساس المنهجية العلمية، و ذلك لكي ننطلق لآفاق اوسع مملوءة بالإنجازات، مشيرا لكم التحديات التي تواجه المنطقة العربية، ومؤكدا أن رغم ذلك لا نزال نحمل اوطاننا في داخلنا وندرك إمكانيات الشعوب العربية. وأشار إلى أن محبة الغير والخير هما أعظم معاني المحبة، دونهما لا نتخيل العالم، وإن الاعلام يشكل رابط بين الإنسان والعالم كله، فقد اتضح لنا هدم الجدران التي تفصلنا لنستطيع التواصل أسرع بشرط استخدامه من أجل الخير، وأن نحسن استخدامه لخدمة البشرية بأفضل صورة. وأضاف أن كل تعاون مع الآخر هو استثمار للأفضل، ولعل أفضل نموذج على هذا هو جامعة الدول العربية، هذا الصرح الذي جمع الدول العربية ليصبح لديهم صوت و إرادة واحدة وأن يتم توحيدهم جميعا للتعامل مع جميع التحديات. * رفض صراع الحضارات من جانبه، أشار سفير إسبانيا في القاهرة ألبارو ايرانثو، إلى أهمية مؤتمر الذي يؤكد أواصر التعاون والأخوة، مشيرا إلى أن رفض الصراع مع الحضارات المختلفة على رأس أولويات إسبانيا. كما أكد تقاسم إسبانيا القيم والمبادئ مع دول الجوار ودول العالم، معربا عن تطلع بلاده لمزيد من التعاون الذي يمهد لجني ثماره فيما بعد. وشهد المؤتمر منح الأكاديمية العربية الدكتوراه الفخرية لكل من الشيخ أحمد الطيب والبابا تواضروس الثاني، وذلك تقديرا لجهودهما في خدمة الإنسانية وتعزيز أواصر التعاون وترسيخ مفاهيم وقيم السلام و التسامح.