أعلنت عائلة الطفلة هند رجب العثور على جثتها و5 من أفراد من أسرتها في سيارة استهدفها الجيش الإسرائيلي قبل 12 يوما. أعلنت عائلة الطفلة هند رجب (6 سنوات)، السبت، العثور على جثتها و5 من أفراد من أسرتها في سيارة استهدفها الجيش الإسرائيلي قبل 12 يوماً، في منطقة تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، ليُسدل الستار على قصة "هزت العالم"، فيما نددت حركة "حماس" بالواقعة قائلة إن "جيش الاحتلال النازي تعمَّد قتل الطفلة وشقيقتها ومسعفين اثنين بدم بارد". واتهمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إسرائيل، بتعمد استهداف سيارة الإسعاف التي أرسلتها إلى إنقاذ الطفلة، بعد أن أمضت ساعات على الهاتف مع المسعفين تطلب منهم نجدتها وسط دوي إطلاق النار الذي تتردد في أرجاء المكان. ودعت "حماس" في بيان عبر "تليجرام" المؤسسات الأممية والحقوقية إلى "توثيق هذه الجريمة ضمن مئات مجازر الاحتلال لمحاكمة الجيش المجرم وقادته". وأكد أبو إيهاب حمادة، وهو جد الطفلة، أن "هند استشهدت، وكل من كان معها في السيارة"، مضيفاً أن "عدداً من أقاربها عثروا عليهم قرب محطة فارس بمنطقة تل الهوى بعد تراجع الدبابات الإسرائيلية من هناك، فجر السبت". الأهوال التي عانتها هند كشفت عنها مقاطع صوتية مروعة لمكالمتها الهاتفية مع المسعفين قبل 12 يوماً، وسلطت الضوء على ظروف لا يمكن تصورها يعيشها المدنيون في مواجهة الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ أربعة أشهر على غزة. ماذا حدث مع الطفلة هند؟ كشف الهلال الأحمر الفلسطيني تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الطفلة هند، موضحاً أنها استقلت سيارة برفقة عدد من أفراد عائلتها، هم خالها وزوجته وأطفاله الثلاثة في 29 يناير الماضي، في محاولة للانتقال من مكان سكنهم في غزة إلى منزل للعائلة في شارع الوحدة بالمدينة، عندما حاصرتهم دبابات إسرائيلية متوغلة في محيط (دوار المالية) في حي تل الهوى، وفتحت نيران رشاشاتها باتجاه المركبة، ما أودى بحياة جميع من فيها باستثنائها وابنة خالها ليان (14 عاماً). وأضاف أن "ليان حاولت الاتصال بمركز خدمات الإسعاف لنجدتهما، إلا أن الجنود الإسرائيليين فتحوا نيران رشاشاتهم مرة أخرى باتجاه المركبة". ونشر الهلال الأحمر تسجيلاً صوتياً، يُسمع فيه صوت الطفلة ليان، وهي تحاول إخبار خدمات الإسعاف بما يدور حولها، وتقول: "عمو قاعدين بيطخوا (يطلقوا النار) علينا، الدبابة جنبنا، إحنا بالسيارة وجنبنا الدبابة"، وبعد ذلك سُمع صوت إطلاق وابل من الرصاص، بينما كانت تصرخ، لينقطع الاتصال بعد ذلك. وسُمع صوت هند، وهي تبكي بشدة في تسجيل صوتي آخر، وتتحدث إلى عاملة بالهلال الأحمر الفلسطيني "خذيني تعالي. أمانة خايفة تعالي. رني على حدا يجي يأخذني". وقال الهلال الأحمر آنذاك: "اتصلنا على رقم الهاتف فردت ليان، عدنا مرة أخرى، واتصلنا على رقم الهاتف، فردّت الطفلة هند.. بقينا معها على الخط لنحو 3 ساعات. لم نستطع إرسال سيارة الإسعاف مباشرة، لأن المنطقة يعتبرها الاحتلال منطقة عسكرية مغلقة". وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أنه بعد التنسيق مع الجيش الإسرائيلي من خلال وسطاء والحصول على الضوء الأخضر، رأى أنه من الآمن إرسال سيارة الإسعاف مع طاقم من اثنين هما يوسف زينو وأحمد المدهون. وقالت نبال فرسخ المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني "في آخر اتصال لنا مع الطاقم قال إن الجيش يوجه الليزر عليهم، وسمعنا صوت إطلاق رصاص، وبعد ذلك صوت انفجار". وتابع: "في تلك اللحظة انقطع الاتصال مع الطاقم ومع هند"، مما أصاب عائلاتهم وزملاءهم وكثيرين حول العالم بالقلق بشأن مصيرهم، وفقاً ل"رويترز". وقال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لرويترز: "بينما نواصل البحث في ما حدث بالضبط، نريد أن نؤكد مرة أخرى على ضرورة حماية المدنيين، يجب ألا يشعر أي طفل بالخوف على حياته وهو محاط بجثث أفراد أسرته. احتمال أن هذه كانت اللحظات الأخيرة في حياة هند هو أمر مروع، ولا يمكن تحمله". استهداف طاقم الإسعاف بدوره، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، أن قصفاً إسرائيلياً أودى بحياة طاقم الإسعاف الذي توجه لإنقاذ الطفلة هند رجب في منطقة تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة. وأفاد الهلال الأحمر بأنه "جرى العثور على مركبة إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني مقصوفة في منطقة تل الهوى في مدينة غزة، ما أودى بحياة المسعفين يوسف زينو وأحمد المدهون، بعد فقد آثارهما أثناء مهمة إنقاذ الطفلة هند رجب منذ 12 يوماً".