تظاهر عشرات الآلاف من الألمان المعارضين للطاقة النووية اليوم السبت من خلال تشكيل سلسلة بشرية بطول 120 كيلومترا بين اثنين من المفاعلات النووية في ألمانيا احتجاجا على سياسة الطاقة التي تنتهجها حكومة برلين. وحسب منظمي الاحتجاجات فإن نحو 120 ألف شخص من معارضي الاعتماد على الطاقة النووية من جميع أنحاء ألمانيا شاركوا في تشكيل هذه السلسلة. وامتد هذا الاحتجاج الرمزي بين مفاعل كرومل القريب من هامبورج و مفاعل برونسبوتل القريب من مصب نهر البه. ويعتبر مفاعل كرومل في مرمى انتقادات المعارضة الألمانية بشكل خاص بسبب الحادثين الصغيرين اللذين أصابا المفاعل عامي 2007 و2009. وكان الائتلاف الحكومي في ألمانيا بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والحزب الديمقراطي الحر برئاسة جيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألمانية قد أعلن عزمه مد فترة عمل مفاعلات الطاقة النووية إلى ما بعد عام 2020 خلافا لاتفاقات سابقة بين الحكومة الألمانية في عهد المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر وشركات الطاقة في ألمانيا. ويأتي هذا الاحتجاج الواسع قبل يومين من حلول ذكرى كارثة مفاعل تشرنوبل النووي في أوكرانيا والتي أدت إلى حركة مضادة للطاقة النووية في ألمانيا. وقال المتحدث باسم احتجاجات اليوم توربن بيكر: "لقد بعث أكثر من 120 ألف شخص رسالة اليوم للحكومة مفادها:عليكم تغيير موقفكم المؤيد للطاقة النووية". وشارك أكثر من ثمانية آلاف شخص في مظاهرة أخرى اليوم السبت في مدينة بيبليس بولاية هيسن وسط ألمانيا ضد الطاقة النووية. ودعت أكثر من منظمة بيئية للمشاركة في هذا الاحتجاج من بينها جماعات بيئية و أحزاب ألمانية. وتوقعت الشرطة ومنظمو المظاهرة أن يتزايد عدد المتظاهرين في وقت لاحق. ويعتبر مفاعل بيبليس النووي أقدم المفاعلات الألمانية التي مازالت تعمل في توليد الطاقة. وأظهرت استطلاعات رأي حديثة أن أغلبية ضئيلة من الألمان تعارض التوسع في الطاقة النووية، غير أن حكومة ميركل ترى أنها لا تستطيع الوفاء بالتزاماتها بشأن تقليص الاحتباسات الكربونية بدون الاعتماد على الطاقة النووية "كطاقة مؤقتة".