بعد مرور أكثر من عقد على مقتل المراهق ذو البشرة السوداء ترايفون مارتن وتبرئة الشخص الذي قتله أمام أعين العالم في مدينة سانفورد في ولاية فلوريداالأمريكية، مازالت التوترات العرقية تتأجج أسفل السطح. فقد ذكرت صحيفة أورلاندو سينتينل الأمريكية، أن لجنة المساواة العرقية، التي تترأسها المدينة تعمل حاليا على وضع مشروع يأمل المسئولون أن يساعد في إصلاح العلاقات بين السكان والزوار من أصحاب البشرة السوداء والبيضاء. وعلى مدار العام المقبل، سوف يضع أعضاء لجنة مدينة سانفورد للعرق والمساواة والانصاف والشمولية الاستشارية خططا للكيفية التي يمكن أن تساعد بها المدينة في مشاركة تاريخها، وفي تعزيز القبول والاحترام من خلال السرد القصصي. ولكن السكان الذي تبنوا منذ فترة طويلة معركة حماية أصحاب البشرة السوداء وأماكن إقامتهم، يقولون إن المسار نحو المساواة العرقية يبدأ بالاعتراف بارتكاب أفعال خاطئة لأكثر من قرن بحق سكان سانفورد من أصحاب البشرة السوداء. بعد ذلك، يمكن للمدينة ليس فقط التطلع نحو مشاركة التاريخ، ولكن أيضا إلى إجراء تغيرات ملموسة في السياسة يمكن أن تؤدي لإحراز تقدم. وجرى إطلاع مفوضو المدينة مؤخرا على الخطط الأولية للمشروع، الذي يطلق عليه "طرق نحو المصالحة"، وذلك خلال جلسة عامة، دشنت ما من المتوقع أن تكون جهود من البحث لنحو عامين تتضمن جمع التواريخ الشفهية الأولية، والكتابات والفن من السكان القدامي، والتعاون مع المتاحف والمؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى وضع خرائط لجولات سيرا على الأقدام للسكان المحليين والزائرين على حد سواء. يشار إلى أنه تم تدشين لجنة مدينة سانفورد للعرق والمساواة والانصاف والشمولية الاستشارية والمشروع المقترح في محاولة لمواجهة الغضب على مستوى البلاد الذي أعقب مقتل جورج فلويد على يد شرطي في مينيابوليس عام 2020، والذكرى العاشرة لمقتل ترايفون، الذي أدى مقتله في ضاحية سانفورد عام 2012 لإطلاق حركة "بلاك لايف ماتر" (حياة السود مهمة). وبعد طلبات للمدينة من أجل طلاء جدارية لحركة بلاك لايف ماتر أمام شرطة سانفورد، سعى المسئولون بدلا من ذلك للتوصل لحل أكثر استمرارية للتركيز على العلاقات بين الأعراق. وقالت رئيسة اللجنة باربرا كوليمان فوستر "نحن في المراحل الأولى لتطوير فكرة خطرت لنا من نحو عام مضى". وأضافت "كانت الفكرة القيام بشيء ما يستمر لأكثر من يوم، أو أسبوع أو شهر. شيء ما يكون على المدى الطويل ويبرز مساهمات الأمريكيين من أصحاب البشرة السوداء على وجه الخصوص في هذا التوقيت". وقالت باشا باكر، المديرة والرئيسة التنفيذية لرابطة جولدسبورو ويست سايد كوميونتي هيستوركال إنها تأمل أن تتعمق اللجنة في الماضي إلى أبعد من وفاة فلويد وترايفون. وأضافت باكر" أنتم تعلمون بشأن جولدسبورو"، مشيرة إلى كيفية ضم سانفورد لمدينة جولدسبورو قسريا على الرغم من احتجاجات سكانها مطلع التسعينيات. وأوضحت "مدينة جولدسبورو، المدينة المتكاملة التي يقطنها أصحاب البشرة السوداء، والتي كانت تحظى بحكومتها المستقلة ونظام الضرائب المستقل، وتم سرقة كل شيئ حولها. ولكني لم أقرأ ذلك في وثيقة (المقترح). قامت سانفورد بسرقة مدينة بأكملها وتركتها مهملة. وتريدون التحدث عن العلاقات بين الأعراق؟ تريدون التحدث عن تعزيز المجتمع ولم تعتذروا على الإطلاق؟". وأشارت باكر إلى أنه يجب أن تكون هناك نقطة بداية لأي مشروع يسعى لتحسين العلاقات بين الأعراق في سانفورد. ويظهر جدول زمني مدرج في المقترح أنه من الآن حتى صيف 2025، سوف تمضي اللجنة وقتا في البحث وتخطيط الموازنة والتمويل وتصميم المشروع من أجل الاستعداد للتنفيذ في خريف 2025. وبعد ذلك، في خريف 2026، سوف تجرى اللجنة تقييما، كما تعتزم توسيع نطاق خطتها. ووفقا لكوليمان فوستر، فإن هدف اللجنة هو مشاركة قصص الأشخاص الذين عاشوا في سانفورد لأجيال، وشهدوا أفضل وأسوأ اللحظات في تاريخ المدينة. وأكدت كوليمان فوستر أن المشروع مازال في مراحله المبكرة للغاية، ومازال هناك وقت للسكان وأصحاب النفوذ للتأثير على النتيجة النهائية. ومن المرجح بصورة كبيرة أن يكون المشروع رقميا، حيث سوف يتم تأسيس مساحة إلكترونية تضم التاريخ الشفهي والكتابات والصور ودليل من أجل القيام بجولة مستقلة سيرا على الأقدام في الأماكن التاريخية. وقالت كوليمان فوستر إنها سوف تسمح للشراكات مع متحف جولدسبورو ومتحف سانفورد وكيانات أخرى تعمل على جمع هذا التاريخ، ويمكن أن توجه السكان والزوار إلى الأماكن التي يمكن أن يذهبوا إليها لمشاهدة الآثار الفنية المعروضة. وقالت كوليمان فوستر "أرى أن هذا المشروع فرصة لإبراز التاريخ الغني لسانفورد". وأضافت "لدينا توجه للتركيز على الجانب الإيجابي، ولكن يتعين علينا أن نفهم كيف أن جميع الأمور أوصلتنا لما نحن عليه اليوم. أنا متحمسة للمشروع... أعتقد أنه سوف يخدم المدينة بصورة جيدة".