في خضم استمرار المفاوضات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، جاء شهر رمضان المبارك، وسط أزمة إنسانية متفاقمة، حيث تواصل قوات الاحتلال تدمير غزة، بينما أصبح نصف سكان القطاع على حافة المجاعة، وفقا لمسئولين أمميين. واستقبل الغزيون شهر رمضان بين الأنقاض وفي خيام النازحين بقليل من الفرح وكثير من الألم ودعوات بانتهاء الحرب والعودة لديارهم بعد موجات متكررة من النزوح داخل القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي. * إفطار مع غصة في حلق الفلسطينيين أفطر الفلسطينيون في غزة، في أول يوم من رمضان، على أنقاض منازل دمرها الاحتلال خلال العدوان على القطاع الذي دخل يومه ال158. وبين أنقاض المنزل، افترشت العائلات الفلسطينية موائد من طعام شحيح، يعكس الظروف الصعبة التي يواجهها الفلسطينيون في ظل الحرب. أما الماء، فتشربه العائلات في شمال القطاع مالحا، لعدم توفّر مياه الشرب العذبة. وخلال وقت الإفطار، بدت على وجوه الصائمين علامات الحزن والأسى لفقدان منازلهم جراء القصف الإسرائيلي. * تحذيرات "الأونروا" من خطر المجاعة ويخشى من تبقى من أهل غزة المزيد من الجوع خلال شهر رمضان في ظل شح الطعام والمياه مع استمرار الحرب. وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في أواخر فبراير الماضي، إن من الممكن تجنّب خطر المجاعة في شمال قطاع غزة إذا توفرت إرادة سياسية حقيقية لإيصال المساعدات وتوفير الحماية اللازمة؛ لكنه أوضح أن دعوات الوكالة وتحذيراتها لم تلق أية استجابة. بدوره، قال منسق الإغاثة بالأممالمتحدة مارتن جريفيث، الجمعة الماضية، في بيان على منصة "إكس" (تويتر سابقا) إن أكثر من نصف مليون شخص في غزة على شفا المجاعة، مشيرا إلى أن الجوع أودى بحياة البعض. * صلاة التراويح وسط أنقاض المساجد وفي لحظات الإفطار، تضرع الفلسطينيون إلى الله للعودة إلى منازلهم، وانتهاء العدوان الإسرائيلي في أقرب وقت ممكن، وعودة الاستقرار إلى قطاع غزة. ورغم استمرار القصف الإسرائيلي، إلا أن الفلسطينيين يهرعون إلى ما تبقى من ركام مساجدهم لأداء صلاة تراويح أولى ليالي رمضان. ويقول المصلون إنهم متمسكون بأداء صلاة التراويح في الساحات المفتوحة وبين أنقاض المنازل والمساجد.