بعد إعلان انتهاء تمرد مجموعة "فاجنر" العسكرية الخاصة الروسية بقيادة يفيجني بريجوجين عقب اتفاق توسطت فيه بيلاروسيا، رأت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية أن هناك الكثير من الجوانب لا تزال غير واضحة أبرزها ما سيحدث لدور بريجوجين داخل "فاجنر". ورأت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية أنه يتعين على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الآن إدارة تداعيات أخطر تحدي لسلطته منذ وصوله إلى الحكم عام 2000، بعد سلسلة أحداث مذهلة راقبها العالم عن كثب – وبقلق – واحتفت بها أوكرانيا. وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن بريجوجين وافق على مغادرة روسيا متجها إلى بيلاروسيا، السبت، في اتفاق توسط فيه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمترى بيسكوف إن الاتهامات الجنائية ضد بريجوجين سيتم إسقاطها، ولن يواجه مقاتلو فاجنر أي إجراءات قانونية، وبدلا من ذلك سيوقعون عقودا مع وزارة الدفاع الروسية، وهي خطوة رفضها بريجوجين في وقت سابق باعتبارها محاولة لضم قواته شبه العسكرية. وكانت الأزمة في روسيا قد اندلعت، يوم الجمعة، عندما اتهم بريجوجين الجيش الروسي بمهاجمة معسكر لفاجنر وقتل رجاله وتعهد بالانتقام. وكانت الأمور محتدمة على الأرض، حيث طلب من المدنيين في مدينة فورونيج البقاء داخل منازلهم. وفي غضون ذلك، كثفت موسكو تدابيرها الأمنية بشتى أنحاء العاصمة. وبحسب "سي.إن.إن"، أشارت جميع الأدلة إلى مواجهة مسلحة وشيكة في العاصمة مع انتشار الشائعات وحالة من عدم اليقين. وبنفس السرعة تقريبا التي بدأ بها الأمر، خفت التمرد القصير مع إخماد بيلاروسيا على ما يبدو للنيران على الأقل بالوقت الراهن. وذكرت الشبكة الأمريكية أن الكثير لايزال غير واضح، مثل ما سيحدث لدور بريجوجين داخل فاجنر والحرب الأوكرانية، وما إذا كان سيتم التعاقد مع جميع مقاتليه من جانب الجيش الروسي. وقال الرائد المتقاعد بالجيش الأمريكي، مايك ليونز، إن مجموعة فاجنر هي "شركة قتال مستقلة" ذات ظروف مختلفة عن الجيش الروسي. على سبيل المثال، يتم تغذية مقاتلي فاجنر بشكل أفضل من الجيش مما يعني أن دمجا كاملا سيكون صعبا. وأشار ليونز إلى أن البعض ربما سينقسموا، قائلا: "أولئك الأشخاص مخلصين لبريجوجين، وليس للبلد أو للمهمة. أعتقد أن لدينا أسئلة أكثر من الإجابات في الوقت الراهن". ورأى خبراء أن الخطر على قائد فاجنر لم ينته بعد. وقالت خبيرة الشئون الروسية جيل دوجيرتي: "بوتين لا يغفر للخونة. حتى إذا قال بوتين: بريجوجين، اذهب إلى بيلاروسيا، يظل خائنا، وأعتقد أن بوتين لن يغفر ذلك". وأشارت إلى أن بريجوجين من الممكن أن يقتل في بيلاروسيا، لكنها معضلة صعبة لموسكو لأنه طالما "حصل بريجوجين على بعض أشكال الدعم، فهو يشكل تهديدا، بغض النظر عن مكانه"، على حد تعبيرها.