هددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ايكواس) القادة العسكريين الذين استولوا على السلطة في النيجر بعقوبات صارمة واستخدام القوة إذا لم تتم إعادة النظام الدستوري. وخلال اجتماع طارئ يوم الأحد، دعت الدول الأعضاء بمجموعة ايكواس إلى الإفراج الفوري عن الرئيس محمد بازوم، الذي تم اعتقاله خلال الانقلاب العسكري يوم الأربعاء، وإعادته إلى السلطة. وأعلنت المجموعة في نهاية قمتها التي عقدت في العاصمة النيجيرية أبوجا أنه إذا لم تتم استعادة النظام خلال أسبوع، ستتخذ الدول الأعضاء في ايكواس تدابير يمكن أن تشمل استخدام القوة ومقاضاة المجلس العسكري. وقالت المجموعة إنه سيتم تعليق العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدول الأعضاء في ايكواس والنيجر كما سيتم إغلاق المجال الجوي والحدود. ودعا بيان ايكواس البنوك المركزية في الدول الأعضاء إلى تجميد أصول الشركات المملوكة للدولة والشركات شبه الحكومية وكذلك شركات الجيش المتورط في الانقلاب. بالإضافة إلى ذلك، تقرر تعليق كل المساعدات المالية والتعاملات مع المؤسسات المالية في النيجر. وقررت ايكواس على الفور تعيين مبعوث لنقل المطالب إلى المجلس العسكري في النيجر. وتأتي هذه الخطوة بعد يوم من تعليق فرنسا والاتحاد الأوروبي كل المساعدات المالية إلى النيجر. وأعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأحد عن تأييده لموقف مجموعة غرب أفريقيا، قائلا إن مبادئ الاتحاد الأفريقي والإيكواس تتضمن "عدم التسامح مطلقا مع التغيير غير الدستوري". وقال "إننا ننضم إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والزعماء الإقليميين في الدعوة إلى الإفراج الفوري عن الرئيس محمد بازوم وعائلته وإعادة جميع المهام الحكومية إلى الحكومة الشرعية المنتخبة ديمقراطيا". وأضاف بلينكن أن "الولاياتالمتحدة ترحب كذلك بإيفاد الممثل الخاص لرئيس الإيكواس إلى النيجر وتحث جميع الأطراف على العمل مع المجموعة من أجل حل سلمي وسريع للوضع الحالي". وأدلت المملكة المتحدة بتصريحات مشابهة. وقال وزير التنمية وإفريقيا البريطاني أندرو ميتشل في بيان إن "المملكة المتحدة تدعم بالكامل الإجراءات السياسية والاقتصادية الفورية التي أعلنتها الإيكواس اليوم وستعلق المساعدة الإنمائية طويلة الأجل للنيجر". وأضاف ميتشل "مع ذلك، سنواصل تقديم المساعدة الإنسانية الحيوية لشعب النيجر"، مجددا أيضا الدعوة لإعادة بازوم إلى منصبه. واحتجز الجنرال عمر تشياني وضباط آخرون، بازوم الأربعاء الماضي. وعين تشياني نفسه، يوم الجمعة الماضي، رئيسا للمجلس الوطني، والحاكم الفعلي الجديد للبلاد. وبعد فترة وجيزة من تولي تشياني السلطة كرئيس فعلي، علق مدبرو الانقلاب دستور البلاد وتم حل جميع المؤسسات الدستورية. واحتشد الآلاف في عاصمة النيجر نيامي في وقت سابق يوم الأحد، لإظهار الدعم للحكام العسكريين الجدد. وقال مراسل لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في الموقع إن المظاهرة كانت تهدف في جزء منها إلى إرسال تحذير إلى فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، والتجمع الاقتصادي لدول غرب أفريقيا "إيكواس" بعدم التدخل في شؤون البلاد. ولوح المتظاهرون بأعلام روسيا لإظهار الدعم للقوات الروسية بالبلاد. وبعد انقلابين عسكريين في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين، تحول الحكام الجدد هناك نحو روسيا. وفي باريس، قال قصر الإليزيه إن الرئيس إيمانويل ماكرون، لن يتسامح مع أي اعتداء على فرنسا أو مصالحها في النيجر، التي حصلت على استقلالها الكامل من فرنسا في عام 1960. وقال ماكرون ردا على تقارير بحدوث أعمال عنف، إن فرنسا سترد فورا على أي اعتداء على مواطنيها، ودبلوماسييها أو مؤسساتها بالبلاد. وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية دعوة للقوات التي تسيطر على النيجر بأن تكون على قدر مسؤولياتها وأن تضمن سلامة الممثلين الدبلوماسيين الفرنسيين بالبلاد. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب" أن المتظاهرين نزعوا اللوحة المعدنية الخاصة بالسفارة الفرنسية في نيامي، وداسوا عليها بأقدامهم وحلوا محلها أعلام النيجروروسيا.