يلوح جيش الاحتلال الإسرائيلي، بخيار الاجتياح البري لقطاع غزة؛ ليعيد فصلا تكرر عبر السنوات الماضية في مناطق مختلفة ضد حركات المقاومة الفلسطينية، ليكون التاريخ مصدرا هاما لمعرفة السيناريوهات المتوقعة للاجتياح القادم. وتستعرض "الشروق" خلال الفقرات التالية تفاصيل 6 اجتياحات برية نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد حركات المقاومة الفلسطينية، إذ لم تحقق من تلك الاجتياحات أهدافها سوى مرة وحيدة، بينما سيستثنى ذكر المعارك البرية الكبرى التي خاضها الجيش الاحتلال كمعارك 1948 و1956 و1967 و1973. - يوم الكرامة الأردني.. واجتياح بري كارثي الفشل قررت القوات الإسرائيلية، بعد أقل من سنة على حرب 1967 تصفية قواعد الفدائيين الفلسطينيين المتمركزة بالأردن في عملية هجوم بري شامل عبر نهر الأردن. ودفع الاحتلال، فجر الخميس 21 مارس 1967 بلواءين مدرعين ولواء مشاة وآخر من المظلات المدعومة بالمدفعية عبر نهر الأردن مستغلة عبور 3 جسور رئيسية. وهاجمت قوات الاحتلال، منطقة غور الصافي جنوبي البحر الميت؛ لتضليل الجيش الأردني. وبادرت المدفعية الأردنية، بردة فعل سريعة بمجرد وقوع التقدم الإسرائيلي ما تسبب بمنع قدوم ثاني موجات الهجوم الإسرائيلي، وبتشتيت الموجة الأولى من الدبابات والمشاة. ووصلت عدد من الكتائب الإسرائيلية لبلدة الكرامة الأردنية وخاضوا اشتباك متلاحم مع القوات، استمر لعدة ساعات انتهى بمحاصرة القوات الإسرائيلية وانسحاب فوضوي لها دام 9 ساعات. وخسر الجيش الإسرائيلي، خلال المعركة 27 دبابة و61 آلية متنوعة، وقتلى ومصابين. - اجتياح لبنان 1982 نفذت قوات الاحتلال، 6 يونيو 1982 عملية برية موسعة؛ لتصفية قواعد جبهة التحرير الفلسطينية في لبنان لتخوض هجوما ب1200 دبابة مخترقة الحدود اللبنانية من الجنوب. وحاصر الاحتلال، على مدار أسبوعين 5 مدن تتمركز بها قوات جبهة التحرير المسلحة بأسلحة خفيفة؛ لتتمكن القوات الإسرائيلية من السيطرة عليها بعد دفاع شرس من المقاومين. واشتبك الجيش الإسرائيلي، مع الجيش السوري بمعركتين أرضيتين قبل أن يفرض الاحتلال حصارا دام فترة طويلة على غرب بيروت، حيث يتحصن المقاومون الفلسطينيون. وانتهت الحرب، بخروج قوات جبهة تحرير فلسطين من كامل لبنان، وتكبد الاحتلال على مدار سنوات الحرب والحصار نحو 2000 قتيل. - اجتياح لبنان الثاني 2006 في يونيو عام 2006 وبعد أيام من الغارات الجوية وتلقي رشقات صاروخية من حزب الله، قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياح الحدود الجنوبية للبنان. وتفاجأت قوات الاحتلال بالمستوى التدريبي لحزب الله الذي كان يجيد مقاتلوه التخفي وحرب العصابات. وأدى استخدام قوات حزب الله للصواريخ المضادة للدبابات، إلى تدمير 45 دبابة ميركافا بطرازاتها المختلفة، وتدمير 5 دبابات بالعبوات الناسفة والأسلحة المتنوعة. وانسحبت قوات الجيش الإسرائيلي بعد أيام قليلة من الاجتياح. - أمطار الخريف قادت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أولى عمليات الاجتياح ضد قطاع غزة عقب الانسحاب الكامل منه بداية 2006؛ ليكون الاجتياح ضمن عملية أمطار الخريف التي أطلقت في يونيو من نفس العام؛ بهدف تحرير الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. واقتحم لواء جولاني المظلي مدعوما بنيران الدبابات يوم 28 يونيو، بعد أيام من الغارات الجوية على القطاع منطقة بيت لاهيا، واشتبك مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية على رأسها كتائب القسام. واستمر الاقتحام فترة قصيرة؛ ليتوقف دون الإفراج عن "شاليط". - غيوم الخريف أدى فشل "أمطار الخريف" في تحقيق أهداف الاحتلال، إلى شن عملية "غيوم الخريف" بداية نوفمبر 2006 بعشرات دبابات الميركافا التي اقتحمت مدينة بيت حانون شمالي قطاع غزة؛ لتخوض القوات الإسرائيلية اشتباكات لأسبوع كامل أعقبه الانسحاب الكامل 7 نوفمبر دون تحرير "شاليط" أو القضاء على قواعد إطلاق الصواريخ. - الرصاص المصبوب تعد "أمطار الصيف" و"غيوم الخريف" نوعا من التوغل، إذ اقتصرت على مدن بعينها شمال غزة، بينما تضمنت عملية الرصاص المصبوب عام 2009 اجتياحا شاملا هو الأول من نوعه على قطاع غزة. ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد شهر من الغارات الجوية، الاجتياح البري ليل 3 يناير 2009، بلوائي جولاني وجوفادي المظليين وبلواء مدرع؛ لتتقدم قوات الاحتلال محاصرة منطقة وسط غزة. وقابلت القوات الإسرائيلية، مقاومة شرسة من المقاتلين الفلسطينيين من مختلف الفصائل بالقذائف المضادة للدروع والعبوات الناسفة والمنازل المفخخة. واستمرت الفصائل الفلسطينية، طوال أسبوعين من الاجتياح في قصف المستوطنات الإسرائيلية بالصواريخ. وحينها، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلية، وقف إطلاق النار من طرف واحد يوم 17 يناير وعزمها الانسحاب حال توقف الفلسطينيين عن قصف المستوطنات. ورفضت الفصائل الفلسطينية، وقف إطلاق النار وقصفت مستوطنات الغلاف بالصواريخ، ثم توقفت ل3 أيام انسحب خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي بالكامل عن قطاع غزة. - الجرف الصامد 2014 بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، اجتياحا بريا عقب أسبوعين من الغارات الجوية على القطاع، الجمعة 18 يوليو 2014 أول أيام الاجتياح. وتمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية، في أول 10 أيام من قتل نحو 40 جنديا إسرائيليا داخل قطاع غزة، بكمائن العبوات الناسفة وقذائف الآربيجي وقذائف الهاون والأسلحة الخفيفة، وتدمير 3 دبابات و3 ناقلات جند. وشنت كتائب القسام خلال نفس الفترة، 5 عمليات خلف خطوط قوات الاحتلال عبر الأنفاق مسفرة عن مقتل 30 جنديا من القوات الإسرائيلية.