رفعت السلطات المصرية من وتيرة العمل في بناء "الجدار الفولاذي" على الحدود ة مع قطاع غزة لمنع عمليات التهريب عبر الأنفاق الأرضية،واقتربت أعمال البناء من منطقة صلاح الدين،ذات الكثافة السكانية العالية، والتي خضعت لعمليات مسح سكاني ،وحصر للمباني ،تمهيدا لإجلاء الأهالي من المساكن المتاخمة للشريط الحدودي ،وتعويضهم بأراضي بديلة . وأوشكت الشركة المنفذة لأعمال الجدار علي الانتهاء من عمليات حفر الخنادق وتثبيت الألواح الحديدية علي أعماق كبيرة، وتواصل 6 معدات عملاقة عمليات الحفر، ويتواصل تدفق الستائر الحديدية علي مواقع العمل. وتتوقع مصادر أمنية أن تكون المنطقة المتبقية "الأكثر ازدحاما بالأنفاق، مما استدعي للتواجد الأمني المكثف، ومنع الشاحنات المحملة بالبضائع من الوصول إليها"،وقالت المصادر- التي طلبت عدم الكشف عن هويتها- لل "الشروق": منازل منطقة صلاح الدين معرضة للخطر بسبب كثرة الأنفاق ،والتي تنذر بالانهيار في أي لحظة، وهو ما يتطلب إعادة تخطيط المنطقة بالكامل". ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن" مصادر فلسطينية "،أمس، أن السلطات المصرية كثفت عملها خلال الفترة الأخيرة لاستكمال تشييد الجدار وأنجزت مقاطع مهمة وواسعة منه "تحت إشراف أمريكيفرنسي". وقال مصدر أمني فلسطيني لصحيفة "القدس" إن سلطات الأمن المصرية شرعت منذ نحو عشرة أيام في إقامة الجدار في الناحية الغربية من بوابة صلاح الدين في مدينة رفح وصولا إلى منطقة "البراهمة" وهي المنطقة المكتظة بأنفاق التهريب. وأشار إلى وجود زيادة في عدد الآليات والمعدات التي جلبتها السلطات المصرية للعمل في مواقع الإنشاءات في محاور عديدة على الحدود. وقال عدد من أصحاب الأنفاق للصحيفة الفلسطينية إنهم" بدأوا يشعرون بخطر تشييد الجدار ،رغم أن تأثيراته لم تظهر بعد". ونفى صاحب نفق آخر أن يكون لهذا الجدار تأثيرات خلال مرحلة التشييد ، مشيرا إلى أنه من المؤكد أن الأمور" ستصبح صعبة للغاية بعد الانتهاء من بنائه". وقال: "الصعوبات الآن تكمن في إيصال البضائع إلى الأنفاق على الجانب المصري للحدود ، إذ يضيق الأمن المصري الخناق على عملنا إلى أبعد الحدود". وبحسب المصدر الأمني فإن السلطات المصرية لم تعمد إلى إدخال الألواح الفولاذية بصورة كاملة إلى باطن الأرض في هذه المرحلة ، الأمر الذي يبرر استمرار عمل الأنفاق حتى الآن ، لافتاً إلى استخدام تربة رملية ذات مسامات واسعة بجانب الألواح الفولاذية بهدف ضخ المياه فيها لتتسبب بانهيار الأنفاق.