أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مساء الأربعاء، الجيش "بالتحضير" لشن هجوم في رفح بجنوب غزة، بعد ساعات من تحذيرات أممية وأمريكية بشأن العملية. وأوعز نتنياهو لجيش الاحتلال ب"العمل في رفح"، مؤكدا بذلك عزمه المضي قدما في مهاجمة رفح، حسبما أعلن في مؤتمر صحفي، مساء الأربعاء. وقال نتنياهو: "لا يوجد حل آخر سوى الانتصار القاسي"، مؤكدا أن ذلك يتطلب "ألا تكون هناك حماس في غزة". وأوضح أن "القضاء على حماس سينعكس على كامل منطقة الشرق الأوسط وهو انتصار للجميع"، على حد تعبيره. • تحذيرات أممية أمريكية وحذرت العديد من المنظمات الإنسانية وفي مقدمتها الأممالمتحدة، من خطورة مثل تلك العملية البرية في المدينة التي دعا الجيش سابقاً سكان شمال القطاع ووسطه للتوجه إليها. وشدد جوتيريش، على أنه ستكون هناك "تداعيات إقليمية لا تحصى" لهجوم إسرائيلي بري محتمل على المدينة التي تضيق بمئات آلاف النازحين الفلسطينيين على حدود مصر. من جهته، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت بأن الإدارة الأمريكية تشعر بقلق بالغ بشأن التوسع المحتمل للعملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح، حسبما نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسئول إسرائيلي. كما حذر من أن اقتحام رفح من دون إجلاء السكان المدنيين إلى مناطق آمنة قد يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا. إلى ذلك، طالب إسرائيل بتوخي الحذر والامتناع عن استهداف مندوبي الأممالمتحدة والهيئات الدولية الذين يوزعون المساعدات أو المنشآت الأممية التي يحتمي في داخلها النازحون. يأتي هذا في وقت اقترحت حماس خطة لوقف إطلاق النار من شأنها تهدئة القصف الذي يتعرض له القطاع منذ أربعة أشهر ونصف، بينما أعلن نتنياهو منذ قليل رفض إسرائيل لمطالب حماس بشأن التهدئة. ومنذ انطلاق الغزو الإسرائيلي البري لشمال القطاع المحاصر، نزح أكثر من 80% من السكان أو ما يقارب 1.9 مليون حسب تقديرات أممية نحو مدن الجنوب، حيث تكدسوا في مخيمات غير مؤهلة أو حتى في الحدائق والطرقات والشوارع. ثم نزحوا لاحقاً من مدينة خان يونس (جنوباً) بعد أن اقترب القتال منها، إلى رفح أيضاً. فيما انتشرت آلاف الخيم البيضاء وسط مساحات شاسعة في تلك المدينة الملاصقة للحدود المصرية، والتي لا تدخلها المساعدات الإنسانية والغذائية سوى بشكل شحيح جداً منذ بدء الحرب يوم السابع من أكتوبر الماضي، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على كامل القطاع.
