** أبدأ بتحية حسام حسن على سلوكه وقيادته وسعيه للسيطرة على لاعبيه، وهو يدرك جيدا معنى ذلك، وأنها ضريبة عليه أن يدفعها مادام فى موقع المسئولية، وأشكر شيكابالا على هدوء أعصابه وسلوكه الرياضى، وموهبته التى سجل بها هدفا جميلا وأقول له هارد لك على ممارسته لهواية الرماية واستعراض مهارته فيها بالتسديد للمرة السابعة فى العارضة..! والآن أدخل فى الموضوع: ** أولا: ما حدث فى مباراة الزمالك واتحاد الشرطة جريمة يشترك فيها عدة أطراف. لكن فى جميع الأحوال ومهما كانت الأسباب، لا أحد يقبل سلوك إبراهيم حسن واندفاعه إلى الملعب ومحاولة الاعتداء على آخرين. ** ثانيا: لا أفهم حتى الآن من سمح لإبراهيم حسن بدخول الملعب وبأية صفة، وإلى متى يظل اتحاد الكرة ممسكا بالعصا من الوسط، غير قادر على التعامل مع «المنسق العام فى الزمالك»..؟! ** ثالثا: كان المشهد أمامنا جميعا مؤسفا ومخزيا ومسيئا، إلا أن سبب اندفاع إبراهيم حسن نحو محمد إبراهيم المدرب العام لاتحاد الشرطة غير معروف، فهل حقا بدأ مدرب الشرطة الاعتداء باللفظ أو بالإشارة أم أن إبراهيم حسن استبد به الغضب لخسارة فريقه لنقطتين؟! ** رابعا: التحقيق يجب أن يطول الجميع، بما فيهم الحكم الذى تضاربت قراراته، ولعب 63 دقيقة، مضيفا 8 دقائق زائدة، كأنه يمنح الزمالك فرصة التعادل، بعد أن أساء التقدير فى احتساب بعض ضربات الجزاء أهمها كانت لشيكابالا فى الشوط الأول.. والتحقيق يجب أن يطول مساعده الذى كان مثل من يمسك بعود ثقاب ويضعه بجوار البنزين بارتباكه وإشارته بضربة الجزاء..! ** خامسا: الفوضى بدأت قبل أن يبدأها إبراهيم حسن وعلاء على بعد المباراة.. وأثناء اللعب عبر جمهور الزمالك عن رفضه للخسارة بكل الطرق، وأشعل المدرجات سوء سلوك اللاعبين وتسول بعضهم لركلات جزاء، بالتمثيل وبالادعاء، فى إيحاء أن الحكم هو المسئول عن الفشل، دون الاعتراف بتميز أداء فريق الشرطة خصوصا فى الشوط الأول، حيث تفوق فنيا وتكتيكيا بقيادة طلعت يوسف؟ ** سادسا: المباراة كانت تعد بمثابة بداية جديدة لحازم إمام، إلا أنه أفسد المباراة وأفسد بدايته الثانية، حين صفع يد الحكم لحظة إنذاره، ثم بكى لحظة طرده. فهل كان البكاء للذنب أم ظنا بالظلم.. وهو لم يكن مظلوما فماذا ينتظر لاعب من اعتدائه على حكم؟! ** سابعا: إننا نتحدث عن الأخلاق والروح الرياضية منذ سنوات، لكنه حديث يشبه الأذان فى مالطا، لا يصل إلى أحد، وقد وصلت الروح الرياضية هذه الأيام إلى الحلقوم.. ولن ينصلح الحال إلا بعقاب هؤلاء الذين أفسدوا الحياة الرياضية، وأفسدوا حياتنا. فعندما يغيب الحساب تطل الفوضى والبلطجة، وتنتزع الحقوق بالقوة وبالعنف. وعندما يوافق مجتمع على المزايدة بالانتماء، ويفسر سوء السلوك وقلة الأدب على أنه بدافع العشق للوطن أو للفريق أو الغيرة عليه، يحدث هذا الخلط بين الحق للقوة وبين الحق فوق القوة.. وأسوأ الحالات أن يصبح انتزاع الحق بالقوة هو الخيار الوحيد لغياب العدل والمساواة.. هل هذا مفهوم؟! ** ثامنا: لن ينصلح الحال مادامت القيادات الرياضية الحقيقية تلعب على مشاعر الجماهير وتتلاعب بها. وهى قيادات عاجزة فى أندية واتحادات وتقاد ولا تقود وتزايد وتشعل الجماهير بالغضب والتعصب ولا تحاسب من أى جهة للأسف؟! والدولة أيضا غائبة، تتعلل بالقواعد وبأهلية النشاط الرياضى، وبحرية الجمعيات العمومية، مع أن الدولة نفسها تتدخل فى هذا النشاط حين تريد وتعلل أيضا بالقواعد وباللوائح.. ولم يقل أحد أبدا أن الرياضة نشاط مطلق لا يمكن أن تمسه الدولة، بدعوى الأهلية، ففى إنجلترا تدخل البرلمان لمواجهة شغب الجمهور.. ولا أظن أن أهلية الرياضة المصرية أكبر من أهلية الرياضة البريطانية!