يقع حسام البدري المدير الفني للأهلي تحت طائلة المساءلة عقب كل مباراة وتقييم مستمر لادائه وعلامات استفهام حول تغييراته ما بين مؤيد ومعارض رغم قيادته للأهلي إلى اعتلاء قمة الدوري المصري لكرة القدم حتى المرحلة السابعة والعشرين. وأكد البدري للجميع أن اسما جديدا في عالم التدريب يحمل الجنسية المصرية قادم بقوة رغم النقد اللاذع الذي يواجهه من بعض وسائل الإعلام المحلية التي تعتبره "شبحا" لسلفه صانع الأمجاد وصاحب الألقاب البرتغالي مانويل جوزيه وذلك بالنظر إلى عدم إشراف البدري، مساعده سابقا، على تدريب أي فريق قبل دخول مغامرة الإدارة الفنية للنادي الأهلي. وتولى البدري مسؤولية الرجل الأول للنادي الأهلي عقب رحيل جوزيه نهاية الموسم الماضي بعد شعوره بأن الفريق بدأ يتراجع في المستوى وتقدم عموده الفقري في السن فآثر تدريب المنتخب الأنجولي في ثاني تجربة مع المنتخبات بعد التجربة القصيرة السابقة مع منتخب بلاده والتي لم تمتد طويلا بسبب الخلاف مع رئيس الاتحاد البرتغالي. وصمم البدري منذ بداية مشواره كرجل أول في الفريق على تغيير طريقة جوزيه 3-5-2 واللعب بطريقة 4-4-2 ، ورغم البداية غير الموفقة في المعسكر الخارجي في دورة ألمانية قبل مشوار الدوري إلا انه حافظ على خطته التكتيكية وقاد الفريق من نجاح إلى أخر. ورغم الإصابات الكثيرة التي عانى منها ابرز اللاعبين المؤثرين الذين وصل عددهم في بعض الأحيان إلى 8 بالإضافة إلى انخفاض مستوى معظم القوة الضاربة للفريق، قاد البدري الأهلي إلى اعتلاء قمة الدوري حتى المرحلة السادسة والعشرين برصيد 53 نقطة من 25 مباراة (16 فوزا و8 تعادلات وهزيمة واحدة) وبات قريبا من إحراز اللقب السادس على التوالي. ويعتمد البدري في ترجمة أفكاره في الملعب علي أهم عناصره الدولية محمد أبو تريكة واحمد فتحي واحمد حسن ووائل جمعة وسيد معوض وعماد متعب، ويحسب له إتاحة الفرصة لبعض اللاعبين الشباب أمثال مصطفى محمود محمد سليم المعروف ب"عفروتو" وشهاب الدين احمد واحمد شكري. إلا أن مباراة القمة المقررة بعد غد الجمعة ضد الزمالك ستحدد بشكل كبير فوز الأهلي بدرع الدوري للعام السادس على التوالي وفوز البدري بثقة مجلس إدارة الأهلي في أحقيته في قيادة الفريق في الفترة القادمة وعدم التفكير في استقدام البرتغالي مانويل جوزيه مرة أخرى. وأوضح البدري أنه منذ بداية الموسم وضع نصب عينيه هدفا محددا هو الحفاظ على لقب بطل الدوري و"قد قطعنا شوطا كبيرا من أجل ذلك"، مضيفا "لا أنكر الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها من مجاورة جوزيه ، انه مدرب كبير وحقق انجازات رائعة ، أحاول قدر المستطاع توظيف هذه الخبرة في تجربتي مع النادي". بيد أن البدري حذر لاعبيه من الإفراط في الثقة والتركيز على المباريات المتبقية خاصة في المواجهة المقبلة مع الزمالك الغريم التقليدي القادر على العودة في أي وقت، مشيرا إلى أن مباريات القطبين "دائما تكون لها خصوصيتها وتحتاج إلى عوامل محددة لخوضها أبرزها التركيز والهدوء". وانضم البدري (50 عاما) إلى صفوف الأهلي ضمن فرق الشباب عام 1970 بعد أن توسم فيه فتحي نصير قدرته على ارتداء القميص الأحمر، وتدرج حتى وصل إلى الفريق الأول عام 1978 أبان تولي المجري هيديكوتي تدريب الفريق. وكان اللقاء الأول للبدري أمام الاولمبي (3-1) حاز على ضوئه على ثقة هيديكوتي وان كانت مباراة الأهلي مع الزمالك عام 1981 مفتاح تقديم أوراق اعتماده إلى الجماهير بعد الفوز فيها 1-صفر وحصل على لقب الدوري. وخاض البدري مع الفريق خلال مشواره قبل أن تبعده الإصابة عن الملاعب 124 مباراة ما بين محلية وافريقية، ونجح في الفوز ببطولة الدوري 4 مرات (1979 و1980 1981 و1982) وكأس مصر 3 مرات (1981 و1983 و1984) و3 بطولات أفريقية واحدة في دوري الأبطال (1982) واثنتان في كأس الكؤوس (1984 و1985). وبدأ حسام البدري اللعب دوليا مع منتخب الناشئين (تحت 17 عاما) سنة 1977، وأهله مستواه إلى اقتناع المدير الفني عبد المنعم الحاج وضمه إلى المنتخب الأول عام 1980 حيث لعب 18 مباراة دولية وشارك في دورة الألعاب الاولمبية في موسكو 1980. وعانى البدري من لعنة الإصابة بقطع في الرباط الصليبي في احدي المباريات الدولية أمام المنتخب المغربي حتى اضطر إلى إعلان اعتزاله عام 1987. وشغل البدري منصب المدرب العام للأهلي بعد وفاة ثابت البطل، وحصد مع الفريق بطولة الدوري 4 مرات (2006 و2007 و2008 و2009) وكأس مصر مرتين (2006 و2007) ودوري أبطال أفريقيا 3 مرات (2005 و2006 و2008) والكأس السوبر الإفريقية 3 مرات أيضا (2006 و2007 و2009) بالإضافة إلى المشاركة مع الفريق في كأس العالم للأندية 3 مرات (2005 و2006 و2008).