بعد أربع سنوات من الإعداد خرجت مسرحية «عمتى سكر هانم» إلى النور، والعرض مأخوذ عن الفيلم الشهير «سكر هانم» الذى قدم عام 1958.. «الشروق» تواجدت مع فريق العمل بمسرح نجيب الريحانى ليكشف حكاية هذا العرض ومبررات تحويله إلى عمل مسرحى بدأ عرضه قبل أيام. المؤلف أحمد الأبيارى يقول: اعتمدت فى هذه التجربة على عمل خليط بين المسرحية والفيلم مع مراعاة تطوير الأحداث لكى تتماشى مع العصر الحديث واخترت أبطال العمل بشكل يناسب أدوار المسرحية. أضاف: الفكرة كانت تراودنى منذ أكثر من أربع سنوات عندما رأيتها تنفذ فى إحدى العروض فى لندن و كانت مأخوذة عن فيلم يحمل اسم «بيريس» فاخترت فيلما عاش لسنوات طويلة فى ذاكرة الجمهور، وعندما عرضت الموضوع على فريق العمل رحبوا جميعهم بالعمل باستثناء الفنانة لبنى عبدالعزيز ولكننى أقنعتها بالوقوف على خشبة المسرح. وعن رؤيته الإخراجية يقول الدكتور أشرف زكى اعتمدت فى إخراج المسرحية على طريقة «الفودفيل الفرنسى» حيث إنها كوميديا اجتماعية تعتمد على البساطة فى حركة الفنانين على المسرح تحقيقا لخفة الظل التى يظهر بها نجوم العرض للجمهور بما يتمتعون به من قبول ليس بالقليل كباقة من نجوم الشباب فضلا عن اختيارى للفنانين لبنى عبدالعزيز وعمر الحريرى اللذين يمثل انضمامهما للعرض مكسبا كان من الصعب تحقيقه بغيرهما. ولفت إلى أنه تعاون مع أحمد الإبيارى فى اختيار الرقصات والديكورات التى تجمع بين كلاسيكية العصر الماضى وروح الشباب وحيوية وتطور المجتمع فى السنوات الأخيرة. الفنانة لبنى عبدالعزيز التى تعود بعد سنوات طويلة للوقوف على خشبة المسرح تقول: لم أتردد كثيرا وقلت لنفسى ربما تكون تلك هى الفرصة التى أتمناها لذلك كان قرارى بالموافقة، وهى أول مسرحية أعمل بها باللغة العربية، وتؤكد على أن تلك الخطوة أرعبتها كثيرا وتعتبرها من أصعب تجاربها الفنية لأنها تواجه الجمهور مباشرة بعد أن ابتعدت عن مصر لسنوات طويلة. وعن الشخصية التى تقدمها تقول أشعر أن شخصية «سكر هانم» الحقيقية قريبة جدا منى لأنى سافرت بالفعل للخارج وعدت إلى مصر كما حدث لها. وعن تعليقها على النص تقول كتبه أحمد الابيارى بإبداع ولكننى عرضت عليه أن أغير بعض المصطلحات التى شعرت بأنها صعبة النطق على كما أن الابيارى قال لى عندما رآنى مترددة «خليها على الله» ومن هنا اتخذت قرار الموافقة على العمل، وتستطرد: رغم أن مدة وقوفى على خشبة المسرح ليست كبيرة إلا أننى لم أعتن بحجم الدور بقدر اعتنائى بفريق العمل بالمسرحية وتأثير الشخصية فى أحداثها والروح الجميلة التى يمثل بها الفنانون جميعهم. وفيما يتعلق بتقليد أبطال المسرحية لنجوم الفيلم يتحدث الفنان طلعت زكريا قائلا: أتمنى لو أستطيع تقليد الفنان الكبير عبدالفتاح القصرى الذى أجسد دوره وهى شخصية «شاهين الزلط» ودعوت الله أن أوفق فى ذلك لكننى فى المسرحية استعنت ببعض «اللزمات» و «الإفيهات» التى اشتهر بها والتى تعد علامة من علامات السينما التى كان من الصعب علينا أن نتجاهلها. وأضاف: كما أننى أضفت العديد من الجمل الخاصة بى لإثراء الشخصية بالمزيد من الكوميديا الحديثة. أما الفنان أحمد رزق فيرى أن جمهور هذه المسرحية لن يأتوا لغرض المقارنة مع الفيلم بل لغرض الاستمتاع كما أننا قدمنا الرواية التى كتبت فى البداية كمسرحية برؤية و«تكنيك» جديد ومختلف، وأعتقد أن كون الفيلم مازال عالقا بأذهان الجمهور فإن ذلك فى صالح المسرحية وليس ضدها لأنهم يشتاقون لرؤية القصة التى أحبوها بطريقة حديثة ومتماشية مع العصر. وأضاف: أجسد دور «سكر» الذى يعمل كومبارسا فى السينما والذى كان يؤديه فى الفيلم الراحل عبدالمنعم إبراهيم وقد كانت شخصية بينة المعالم لم ترهقنى كثيرا فى التحضير إليها. أما شخصية « نبيل» التى أداها الفنان كمال الشناوى فى الفيلم فجسدها الفنان أحمد صلاح السعدنى الذى أكد أنه يعشق الفيلم مما جعله يرحب فورا بالعمل فى المسرحية عندما طلب منه ذلك المخرج أشرف زكى غير انه فضل أن يضيف للشخصية بعض المفردات التى تصبغها بلون العصر الحديث. ويقول السعدنى: مازلنا حتى الآن نجدد لغة الحوار فى المسرحية يوما بعد يوم حتى نصل لدرجة النضج الكامل فى ظل الكوميديا المسرحية لكى لا يقتصر دورى على مجرد شاب يحب فتاة بين مجموعة مواقف, ويضيف هذه التجربة تعد الثانية لى احترافيا وأتمنى أن تكون بداية عودة المسرح الخاص بقوة كما كان من قبل. عمر الحريرى هو الفنان الوحيد الذى جمع بين العمل فى الفيلم والمسرحية لذلك أعتبرها تجربة خاصة قلما تحدث لفنان حيث كان يجسد فى الفيلم دور «فريد» بينما يلعب فى المسرحية دور «والد نبيل» الذى جسده الفنان الراحل حسن فايق. ويقول الحريرى: جاءت فكرة انضمامى للمسرحية لكونى أحد أبطال الفيلم وقد رحبت جدا بالفكرة خاصة وأن أحمد الإبيارى أعد المسرحية بصورة خاضعة للعصر الحالى ثم اختار عناصر شبابية تتمتع بقبول رائع لدى الجماهير، ويؤكد على أن فريق العمل بالمسرحية بذلوا مجهودات كبيرة حتى يصلوا بالمشاهدين لأفضل أنواع كوميديا العصرية كما أن المنتج أحمد الأبيارى لم يبخل على العرض بأى شىء مادى.