تنظم مكتبة الإسكندرية، من خلال مركز دراسات الخطوط بقطاع البحث الأكاديمي، بالتعاون مع إدارة المعارض والمقتنيات الفنية بقطاع التواصل الثقافي معرضًا احتفالية بمناسبة إهداء لوحات شيخ الخطاطين محمود إبراهيم سلامة إلى مكتبة الإسكندرية، وذلك يوم الثلاثاء المقبل، بقاعة المجد بالمدخل الرئيسي للمكتبة. وتسلمت مكتبة الإسكندرية إهداءً من أسرة الفنان الراحل "شيخ الخطاطين" محمود إبراهيم سلامة، والذي يتكون من مجموعة قيمة من روائع لوحاته الخطية، والتي بلغ عددها 15 عملاً خطيًا، تتنوع بين الخط الثلث والفارسي، والنسخ والديواني، وبطرق تنفيذ متنوعة تعكس مقدرة الفنان الكبير على فهم جماليات الخط العربي وأسرار التكوين والتراكيب الخطية. وأشارت مكتبة الإسكندرية، في بيان اليوم الأحد، إلى أن محمود إبراهيم شغل مكانة هامة في تاريخ الخط العربي المعاصر، إذ التحق بمدرسة تحسين الخطوط الملكية بالقاهرة 1936، وتخرج فيها وحصل على شهادة الخطاط، وكان أول الدفعة عام 1939، ثم حصل على دبلومة التخصص في الزخرفة الإسلامية والتذهيب عام 1941، ثم تدرج بالعمل من مسئول قسم الخط بجريدة الجمهورية إلى نائب مدير تحرير عند الإحالة إلى المعاش عام 1979. وتمثل سيرته الذاتية لفنان ريادته الفنية في مجال الخط العربي، وطوال حياته الفنية كانت بصمة محمود إبراهيم الفنية حاضرة بقوة في المشهد الثقافي المصري والعربي. يصاحب المعرض ندوة يتحدث فيها الكاتب الصحفي محسن عبدالفتاح زوج ابنة محمود إبراهيم عن حياته وسيرته الفنية والعملية، كذلك يتحدث مجموعة من أساتذة الخط العربي الحاصلين على الإجازة من شيخ الخطاطين محمود إبراهيم سلامة. كما يتحدث مصطفى العمري عن نساخة القرآن الكريم عند محمود إبراهيم سلامة، مع عرض نماذج لم تنشر لكتاباته القرآنية، وعرض المصحف الشريف الذي كتبه برواية ورش بالجزائر وليبيا. كذلك تحدث أحمد فهد، ومحمد حسن أحمد عن مفهوم الإجازة الخطية في مدارس الخط العربي المختلفة، ودور شيخ الخطاطين في تشجيع المواهب الشابة على تعلم مهارات الخط العربي، ودعمه الفني والمعنوي لشباب الخط العربي لاستكمال مسيرة المدرسة المصرية. كما يتحدث الدكتور محمد حسن الباحث بمركز الخطوط عن مسيرة محمود إبراهيم، ودور مدرسة تحسين الخطوط في صقل موهبته الخطية المتفردة، مع قراءة سيرة حياته الفنية والعملية كخطاط صحفي له ريادته وفنه المميز. جدير بالذكر، أن هذا الإهداء يضاف إلى رصيد مقتنيات المكتبة من لوحات الخط العربي، والتي تتكون من مجموعة محمد إبراهيم، وكامل إبراهيم، والشيخ محمد عبدالرحمن، وخضير البورسعيدي، والعديد من أساتذة وفناني الخط العربي، مما يعزز مكانة مكتبة الإسكندرية في الحفاظ على التراث الخطي لفناني مصر عبر العصور.