الدمار في كل مكان، والجثث يحاول المسئولون حصر أعدادها، مفقودون تحت الأنقاض، وجرحى وقتلى في المستشفيات، هكذا أصبح الوضع في غزة بعد 9 أيام من القصف المستمر الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، رداً على عملية "طوفان الأقصى". ونتيجة لذلك، لجأ مسئولو الصحة في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس إلى تخزين جثث الفلسطينيين الذين قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية في شاحنات تجميد الآيس كريم لأن نقلها إلى المستشفيات أمر محفوف بالمخاطر، في ظل ثبوت حالات قصف للمسعفين وعمال الإنقاذ أثناء عملهم، ولأن المقابر لا تكفي، بحسب أحدث تقارير رويترز من القطاع. شنت إسرائيل أعنف قصف على قطاع غزة ردا على حركة حماس الفلسطينية بعد أن نفذت عملية عسكرية قوية ضد بعض المستوطنات الإسرائيلية، وأسرت عدداً من المستوطنين من بينهم جنود. وقال الدكتور ياسر علي، من مستشفى شهداء الأقصى بدير الأقصى، لرويتر، إن "مشرحة المستشفى لا تتسع إلا ل10 جثث فقط، لذلك قمنا بإحضار ثلاجات الآيس كريم من مصانع الآيس كريم لتخزين الأعداد الهائلة من الشهداء". وتُستخدم شاحنات التجميد، التي لا تزال جوانبها تعرض صورًا إعلانية لأطفال مبتسمين يستمتعون بأقماع الآيس كريم، عادةً لتوصيل الطلبات إلى محلات السوبر ماركت، ولكنها في ظل الأوضاع الحالية، أصبحت عبارة عن مشارح مؤقتة لضحايا الحرب المدمرة. وصرحت السلطات في غزة، بأن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت أكثر من 2300 شخص ربعهم من الأطفال، كما أصيب نحو 10 آلاف حتى الآن، وتعاني المستشفيات من نقص الإمدادات، وتكافح من أجل التعامل مع الأعداد المتزايدة من الجرحى. وقال علي، وهو يفتح أبواب المستشفى ليشرح الوضع للمراسلين: "حتى مع وجود هذه الثلاجات، فإن عدد الشهداء يتجاوز قدرة هذه المشرحة الرئيسية للمستشفى والمشرحة البديلة، ويتم حفظ ما بين 20 و30 جثة في الخيام أيضًا". وأضاف، "قطاع غزة في أزمة وإذا استمرت الحرب بهذه الطريقة فلن نتمكن من دفن الموتى، المقابر ممتلئة بالفعل ونحتاج إلى مقابر جديدة لدفن الشهداء". كما أوضح رئيس المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني، سلامة معروف، أن السلطات في مدينة غزة تجهز مقابر جماعية، وأضاف أنه "في ظل كثرة الشهداء داخل مشارح مستشفى الشفاء، والذين لم يصل ذويهم لدفنهم، بدأت علامات التغيير تظهر على الجثث، وفي ظل استمرار توافد الشهداء بالعشرات نتيجة مجازر الاحتلال، فقد تم تجهيز مقبرة جماعية لدفن ما يقارب 100 شهيد في مقبرة الطوارئ".