نظمت دار الشروق، أمس الأربعاء، ندوة لمناقشة وتوقيع رواية "صاحب العالم" للروائي أحمد صبري أبو الفتوح، في مبنى قنصلية بوسط البلد، حيث أدار الندوة الكاتب الصحفي سيد محمود، فيما ناقش مؤلف الرواية، كل من الناقد محمود عبد الشكور والكاتب الصحفي محمد عبد الرحمن. حضر الندوة عدد كبير من الكتاب والمثقفين والفنانين من بينهم: الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، الكاتبة والنائبة ضحى عاصي، المخرج مجدي أحمد علي والروائي عادل الميري، الشعراء سمير الأمير وسامح محجوب، الروائي صبري موسى، والعضو المنتدب بدار الشروق أميرة أبو المجد. استهل الكاتب أحمد صبري أبو الفتوح، حديثه، قائلا، إن روايته "صاحب العالم" الصادرة عن دار الشروق، تدور حول التحديات والمعطيات المعاصرة التي فرضتها العوالم الرقمية، ليسلط الضوء على الكيفية التي يمكن من خلالها لموظف تجاوز الستين من عمره أن يتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي والشخصيات الافتراضية للأفراد الحقيقين وكيف يصبح الواقع حينها. وأوضح بعدها أبو الفتوح أن الأمر الذي دفعه وشجعه لكتابة تلك الرواية، هو معرفته تماما بنفسية وذهنية الموظف ونظرته للحياة وتأثير عمله عليه، من واقع سنوات طويلة قضايا في مسيرته المهنية بساحات القضاء والنيابة، كفلت له الاحتكاك بنماذج شتى من البشر، وأنه رأى ضرورة معالجة التيمة الخاصة بنظرة الرجل الستيني للطريقة التي يمكن بها أن يتواصل مع آخرين داخل فكرة "الأنبوكس"، وتأثير الرقميات على البشر. تطرق بعدها أبو الفتوح إلى اعتزازه الشديد بأديب نوبل العالمي نجيب محفوظ، قائلا إنه يعتبر محفوظ هو شيخ طريقة الكتابة بالنسبة له، قائلا: كنت قريب منه جدا، ولكن أحزنني أنه توفى قبل أن يقرأ لي كلمة واحدة من رواياتي، باستثناء قصة قصيرة نشرتها في "روز اليوسف". فيما أكد الكاتب والناقد محمود عبدالشكور، أن العديد من جوانب التميز والتفرد نجدها في الرواية الصادرة عن دار الشروق "صاحب العالم" لأحمد صبري أبو الفتوح، مشيرا إلى أن الأخير لديه وعي حقيقي بالبشر والأبعاد المحيطة بهم سياسيا وثقافيا ومجتمعيا، وأنه فنان بالدرجة الأولى ويتمتع بخلفية سياسية واجتماعية هامة. وأضاف عبدالشكور أن تلك الرواية أعادت تذكيرنا بشخصية الأخ الكبير في رائعة جورج أورويل، وسنكتشف ان "صاحب العالم" أكبر مما نتصور، وأنه هو القوة المسيطرة وصاحب الناس والأرض والوقت، وأن الرواية فكرتها الأساسية تتعلق بأن من يملك هذه السيطرة الرقمية على البشر، يتحكم في الكثير من شؤون حياتهم، وقال الكاتب والناقد سيد محمود إن الكاتب أحمد صبري أبو الفتوح قدم لنا في روايته الصادرة عن دار الشروق "صاحب العالم" النمط الخاص بالموظف، والذي بات شبه غائب في كتاباتنا وإبداعاتنا لأسباب عديدة، وأن تلك الشخصية كنا نتذكرها جيدا في أدب نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس، لنفاجئ به يأتي بشخصية من عوالم قديمة ويدفع بها لصراعات متعلقة بالعالم الحديث المعاصر. أضاف محمود، إن أحدث إصدارات أحمد صبري أبو الفتوح نجد أنه عمل مكتمل في البناء الخاص به، ولا يخلو من توجيه الأسئلة الطازجة، وطرح القضايا المعاصرة. كما رأى الكاتب محمد عبدالرحمن، أن الرواية أجابت على العديد من الأسئلة التي تدور في ذهني حول الأمراض الرقمية، ومخاطر السوشيال ميديا، مؤكدا أنه عمل متفرد من الناحية الأدبية، وأن الكاتب اقتحم العديد من الغرف المغلقة الخاصة بعوالم التواصل الاجتماعي.