قالت يوليا نافالنايا، زوجة المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني، 47 عاما، عبر تطبيق "إنستجرام": "رغم أن اليوم هو عيد الميلاد أيضا، فإن حقيقة أننا وجدنا أليكسي في هذا اليوم ليست معجزة عيد الميلاد، ولكن حصاد العمل الهائل والدقيق لفرق المحامين بصندوق مكافحة الفساد". وكان محامو نافالني قد أرسلوا أكثر من 600 طلب و"بحثوا" في جميع مراكز الاحتجاز على ذمة المحاكمة للعثور عليه. كما نشرت نافالنايا صورة سيلفي قديمة لها مع زوجها من الأيام الخوالي. وكانت كيرا يارميش المتحدثة باسم نافالني، قالت في وقت سابق عبر موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، إنه موجود الآن في معسكر سجون ناء بشمال روسيا، بعد افتقاد رؤيته منذ أكثر من أسبوعين. وقال مساعدو نافالني، إنه لم يظهر في جلسة استماع عبر رابط فيديو في 18 ديسمبر الجاري، مما عزز المخاوف بشأن مصيره. ولم يتمكن محامو نافالني من رؤية موكلهم منذ نحو أسبوعين، قبل جلسة الاستماع المزمعة. ويشار إلى أن المعارض الروسي من أشد منتقدي الرئيس فلاديمير بوتين. وكانت السلطات الحكومية الروسية رفضت الكشف عن مكانه أو تفسير غيابه. واتضح الآن أنه نقل من مجمع السجون "أي كي-6" بشرق موسكو إلى منشأة "أي كي-3" في خارب بأقصى شمال روسيا، على مسافة ألفي كيلومتر من العاصمة. وكتبت المتحدثة باسم نافالني: "إنه بخير". وأعلن رفيقه إيفان جدانوف "لقد وجدنا إليكسي"، وقال إن ما يسمى بمعسكر سجون "الدب القطبي" يعد واحدًا من أكثر المستعمرات النائية في روسيا، مضيفا "الظروف هناك بشعة". وذكر أن هناك جليدا دائما في المعسكر، وفي غاية الصعوبة الوصول إليه ولا رسائل يتم تسليمها. وقال جدانوف، إنه كان واضحا منذ البداية أن جهاز السلطة في موسكو يريد عزل معارض بوتين، قبيل الانتخابات الرئاسية في 17 مارس . وكان نافالني، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 19 عاما لإدانته بالتطرف المزعوم، من بين تهم أخرى، رفع قضايا بشكل متكرر ضد نظام السجن زاعما انتهاك حقوقه. واستغل في كل مرة مثوله أمام المحكمة في انتقاد النظام السلطوي لبوتين، لكنه مؤخرا لم يعد يسمح له بحضور جلسات الاستماع. وفي بداية الشهر الحالي أطلق معارضو الكرملين، الذين يدعمون نافالني حملة "روسيا بدون بوتين" طالبوا فيها الناخبين باختيار مرشحين آخرين في الانتخابات التي من المقرر إجراؤها في 17 مارس العام المقبل. يذكر أن بوتين يخوض الانتخابات للمرة الخامسة ويعتبر المنافسون المحتملون ليس أمامهم أي فرصة. ونافالني، الذي نجا أيضا من محاولة اغتيال باستخدام غاز الأعصاب نوفيتشوك في 2020، يقبع في السجن منذ قرابة ثلاث سنوات، وهو معترف به دوليا كسجين سياسي.
