رأت صحيفة "تايمز" البريطانية، أن روسيا صعدت خطابها النووي إلى مستويات جديدة "مخيفة"، بالتزامن مع الهجوم الأوكراني المضاد حاليا. واستعرضت الصحيفة في تقرير لها ملامح ذلك التصعيد، قائلة إنه "في غضون 24 ساعة، قالت بيلاروسيا، حليفة موسكو، إنها تلقت أسلحة نووية تكتيكية روسية، كما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن الصراع في أوكرانيا قد يتصاعد إلى حرب عالمية ثالثة، واقترح مستشار رئيسي للكرملين إسقاط رؤوس نووية على أوروبا ل"شق" الدعم الغربي لكييف". وبينما أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنه لا توجد مؤشرات على أن روسيا تستعد لإطلاق ترسانتها النووية، لكن السؤال الأكثر صعوبة أمام الحكومات الغربية يتمثل في محاولة تخمين ما يدور في ذهن بوتين، بحسب الصحيفة. وتساءلت "تايمز" عن أسباب إمكانية لجوء بوتين إلى الأسلحة النووية، مشيرة إلى أنه بعد حوالي 16 شهرا من الحرب ومع احتمال نشوب صراع بلا نهاية، يمكن أن يستنتج بوتين، أن ضربة قوية فقط، باستخدام أكثر الأسلحة فتكا المتوفرة لديه، ستنقذ بلده، على حد تعبيرها. ونوهت إلى أن بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف قالا إن موسكو سيكون لديها الحق في اللجوء إلى الأسلحة النووية إذا تعرض وجود روسيا للتهديد. وأشارت "تايمز" إلى أن تعريف بوتين لتهديد الوجود ربما تغير، إذ ربما يرى أن حربا طويلة الأمد مبرر لاستخدام السلاح النووي، لاسيما مع تسارع عدد الضحايا الروس والضرر الذي تسببه للاقتصاد الروسي. أما عما يثني بوتين عن إطلاق أسلحة نووية تكتيكية، أشارت "تايمز" إلى سببين رئيسيين؛ يتمثل أولهما في الصين؛ إذ أن نظيره الصيني شي جين بينج قال علانية -وبلا شك حذر سرا بوتين شخصيا- ، إنه لا يجب استخدام الأسلحة النووية أبدا. ويتمثل السبب الثاني في الرد المحتمل من الولاياتالمتحدة والناتو. وقالت الصحيفة إن بوتين ربما يفكر في أن استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا لن يؤدي إلى ضربة نووية أو تقليدية من جانب الغرب لأن كييف ليست عضوا في الحلف وبالتالي لا تشملها المادة 5 من المعاهدة المؤسسة للناتو، والتي تنص على أن الهجوم على بلد واحد من دول الحلف هو هجوم على الناتو ككل. وأضافت الصحيفة: "لكن الولاياتالمتحدة أوضحت أن استخدام روسيا للأسلحة النووية في أوكرانيا ستكون له "عواقب وخيمة" على موسكو، بدون أن توضح ماهية هذه العواقب. وتساءلت الصحيفة البريطانية عما إذا كان قد تغير شيئا لزيادة أو تقليل احتمال استخدام بوتين للأسلحة النووية، قائلة إن ما تغير هو حجم وجودة الأسلحة التي يرسلها التحالف الغربي بقيادة الولاياتالمتحدة. وبحسب "تايمز"، بما أن الولاياتالمتحدة وافقت الآن أخيرا على إرسال المقاتلات من طراز "إف-16" إلى أوكرانيا، ستشكل معركة التفوق الجوي مرحلة جديدة وربما حاسمة في الحرب. كانت موسكو قد حذرت من الخيار النووي منذ بداية الحرب. وترجمت الحكومات الغربية الأمر على أنه أداة دعائية، وأسلوب لإخافة الغرب لكي تثنيه عن إمداد كييف بالأسلحة. ولفتت "تايمز" إلى أن إرسال روسيا أسلحة نووية تكتيكية إلى بيلاروسيا هذا الشهر تعتبر المرة الأولى التي ينشر فيها الكرملين صواريخ نووية خارج روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991. وأشارت الصحيفة إلى أنها أوضح إشارة نووية للغرب منذ بدأت روسيا الحرب في أوكرانيا في فبراير من العام الماضي، مع وضع صواريخ نووية قصيرة المدى في منشأة تخزين جديدة. ورأت "تايمز" أن نقل القنابل النووية التكتيكية إلى بيلاروسيا، التي تتشارك حدودا مع ثلاثة من الدول الأعضاء في الناتو – بولندا، وليتوانيا، ولاتفيا – قد يجبر على إعادة تقييم خيارات بوتين المحتملة إذا فشلت الحرب في أوكرانيا في منحه ما وصفته ب"الجوائز الاستراتيجية" التي اعتقد أنه سيحصل عليها قبل شهور.