يبدو أن حمى موقع "فيس بوك" ستطول كثيرا من شئون حياتنا اليومية، ليصبح هذا الموقع أكثر تداخلا مع أحداثنا مما هو عليه الآن، حيث عمدت لجنة الانتخابات البريطانية شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لتسجيل الناخبين. وبدأت أولى مظاهر استخدام هذا الموقع الاجتماعي فى العملية السياسية، في لعبة الانتخابات الأمريكية، وحيث أسهمت في تعزيز شعبية أوباما، وظهرت نتائجها بوضوح خلال المبارزة الانتخابية الرئاسية. وفي مصر، كان فيس بوك وسيلة لتحريك الشارع المصري خلال إضرابات العمال والنشطاء فى 6 أبريل، وبدا من أهم أدوات أنصار محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية القادمة، لتدشين تأييد شعبي واسع بين فئة الشباب، لتحريك عملية التغيير. أما إيران، فكان أيضاً أداة هزت أركان النظام الثوري على خلفية التزوير الذي حدث في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ثم تأتي بريطانيا الدولة العتيدة التقاليد، ليثبت "فيس بوك" أنه قادر على خلق حالة جديدة من التواصل، تتخطى الاجتماعي إلى السياسي، ربما دون أن تغفل الديني أحيانا. سيسأل موقع فيس بوك مستخدميه في بريطانيا الذين يزورونه نهاية الأسبوع، عما إذا كانوا مسجلين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة، وإذا كانت إجابتهم بالسلب سيجري تحويلهم إلى صفحة موصولة بسجل لجنة الانتخابات وسيكون بإمكانهم تسجيل بياناتهم، بعد ذلك يترتب على الناخبين طباعة الصفحة وإرسالها بالبريد إلى مكتب تسجيل الانتخابات في المجلس المحلي، وهو إجراء ضروري لتجنب الغش، كما تقول السلطات المحلية. وتقدر السلطات المحلية عدد الذين لم يسجلوا للإدلاء بأصواتهم في انجلترا وويلز عام 2001 رغم أحقيتهم بثلاثة ملايين ونصف. وقال ريتشارد ألان أحد المدراء التنفيذيين في فيس بوك، إن مستخدمي الشبكة من الفئة العمرية التي تتراوح بين 18 و24 عاما لا يبدون اهتماما بالسياسة في العادة، وغالبا ما تخلفوا عن الإدلاء بأصواتهم، وهم الذين ستتوجه إليهم الشبكة وتحاول كسبهم.