كان القدماء يعتقدون أن شم النسيم يوافق يوم بداية الخليقة أو بداية الزمان. وفى الأصل كان الاحتفال بعيد شم النسيم يبدأ مع شروق الشمس، فيخرج الجميع إلى الحدائق والحقول مبكرين، ومعهم المأكولات المختلفة حتى يكونوا فى استقبال شروق الشمس لما فى ذلك من فأل حسن يعيش معهم طوال العام. شم النسيم له أطعمته التقليدية المفضلة التى ارتبطت بهذا العيد، عادات وتقاليد راسخة يحرص الناس جميعا على أن تكون معهم طوال هذا اليوم. وتشمل قائمة الأطعمة المميزة لشم النسيم البيض والفسيخ والبصل والخس والملانة.. لكن يظل الفسيخ هو الملك المتوج على مائدة هذا اليوم الفريد فى حياة المصريين. الأسماك المملحة عادة قديمة منذ عصر الفراعنة الذين كانوا يقدسون النيل، ويعتقدون أن الحياة بدأت على الأرض بسبب الماء، والسمك الذى يحمله النيل هو هدية قادمة من عند الآلهة فكان عليهم الاحتفال بتناول السمك المملح. الرنجة أفضل من الفسيخ والملوحة لأنها أقل ملوحة، كما أنه يمكن شويها على النار، وبالتالى نتأكد من نضجها، النار تضمن لنا التخلص من أى ميكروبات تكون فى سمكة الرنجة. يُنصح بتناول الفسيخ أو وجبة السمك المملح كما كان القدماء يأكلونها، فى وجبة متكاملة تتكون من الفسيخ والخس والبصل أخضر والليمون وخل تفاح. هذه العناصر مكملة لبعضها، وأكلها متحدة فى وجبة واحدة يقلل من الآثار الضارة للفسيخ، ويمكن خلط الفسيخ مع الطحينة للتقليل من نسبة الملوحة. ينصح الخبراء بشرب الماء بعد أكل الفسيخ حتى نقلل من تركيز الملح، الذى تناولناه مع الفسيخ، وحتى نتخلص منه خارج الجسم فالجسم يحتاج للماء لتخفيض كمية الصوديوم، التى حصلنا عليها مع الأكلة المملحة. على مرضى ضغط الدم المرتفع الاحتراس عند تناول الفسيخ، لذلك أنصح دائما بضرورة غسل الفسيخ والملوحة بخل التفاح مع عصير الليمون لتقليل نسبة الملح. وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون فالأسماك المملحة جيدا أضمن من الفسيخ القليل الملح، لأن تركيز الملح يقضى على الطفيليات الموجودة فى الأسماك التى صنع منها الفسيخ أصلا. وقد يتعرض بعض الأشخاص للحساسية الجلدية مثل الأرتيكاريا والهرش، لذلك يجب التوقف فورا وعدم الاستمرار فى تناول الفسيخ عند ظهور أى بقع حمراء على الجلد أو عند الشعور بالرغبة فى الهرش. على مرضى الربو والأمراض الصدرية عموما الامتناع تماما عن تناول الفسيخ. على الأطفال والحوامل والمرضعات الامتناع نهائيا عن تناول الفسيخ، ومعهم مرضى الكلى والكبد وقرحة المعدة. البقدونس والبرتقال والموز كلها أصناف غنية بعنصر البوتاسيوم، لذلك فينصح بتناولها بعد أكل الفسيخ لتساعد على إخراج الملح من الجسم. الفسيخ غير المضمون أو الفاسد أو غير المعلوم المصدر، قد يحمل نوعا من البكتيريا تسبب تسمم غذائى معروف باسم بوتيوليزم هذا التسمم الغذائى أو ما يطلق عليه التسمم بالفسيخ قد يصيب الإنسان بالشلل، فالإصابة به تبدأ بحدوث شلل فى عضلات الوجه والرقبة.. وتنزل تدريجيا حتى يصل إلى القدمين.. ويكون ذلك مصحوبا بازدواج فى الرؤية نتيجة إصابة العضلات المحركة للعين وفى هذه الحالة يجب الإسراع فى الذهاب لأقسام السموم بالمستشفيات، وذلك لأخذ المصل الخاص بتسمم الفسيخ فالمصل المضاد لهذا التسمم هو السبيل الوحيد لإنقاذ المريض. الريجيم والفسيخ على راغبى الرشاقة والذين يتبعون نظاما غذائيا لإنقاص الوزن أن يعلموا أن أكلة فسيخ قد تعمل على زيادة وزنهم كيلو جرامين على الأقل. فالفسيخ عادة يتم تناوله بكمية كبيرة من الخبز وكما هو معروف فالخبز بما يحتويه من سعرات حرارية كبيرة يعمل على إضافة الكثير لوزننا. أيضا فالملح الكثير الموجود فى الفسيخ يعمل على تخزين المياه فى الجسم.. لنضيف أيضا وزنا جديدا. كذلك فقد نضطر مع هذه الأكلة غير التقليدية على معدتنا أن تناول عدة زجاجات من المياه الغازية ظنا منا أنها سوف تساعدنا على هضم الفسيخ وذلك أيضا سوف يضيف إلى أوزاننا المزيد. وقد يضطر البعض لتناول بعض الحلويات لكى تزيل طعم الفسيخ من الفم أو شرب عدة أكواب من الكركديه والشاى مع استخدام عدة ملاعق من السكر. كل ذلك يمكن أن يعمل على زيادة أوزاننا بسهولة تامة. أخيرا وحتى لا يغضب منى عشاق الفسيخ أقول إننا يمكن أن نتناول شريحة فسيخ فى حجم علبة الكبريت مع إضافة الليمون والخل والطحينة، مع ربع رغيف بلدى فقط.