بعد أيام من مسيرة "أحد الشعانين" احتجاجا على ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين خلال احتفالاتهم الدينية بين القدس وبيت لحم جنوبي الضفة الغربية، لم تنج الدواب من العقاب الإسرائيلي بحجة الدخول لمناطق عسكرية دون إذن حيث تم احتجازهما لفترة أطول من صاحبهما. كما فرضت إسرائيل غرامة مالية باهظة على المزارع الفلسطيني الذي يقطن إحدى قري بيت لحم وأعتقل خلال المسيرة، وأفرج عنه بكفالة مالية بحجة دخول الحمارين معه لمنطقة محظورة. ونقلت وكالة "معا" الفلسطينية المستقلة عن المزارع الفلسطيني إبراهيم صلاح من قرية الخضر خلال زيارته لمحافظة بيت لحم قصة الحمارين مع الاحتلال قائلا "إنه خلال عمله في حراثة الأرض بالأجر قرب الحاجز العسكري الإسرائيلي لمدينة بيت لحم قبل نحو 10 أيام شاهد المسيرة الدينية بمناسبة أحد الشعانين وكان بعض الفلسطينيين المشاركين فيها يمتطون الحمير اقتداء بالسيد المسيح الذي دخل القدس على حمار تواضعا منه بمناسبة العيد". وأضاف إنه اندفع للمشاركة في المسيرة بعد أن حل المحراث عن حصان وأخذه مع حمارين آخرين أحدهما يملكه والآخر لجاره، إلا أنه تم اعتقاله مع فلسطينيين. وتابع "رب ضارة نافعة، فالشيء الإيجابي الوحيد في رحلة الاعتقال التي استمرت أربعة أيام بسجن عوفر قرب رام الله هو التقائي بابني المعتقل هناك ورؤيته لأول مرة منذ سبعة أشهر"، مضيفا "المفاجأة بعد الإفراج عنى كانت في بقاء الحمارين داخل الحاجز العسكري، وقد تمكن نجلي الصغير الذي كان يساعدني من إخراج الحصان بعد انتهاء المسيرة لكنه لم يستطع إخراج الحمارين." وأكمل بدأت رحلة بحث طويلة عن الحمارين الضائعين إلى أن قال لي أحد الأشخاص إن بلدية الاحتلال تحتجزهما في مكان قريب من الحاجز العسكري (المعبر)، وتطالب ب 1200 شيكل إسرائيلى (4440 دولار أمريكي) غرامة مالية، وبعد اتصالات مع الفلسطينيين حاملي هوية القدس استطاعوا إقناع البلدية بتخفيض المبلغ إلى 400 شيكل (1480) اقترضتها من الأصدقاء والجيران واستعدت الحمارين. واستغرب إبراهيم أسباب فرض سلطات الاحتلال هذه الغرامة الطائلة على الحمارين، مشيرا إلى أن البعض نقل عن البلدية أنها مقابل الطعام الذي قدمته لهما، ويقول ساخرا "هل كانت بلدية الاحتلال تطعمهما البسكويت لتطلب مثل هذا المبلغ".