تمت ترجمة رواية "أسطورة عن الحب والظلام" للمؤلف الإسرائيلي عاموس عوز، وهي أول ترجمة هامة لنص أدبي عبري إلى العربية، حيث تعتبر هذه الرواية من أكثر الكتب الإسرائيلية مبيعا، وتم عرضها بعد ترجمتها للبيع في دول عربية، حتى أنها عرضت في السعودية، إحدى أشد الدول العربية تحفظا. وفي معرض الرياض للكتاب الذي أقيم مؤخرا، سنحت للزوار فرصة الحصول على الكتاب بفضل خالد المعالي صاحب دار الجمل للنشر. وقال المعالي: "لقد فاق الإقبال على هذه الرواية كل التصورات، على الرغم من أنني طبعت كمية محدودة من الرواية خشية ألا تحظى بالاهتمام من القارئ العربي، لكن الاهتمام سواء من الصحافة العربية أو من القراء، كان فائقا وإيجابيا، وهذا يشجعنا على أن ننشر قريبا طبعة ثانية من الرواية." لكن إصدار الكتاب في الشرق الأوسط لم يمر دون مشاكل، فقد عرضت مكتبة الفرات في حي الحمراء ببيروت الكتاب، ثم تراجعت بعد قليل خشية حدوث رد فعل من الجماعات المناهضة للتطبيع. أما أحمد زين الدين- ناقد أدبي - فقد صرح أنه حبس نفسه في منزله لمدة ثلاثة أيام لقراءة الرواية التي تتألف من 750 صفحة، وكتب مقالا عنها في صحيفة الحياة نشر في مارس الماضي. وعن رأيه في الرواية الإسرائيلية وكاتبها، قال أحمد زين الدين إن عاموس عوز "ذكي وعنده حنكة، ولديه قدرة هائلة على تبطين الموقف الأدبي بموقف سياسي معين لا يظهر بسهولة، فدائما يتحدث عوز عن العنف، فهو ضد العنف ويشجع السلام، لكنه لا يتحدث عن الاحتلال، يشير إلى العنف الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين، لكنه لا يتحدث عن الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين، وهنا تكمن الإشكالية." وأضاف زين الدين أن قراءة أدب عاموس عوز ليست سهلة، وأحيانا تبدو كتاباته مخيفة إلى حد ما. ويؤيد الناقد ترجمة الأدب الإسرائيلي إلى العربية، ويعتقد أن الحجة التي يسوقها البعض عن أن هذه الترجمة قد تؤدي إلى التطبيع مع إسرائيل أصبحت غير ملائمة، لاسيما مع مجيء الانترنت ووجود الآلاف من المصادر المتاحة للمعرفة. كان الياس خوري، وهو محام من القدس، قد دفع نفقات نشر الكتاب بالعربية وتوزيعه في العالم العربي، وأهداه إلى روح ابنه الراحل الذي لقي حتفه في هجوم في 19 مارس 2004. من جانبه، يأمل الكاتب الإسرائيلي عاموس عوز في أن تساعد قراءة الجمهور العربي لكتابه في تجاوز الفجوة بين العرب والإسرائيليين. وقال: "يحدوني الأمل في أن يحظى كتابي بالقبول في العالم العربي، لقد نشرت بالفعل مقالتان في الصحافة العربية وأتمنى أن يفتح هذا الكتاب الكثير من القلوب في العالم العربي وأن يحسن التفاهم بين العرب واليهود." يذكر أن رواية "أسطورة عن الحب والظلام" نشرت للمرة الأولى باللغة العبرية في عام 2002، وترجمت منذ ذلك الحين إلى 16 لغة، ويعتبر عوز من أكثر المؤلفين الإسرائيليين تميزا، وهو أحد مؤسسي حركة "السلام الآن،" وكان اسمه قد ورد ضمن المرشحين لجائزة نوبل للأدب. أما روايته، فهي مذكرات شخصية لعوز، تأخذ القراء إلى طفولته منذ اللحظة التي انتحرت فيها والدته عندما كان عمره 15 عاما، وعندما شب في إسرائيل خلال الأعوام الأخيرة من الانتداب البريطاني في فلسطين، وهي مزيج من الكوميديا والتراجيديا لتقديم صورة حميمية لصبي يدخل في طور البلوغ وصورة لدولة وصراع عمره 60 عاما.