• المقاومة الفلسطينية أثبتت أن إسرائيل يمكن هزيمتها وأن أمنها يمكن اختراقه • طوفان الأقصى أكدت للعالم أن إسرائيل مجرد دولة عنصرية مهزومة • زيارة بلينكن لتل أبيب ستعمق الأزمة إذا ما أصرت إسرائيل على اجتياح قطاع غزة • الخسائر الصهيونية ستكون أكبر من تصورات الصهاينة • المفاوضات من الصعب التكهن بموعدها كما أن الحرب من الصعب التكهن بنهايتها تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الغاشم ضد الشعب الفلسطيني من عمليات قصف مستمرة، بجانب فرضها لحصار قاس على أهالي القطاع متمثل بقطع إمدادات الكهرباء والوقود والمياه والغذاء عن أكثر من مليونين و300 ألف من المدنيين. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية العمل على منع تدهور الأحوال الإنسانية، وتجنب سياسات العقاب الجماعي، والحصار والتجويع والتهجير، إضافة إلى عدم تحمل الأبرياء تبعات الصراع العسكري، مشيرا إلى أهمية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني بشكل عاجل، مؤكدًا أن المجتمع الدولي عليه اليوم أن يتحمل مسئوليته في هذا الصدد. وفي المقابل، جددت الولاياتالمتحدةالأمريكية دعمها لإسرائيل، من خلال زيارة لوزير خارجيتها أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، والذي قال في مستهلها إنه لم يأت لإسرائيل كونه وزيرا لخارجية الولاياتالمتحدة فقط؛ ولكن بصفته "يهوديا فرّ جده من القتل". وأكد بلينكن أن زيارته تحمل رسالة مفادها، أنهم سيكونون دائما موجودين إلى جانب الإسرائيليين، وليسوا مضطرين للدفاع عن أنفسهم بمفردهم، كما شارك في اجتماع لمجلس الحرب الإسرائيلي. ولا تتوقف عقول الخبراء السياسيين والدبلوماسيين عن الدوران في فلك تحليل الأمور الجارية، وتوقع مآلات ما سيسفر عنه مستقبل القضية الفلسطينية بعد تلك الضربة القوية والمحرجة التي نفذتها الفصائل الفلسطينية، والتي تبعها انتهاكات غير مسبوقة من الاحتلال الإسرائيلي. وفي ذلك السياق، تحدث الدكتور بركات الفرا، السفير الفلسطيني السابق لدى القاهرة، في تصريحات خاصة ل"الشروق"، عن الوضع في غزة والذي وصفه ب"المأساوي وغير الإنساني"؛ إذ لا كهرباء ولا ماء ولا غذاء ولا دواء، بل حصار كامل ودمار شامل وغارات صهيونية لا تتوقف، مع تصاعد لإعداد الشهداء والجرحى في كل ساعة. وعن الأسباب التي دفعت المقاومة الفلسطينية لمباغتة قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، قال السفير إن عدم وجود أو غياب أفق سياسي، ومداهمات وتدنيس المسجد الاقصى المبارك كل يوم، واقتسام المسجد وباحاته زمانا ومكانا وفقدان الأمل في مستقبل أفضل، كان كل ذلك سببا رئيسيا في طوفان الأقصى. وحول الأهداف التي نجحت عملية طوفان الأقصى في تحقيقها، قال السفير الفلسطيني إن طوفان الأقصى أثبت بما لا يدع مجال للشك أن إسرائيل يمكن هزيمتها، وأن أمنها يمكن اختراقه، وكل أجهزة التجسس الإسرائيلية لا تسمن ولا تغني من جوع. وأشار السفير إلى أن ما يؤكد نجاح عملية طوفان الأقصى والمقاومة الفلسطينية هو رد فعل الصهاينة المجنون، الذي يؤكد هزيمتهم وخوفهم وفزعهم، متابعا: لقد نجحت طوفان الأقصى في التأكيد للعالم أن إسرائيل مجرد دولة عنصرية مهزومة. وحول إمكانية تنفيذ إسرائيل تهديدها لتقدم على عملية اجتياح بري لغزة، قال الفرا إن الخسائر الصهيونية في هذة الحالة ستكون أكبر من تصوريهم كما ستزيد مآسي قطاع غزة المؤلمة. وتوقع أن تُقدم إسرائيل على احتلال المنطقة الحدودية، أي الأراضي الزراعية المحيطة بقطاع غزة، وبذلك ستحاصره برا وبحرا وجوا. وتطرق السفير الفلسطيني لزيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لإسرائيل في ذلك التوقيت، مشيرا إلى أنها ستعمق من الأزمة وتقلل من فرص التسوية مع الانحياز المطلق لإسرائيل الذي أبداه بلينكن، والذي تمثل في قوله قادم كيهودي وليس كأمريكي. وبسؤاله عن سيناريو المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وموعدها المرتقب، رأى السفير الفلسطيني بأنه من الصعب التكهن بموعدها، حيث أن الحرب لا تزال مستمرة وتشتد حالها، وهو ما يصعب من حدوث تفاوض أو تمهيد لاتفاقيات بين الجانبين. وحول مطالبات قوات الاحتلال من الفلسطينيين في قطاع غزة بالاتجاه نحو مصر، ومساعي إسرائيل وأهدافها الصريحة بتوطين الفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء، أكد السفير أن خيار التوطين في شبه جزيرة سيناء أو غيرها مرفوضا فلسطينيا بالمطلق، والأراضي المحتلة هي الخيار الأوحد لكل فلسطيني. وعما إذا كان الدعم الأوكراني الصريح لإسرائيل سيسحب منها التعاطف العربي، قال السفير إن تعاطف العرب مع أوكرانيا يسير حسب شأن كل دولة، حيث أن لكل دولة عربية موقفها الذي تريده، في ظل غياب إجماع عربي.
