رحل فجر اليوم الثلاثاء، المطرب محمد رؤوف، بعد الأزمة الصحية التي لازمته خلال الفترة الأخيرة، ودخل على إثرها أحد المستشفيات. يعد رؤوف أحد نجوم الأغنية خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات، وله العديد من الأغاني التي التف حولها الشباب في ذلك الوقت، كما أنه أحد مطربي فرقة رضا للفنون الشعبية، ومعها قام بعدة جولات حول العالم، ويعد همزة وصل بين جيل المطربين الكبار ويمثله العندليب عبد الحليم حافظ، وجيل الوسط الذي يضم علي الحجار ومحمد الحلو، ومن أبرز أبناء جيلة الموسيقار جمال سلامة والمطرب هاني شاكر والدكتور حسن شرارة. درس بمعهد الموسيقى العربية، وخلال دراسته أسند له العمل في العرض المسرحي «ياسمين ولدي» الذي كانت تقوم ببطولته الفنانة عفاف راضي، وكان من المفترض أن يشارك فيه بالغناء فى كورال مصاحب للمطربة عفاف راضى، وفى إحدى البروفات، استمع الموسيقار الكبير بليغ حمدى لصوته، وطلب الجلوس معه وقال له «يا محمد أنت صوتك غريب ومتميز وأنا عاوز أتبنى صوتك زي ما تبنيت صوت عفاف راضى»، وقام بعدها بتغيير بطولة المسرحية من بطولة منفردة لعفاف لبطولة مشتركة، وحقق العمل نجاحا جيدا في ذلك الوقت، ومن هنا بدأ التفكير جيدا في استكمال مشواره الفني والغنائي بشكل احترافي بعد التخرج، خاصة أنه تم تعينه في معهد المعلمين والمعلمات بالمنصورة. التقى بالموسيقار هانى شنودة، والفنان الراحل عمر خورشيد، حيث طالباه بعمل ألبوم غنائى، واتفق «شنودة» وقتها مع كبرى شركات الإنتاج الغنائى «سونار» على التعاقد معه وبالفعل قدم أول ألبوم بعنوان «لا لا ما تحبش تانى» وتضمن 8 أغنيات أشهرها «ما تفكريش» و«يا حلوة لو سمحتى» و«خليكى على قد الشوق»، وتعاون فيها مع كبار الأسماء منهم عاطف النمر وعصام طايع وشاكر الموجى ومحمد قابيل، وقام خلال الألبوم بإعادة غناء أغنية المطرب الراحل كارم محمود «أمانة يا ليل»، وحقق الألبوم نجاحا كبيرا. بعد نجاح ألبوم «ماتحبش كده»، تعرف على الفنان «على رضا» عام 1983، وطلب منه الذهاب معه لمسرح البالون، وهناك قابل الفنان محمود رضا، ليتم اختياره مطربا الفرقة بعد أن قرر مطربها عمر فتحى الرحيل، وبالفعل تم التعاقد معه ليحل في المكان الذي انطلق منه نجومية كل من محمد العزبى وعمر فتحى. وكان أمامه تحدٍ كبير، لأن موعد أول حفل كان بعد أسبوع فقط، واستطاع إثبات وجوده بالجهد والتدريب، وكانت الفرقة أحد أسباب انتشاره في الوطن العربي، بسبب المهرجانات العديدة التي شاركت فيها مثل مهرجان جرش الأردنى. استمر في طرح ألبومات غنائية بشكل سنوي، جميعها حقق مبيعات جيدة منها ألبومات «شبيكى» و«ست الحسن» و«ويايا»، الذي لحن كل أغنياته الفنان الكبير طارق فؤاد، وفي هذا الألبوم أيضا تفوق الشاعر فوزى إبراهيم على نفسه فى أغنية «ماشي في السكة يا ماه». حكاية «اللى تعبنا سنين فى هواه» مع الفنان جورج وسوف هذه الأغنية لها قصة معه، استمع إليها لأول مرة عام 1977، أثناء الخدمة العسكرية، من ملحنها شاكر الموجى، وأعجب بها ولكنه تركتها لم يسجلها، وبعد سنوات قام بطرح ألبومى «ماتحبش تانى» و«شبيكى»، ولم يطرح الأغنية فيهما، وخلال العمل على ألبوم «ست الحسن» كان يبحث عن أغنية لاستكمال باقى الألبوم، فوجد زوجته تذكره بها، فقام بتسجيلها وحققت الأغنية النجاح الساحق، وبعد فترة وجد جورج وسوف يشدو بها فغضب وأبلغ النقابة لكى توقف هذا الأمر، فعلم أن شاكر الموجى أعطاها لجورج لكى يغنيها بشكل رسمى، وصدفة التقى مع جور ج في أمريكا، هناك طلب منه غناء الأغنية، فما كان منه إلا أن طلب منه الصعود لخشبة المسرح لادائها، وقال للجمهور إن رؤوف هو صاحب الأغنية الأصلي. وفي السنوات الأخيرة من حياته ابتعد رؤوف تماما عن الغناء، وكان فى حالة شبه اعتزال إجباري، فلم يتم الاستعانه به فى أى حفلات أو مهرجانات، وكثيرا ما كان أكد خلال ظهوره الإعلامي انه لن يشحذ الوقوف على خشبة المسرح. وتعرض الفنان الراحل أخيرا لمشاكل صحية كان أبرزها جلطة فى القلب وأخرى فى العين، وكان حريصا منذ منتصف التسعينات وبعد رحيل زوجتة الأولى على رفع أذان الفجر من أحد المساجد القريبة من منزله، وكان رؤوف قد غنى لزوجته بعد رحيلها أغنية بعنوان "انتى ليه مابترجعيش"، والتي حققت انتشارا واسع وقتها في الساحة الغنائية.