لم يتمكن المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل، من تمالك دموعه على الهواء، وذلك خلال نقله للأوضاع في قطاع غزة، مؤكدًا: «المشاهد مؤلمة وصعبة جدًا في القطاع، خاصة مع تعرض منطقة الشمال وخان يونس لاستهدافات عنيفة». وقال خلال مداخلة هاتفية لقناة «القاهرة الإخبارية»، اليوم الأحد، إن «طواقم الدفاع المدني تحاول قدر المستطاع انتشال الضحايا، لكن صعوبة الموقف وحجم الاستهداف الكبير يعيق عملها». وأوضح أن «البراميل المتفجرة تسقط على رؤوس المواطنين دون رحمة، كما أن عمليات التهجير والنزوح تحدث بشكل مخيف»، مضيفًا: «الأحزمة النارية في تلك الأثناء تسقط بشكل كبير جدًا على رؤوس المواطنين، والمنازل تهدم الآن على رؤوس المواطنين». وأكد أن الوضع في غزة صعب منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان الإسرائيلي، كما أن المعدات الموجودة لا ترتقي لحجم الدمار، قائلًا: «الدمار يكاد لا يوصف». ولم يتمكن من حبس دموعه خلال حديثه عن شن الاحتلال إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، متسائلًا: «الواقع أليم والشهداء بالمئات تحت الأنقاض، أين الضمير العربي الذي يتحدث عن الإنسانية؟!». وأضاف أن الكلمات تعجز عن وصف ما يحدث في الميدان، مضيفًا: «الطواقم تبذل كل جهودها لكن لا توجد إمكانيات غير متوفرة، نناشد المسلمين نناشد العرب، أين الضمير العربي لما طفل صغير ينادي تحت الأنقاض يا دفاع مدني طلعوني أنا حي، ومفيش إمكانيات!». وأوضح أن الشعب الفلسطيني لا ينتظر صدور بيانات إدانة، وإنما التدخل لوقف تلك المجازر التي تحدث وإخراج الشهداء، قائلًا إن المئات من الشهداء تحت الأنقاض، والمئات من المصابين أحياء بدون إمكانيات لإخراجهم. وحذر من أن غزة تقاتل وتموت بمفردها، كما أن هناك احتمالًا كبيرًا لتوقف خدمة الدفاع المدني التي تعمل في الميدان، معقبًا: «المازوت الذي تعمل به الخدمة لا يكفي للساعات المقبلة، وعندما تتوقف الخدمات سنشاهد الأطفال والنساء والمواطنين يموتون في الشوارع ولن نتمكن من حملهم إلى المستشفيات». واختتم باكيًا: «لن تكون لدينا إمكانيات لانتشال الشهداء وهم أمام أعيننا لو توقفت الخدمة وإمداد الوقود، القطاع الصحي لن يتحمل المزيد من الدمار، كل دقيقة تحدث جريمة، أقل استهداف لقوات الاحتلال يوقع ما يزيد على 30 شهيدًا، المنازل تهدم على رؤوس المواطنين، أين العرب؟ نحن نبكي على عروبتنا.. أين العرب؟!».