أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن تطلعه إلى تنسيق وتعاون عربي روسي أكبر لمواجهة مختلف التحديات مثل الإرهاب، وقضايا منع الانتشار النووي، ومسائل الأمن المائي، والأمن الدولي للمعلومات، والقضايا البيئية وغيرها. وقال أبو الغيط في كلمته التي ألقاها أمام الدورة السادسة لمنتدى التعاون العربي- الروسي، في مدينة مراكش المغربية: "لقد أثبتت العلاقات العربية الروسية فعاليتها على مر التاريخ من خلال التعاون الوثيق والثقة المتبادلة.. ولازالت جامعة الدول العربية تسعى للمزيد من تطوير هذه العلاقات وتعميقها". وأضاف أبو الغيط أن العلاقة مع روسيا تقوم على أساس من الندية والاحترام المتبادل والفهم المشترك للقضايا محل الاهتمام من جانب كل طر"، وتابع "ليس بخافٍ ما مرت به المنطقة العربية في السنوات الأخيرة من تحديات أمنية وسياسية، وهزات تعرضت لها بعض دولها" ومضى قائلا إن "تجاوز هذه الأزمات المعقدة، في سوريا واليمن والسودان والصومال، يحتاج إلى تفهم وتعاون من القوى الدولية الكبرى، ومن بينها روسيا بكل تأكيد... فهي شريك أصيل للكثير من دولنا.. بالجغرافيا والتاريخ وإرث التعاون السياسي الوثيق". وتابع: "من بين التحديات التي تواجه منطقتنا، تظل القضية الفلسطينية هماً رئيسياً وجُرحاً غائراً في قلب أمتنا، مؤكدا أن جريمة غزة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ليست عاراً عليه فقط.. وإنما عارٌ على من كل من شارك بالتأييد أو الدعم أو الصمت على الجرائم.. لا مُسمى لما يجري في غزة سوى بأنه مذبحة وحرب إبادة وتطهير عرقي". وأكد أبو الغيط أن كل من يقف ضد وقف فوري لإطلاق النار في غزة يحمل على يديه دماء الأبرياء الذين تزهق أرواحهم بلا جريمة أو ذنب مشيرا لخطة الاحتلال التي صارت واضحة، وهي تدمير المجتمع الفلسطيني في غزة والقضاء على إمكانيات الحياة في القطاع لفترة طويلة.. أو تهجير أهله قسرياً بحيث يتحقق فصل الشعب عن أرضه.. وتنتهي القضية الفلسطينية ويتم تصفيتها.. وهو ما لن يكون أبداً. و ثمن الأمين العام للجامعة العربية موقف الدول التي اتخذت، ومن البداية، خيار الانحياز للجانب الصحيح من التاريخ …التي سمت الأشياء بمسمياتها.. وعبرت بوضوح عن موقف متوازن جوهره أن الاحتلال واستمراره هو لب المشكلة وأصل القضية.. وأن تاريخ الصراع لم يبدأ في 7 أكتوبر الماضي، بل قبل ذلك بكثير. كما أوضح أن معالجة مأساة غزة ومنع تكرارها، يتطلب حلًا جذريًا لمسببات اشتعالها، مشيرا إلى ضرورة تطبيق حل الدولتين بأسرع وقتٍ ممكن؛ فغزة جزء من القضية الفلسطينية، ومعالجة مشكلتها لا تكون سوى بمعالجة القضية وتسويتها، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وتابع : " لا حل سوى أن يحكم الفلسطينيون أنفسهم وأن تكون لهم سيادة على أرضهم تطبيقاً لحق تقرير المصير.. الذي ما زال قادة إسرائيل يتنصلون منه، ويرفضونه ويعلنون على الملأ –وبلا خجل- أنهم سوف يستمرون في اغتصابه عبر ممارسة الاحتلال. وأوضح أن على كل من يسعى لتحقيق سلام مستدام، ومن بينها روسيا ، لصالح شعوب المنطقة جميعاً، أن يُدرك أن الاحتلال هو أصل القضية، وأن انهاءه هو بداية الحل.