أشاد الأديب إبراهيم عبدالمجيد، برواية "سنوات الجري في المكان" للكاتبة الروائية نورا ناجي، مؤكدًا أنها مغامرة شيقة ومثيرة في عالم الكتابة، وبها قدرة رائعة على البناء الفني المتوحد مع شخوص الرواية. وكتب "عبد المجيد"، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "مساء الأمس، لم أعد أقرأ الروايات لكثرتها وتدفقها من ناحية، ومن لا أقرأ روايته يتصور أني أهمله رغم أني لا أعرف كيف تمر الأيام ومشغول أيضا بما اكتب من رواية، أجد نفسى أشطح بعيدا إلى النسيان فكان ذلك من أسباب توقفي عن القراءة والاهتمام بقراءة الكتب الفكرية التي لا أعرف لماذا غابت عن المتحدثين بمناسبة نهاية العام عن أفضل قراءاتهم؟". وأضاف: "المهم أني بالصدفة وجدت روايتك "سنوات الجري في المكان" أمامي بين أعمال كثيرة فقلت أجرب، أنا مهتم قبل أي شيء بطريقة الكتابة وتغير اللغة مع الشخصيات والأحداث، باختصار بالبناء الفني، فالموضوعات واحدة مهما تعددت، أعجبني إلى درجة كبيرة جدًا موضوع الرواية، وهي عن عدد من شباب ثورة يناير الذين بدأ ما فعلوه وما جرى بعد ذلك كأنه جرى في المكان، وخاصة أن الزمن يمتد إلى إيقاف العالم بالكورونا، هكذا بدون أي كلمات مباشرة وهذا رائع جدا". وتابع: "أسرني شكل الرواية فهي تقوم على الحواس وهذا جديد، بطل الرواية محور علاقة الأصدقاء سعد البيومي، وهو فنان تشكيلي وصاحب المعرض الذي يحمل نفس العنوان، وكان سبب استدعائه للأمن يعبر عن مشاعره بالألوان "أزرق، أسود، أحمر، أخضر، برتقالي، رمادي، أبيض". وواصل: "أما ياسمين صاحبة القطط الميتة التي كانت تعالج في مصحة عقلية فتتحدث بالتذوق، مذاق الموت، مذاق الدفء، مذاق الذكرى، مذاق الخوف، مذاق اللاشيء فهذا ما بقي للروح بعد اضطراب العقل، ويأتي مصطفي الفنان أيضا فيتحدث بالصوت، صوت الرسائل صوت الموت، صوت المترو، صوت الهتاف، صوت الأغاني ، صوتها، صوتك". واستطرد: "ثم يأتي يحي الصاوي ليتحدث بالمسرح في مسرحية من فصلين له مع طبيبه تتعدد فيهما المشاهد، ثم تأتي نانا لتحاول كتابة رواية من المسودة إلي تمارين الكتابة إلخ، تنويعات في الكتابة تتوحد مع طموح واهتمام الشخصيات". وأضاف: "استخدام الفنون الأخرى والحواس جديد يشغلني دائما من زمان، وأنوه عنه دائما فالرواية ليست حكايات مرسلة، لذلك انجذبت لقراءة الرواية فالمتعة في السرد وتأخير معرفة مصائر الشخصيات كلها بما فيها موت سعد أو أن ياسمين هي قاتلة القطط نفسها، رغم أن الشخصيات هي التي تتحدث غالبا، وتتنوع ضمائر الحكي، مغامرة شيقة مثيرة في الكتابة وقدرة رائعة دون مجاملة والله على البناء الفني المتوحد مع شخوص الرواية وتستحق اهتمام النقاد، أما المتعة فهي مؤكدة للقراء وللنقاد". واختتم: "رواية ليس بها أي تكرار أو إسهاب رغم كبر عدد صفحاتها وهذا رائع، وإلى مزيد من الجمال".