تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اليوم الاثنين، القصف المدفعي في محيط القيادة العامة وشرق النيل بمدينة الخرطوم بحري، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في وسط مدينة أم درمان. وأفاد شهود تحدثوا إلى وكالة أنباء العالم العربي (AWP) بأن قوات الدعم السريع شنت ضربات بالمدفعية من شرق وجنوبالخرطوم باتجاه القيادة العامة للجيش التي تشهد معارك مستمرة بين الطرفين لليوم العاشر. ولفت الشهود إلى ارتفاع أصوات الانفجارات ودوى المدافع مع تصاعد لأعمدة الدخان وسماع أصوات إطلاق نار متقطع من محيط القيادة العامة شرق الخرطوم. ونفذ الجيش ضربات مدفعية فجر اليوم على عدد من الأحياء بشرق النيل بمدينة الخرطوم بحري التي تنتشر فيها قوات الدعم السريع بكثافة بحسب الشهود. وذكر الشهود أن مسيرات الجيش قصفت أهدافا عسكرية لقوات الدعم السريع جوار أرض المعسكرات جنوبالخرطوم مع تصاعد أعمدة الدخان بكثافة من المكان. وقال سكان لوكالة أنباء العالم العربي إن قصفا مدفعيا مكثفا من منطقة وادي سيدنا العسكرية شمال أم درمان استهدف مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع غرب ووسط المدينة وشمال مدينة بحري. وأشار السكان إلى أن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ مساء يوم الأحد في الجزء الشمالي لأحياء وسط مدينة أم درمان. ومنذ مطلع أغسطس آب، يدور قتال عنيف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة بين الطرفين في وسط مدينة أم درمان للسيطرة على جسر شمبات الحيوي الذي تستخدمه قوات الدعم السريع للإمداد والتنقل بين مدن العاصمة الثلاث. * انتشار كارثي لحمى الضنك في القضارف ومع استمرار المعارك في الخرطوم، أعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان عن تدهور الأوضاع الصحية بولاية القضارف شرق البلاد بشكل مريع. وقالت في بيان اليوم إن الولاية فجعت "بانتشار كارثي" لحمى الضنك في عموم أنحاء الولاية وفي محليتي وسط القضارف والقلابات بوجه خاص مما نتج عنه حدوث مئات الوفيات وآلاف الإصابات. وأضاف البيان "تابعنا طيلة الأيام الفائتة معدل الإصابات التراكمي ومعدل الوفيات في مستشفى القضارف والمرافق الصحية الأخرى وتشير كل الدلائل أننا أمام كارثة صحية فأغلب مستشفيات الولاية تكتظ بالمرضى وبعضهم قد لا يجد حتى مكانا لتلقي العلاج إذ إن المستشفيات ومراكز العلاج العامة والخاصة تستقبل أعدادا مضطردة من المرضى الجدد على مدار الساعة". وحذر البيان من أن الحمى الفتاكة استفحلت في معظم المنازل لدرجة جعلت التقصي عن عدد المصابين أمرا صعباَ "فالمنومون بالمنازل عددهم أضعاف ما يصل المشافي والمراكز الصحية". وطالبت اللجنة التمهيدية لنقابه أطباء السودان وزارة الصحة بأقسامها المختلفة بالقيام بواجبها في توفير الموارد اللوجستية والفنية والطبية لمواجهة هذا الوباء بدءا من توفير المعينات التشخصية المخبرية والأدوية المساعدة في علاج الاعراض من محاليل وريدية ومسكنات ومكافحة الطور النقال وفتح مخيمات اسعافية مؤقتة لتلافي حدوث ضغط على المستشفى التعليمي وتفعيل المراكز الصحية حسب الخطة الجغرافية. وناشدت المنظمات الطوعية العاملة في مجال الصحة بتقديم المساعدات الطبية والثقيف الصحي للمواطنين وحملات إصحاح البيئة، كما ناشدت القوى المجتمعية والشبابية بضرورة تكوين فرق إسناد تعمل على المساهمة في دفن وتجفيف البرك وحملات الرش. واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل نيسان بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.