ترى صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن زيارة جينا ريموندو وزيرة التجارة الأمريكية إلى الصين، والتي اختتمتها أمس، بأنها بارقة أمل للشركات الأمريكية المتواجدة في الصين، في ظل تصاعد التوترات والتحديات في العلاقات التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين، وتبني كلا البلدين لسياسات تصدير مشددة وضوابط جمركية وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، أن زيارة جينا ريموندو إلى الصين كانت بمثابة استئناف للحوار الاقتصادي والتجاري بين واشنطنوبكين، مما يعطي بصيص أمل بين الشركات الأمريكية التي تشهد تزايدا في الصعوبات والتحديات في ظل ظروف عمل معادية في السوق الصينية. وأشارت إلى أنه بالرغم من هذه التطورات الإيجابية، إلا أن أصحاب تلك الشركات ما زالوا يشعرون بقلق عميق إزاء تأثير التوترات السياسية الثنائية المتزايدة، ويأتي ذلك نتيجة تفاقم القيود الأمريكية على الصادرات والاستثمارات، وبالإضافة إلى الإجراءات التي فرضتها الصين ضد تلك الشركات. ونقلت الصحيفة عن مايكل هارت رئيس غرفة التجارة الأمريكية في الصين، أن زيارة ريموندو - التي تعد الأولى لوزير تجارة أمريكي في الصين منذ خمس سنوات - قد ساهمت في تهدئة النبرة بين البلدين وجعلت العلاقات أكثر بناء وأقل خشونة. وتوصلت جينا ريموندو وزيرة التجارة الأمريكية ونظيرها الصيني وانغ وينتاو، إلى اتفاق خلال اجتماع في بكين، بشأن تشكيل مجموعة عمل لبحث قضايا التجارة والاستثمار بين البلدين، وستجتمع مرتين سنويا على مستوى نواب الوزراء، فيما ستستضيف الولاياتالمتحدة أول اجتماع مطلع العام 2024، وفق ما أعلنته وزارة التجارة الأمريكية. وأشارت الصحيفة، إلى تصريحات ريموندو في مؤتمر صحفي أثناء تواجدها في شانغهاي، ذكرت فيها أنها لم تتوقع أنه في زيارتها الأولى، وبعد اجتماعاتها الأولى مع المسؤولين الصينيين، أنهم سيحلون قضايا محددة. ولفتت الصحيفة، إلى أن ريموندو أجرت خلال زيارتها للصين اجتماعا مع رؤساء الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات المقيمين في الصين، وجرى خلاله مناقشة التحديات والعقبات التي تواجه تلك الشركات، خاصة فيما يتعلق بالقطاعات التكنولوجية والأدوية والكيميائية. ونقلت الصحيفة، عن شون ستاين رئيس غرفة التجارة الأمريكية في شنغهاي، قوله إن اهتمام ريموندو بمحاولة التخفيف من الصعوبات التي تواجه الشركات الأمريكية في الصين يعد تطورا إيجابيا. وبعد فرض إدارة بايدن ضوابط تصدير تكنولوجيا الرقائق الأمريكية إلى الصين، منعت بكين الشركات المحلية الكبرى من شراء تكنولوجيا الرقائق من شركة تصنيع الرقائق الأمريكية ميكرون تكنولوجي، وذلك بسبب مخاطر أمنية كبيرة. وذكرت الصحيفة، نقلا عن بعض دوائر الأعمال الأمريكية، قولهم إن التزام الجانبين بالمحادثات قد يكون تدريجيا، نظرا للعلاقات السياسية المتوترة بين البلدين منذ إدارة ترامب. ونقلت عن جيمس زيمرمان، الرئيس السابق لغرفة التجارة الأمريكية في الصين، حيث أكد أن هناك حاجة لتخفيف حدة الخطاب بشأن الأمن القومي من كلا الجانبين، والتوقف عن تفسير كل إجراء باعتباره تهديدا. وأضاف زيمرمان: "لن يتقدم أي مستوى من الحوار أو مجموعات العمل إلى ما هو أبعد من المجاملات المعتادة حتى يتم استعادة مستوى معين من الثقة". وتأتي زيارة ريموندو في الوقت الذي تجتهد فيه الصين لتنشيط اقتصادها المتعثر حيث تعاني من تراجع الصادرات وانخفاض أسعار المستهلكين وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب إلى مستويات قياسية. وتشير الأرقام إلى أن الصين شكلت نسبة 13.3 بالمائة من واردات السلع الأمريكية خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام، وهو أدنى مستوى منذ 20 عاما. بالإضافة إلى ذلك، انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين بنسبة 48 بالمائة في عام 2022 مقارنة بالعام السابق، ويستمر في الانخفاض بشكل حاد هذا العام، بحسب الصحيفة. واختتمت الصحيفة، قولها إن بكين أصرت علنا على أن المسئولية تقع على عاتق واشنطن لتحسين العلاقات، ونقلت عن لي تشيانغ رئيس الوزراء الصيني الذي أعرب عن أمل بلاده في أن تلتقي الولاياتالمتحدةبالصين في منتصف الطريق، وتتخذ خطوات إيجابية وعملية لتطوير العلاقات الثنائية.